المزيد من الأخبار






احلام مشروعة... وبسطيلة لذيذة


احلام مشروعة... وبسطيلة لذيذة
بقلم: محمد بوزكو

الحلم حق من حقوق الانسان الازلية. لكل منا الحق في الحلم. بل قد لا توجد حرية تضاهي الحرية في الحلم. لك الحق ان تحلم ما تشاء. ما تشاء... ان تحلم انك تطير لا مناع٬ ان تحلم انك رئيس دولة حتى٬ لا باس عليك٬ ان تحلم انك تتكلم مع الحيوانات يفهمونك ،تفهمهم هو ايضا ممكن جدا... ان تغفوا ذات ليلة وتحلم ان الريف قد تم جمعه وحزمه من جهاته في بسطيلة واحدة تسمى الريف الكبير او الصغير او المتوسط هو ايضا من سابع الممكنات... انه حق٬ بل اكثر من حق... لا دخل لعزي مان ولجنته في ذلك٬ كما لن تتدخل وزارة الداخلية ابدا ولا بن كيران يستطيع فعل شيئ...انه الحلم يا سادة...
ولكن اياكم والكوابيس..
ففي الاحلام كوابيس كثيرة. وفي كل حلم كابوس٬ ليس اركابوس المسدس٬ بل تلك العراقيل والمعاناة التي تجابهها وانت في عز الانتشاء بحلمك...
منذ عهد قديم والانسان الريفي يحلم بان يلتحم باخيه في رقعة سياسية وادارية واحدة... بل وحاول عبد الكريم ان يتجاوز رقعة الحلم وعمل على اسقاطه على الواقع وهو ينشئ جمهورية الريف التي سرعان ما تدخلت فيها الكوابيس واركابوس والباروض... وقضت على الحلم والاسقاط معا... لكن الحلم استمر عبر التاريخ دون ان يوقفه احد فاستمرت الادمغة الريفية في افراز شتى انواع الرؤى والاحلام... وها نحن اليوم مع انخفاض سعر البرميل نرفع من انتاج السيولة الخيالية ونفبرك تصورات متباينة في وقت اصيبت فيه كل العقول بالتكلس... لم ننتبه للكوابيس وانطلقنا بعزم وهمة ونشاط نشحذ السكاكين لنبدا رحلة القص كما لو اننا بصدد اعداد حلوى بسطيلة... هذا لديه سطوماغو صغير يقص من تاركيست وهلم قصا الى الناضور مرورا عبر قاسيطا... ذاك باسطوماغو كبير يقطع من طنجة حتى سعيدية مرورا بتاونات... والاخر في قرحة معدة يريد فقط الحسيمة والناضور واسعيدية لانه لا ياكل الا الحوت... وهؤلاء يريدون بسطيلة متنوعة فيها دجاج وجدة٬ برتقال بركان٬ غامبا مارتشيكا وسردين الحسيمة وفقط... المهم السكاكين خدامة تشحذ وتقص... هذا يطعن ذاك٬ ليس بالسكين طبعا فنحن مهما كان لسنا عنيفين ولا دمويين... وذاك يسب ذاك٬ السب جائز ولا حرج... والاخر ينافق ويراوغ٬ النفاق والمراوغة من هواياتنا المفضلة وبالتالي لا مانع... الحاصول وكاننا في الكورنا لا نسمع فيها الا صوت القص والتقطيع وقيل سلاما سلاما....

ولكن٬ لحسن الحظ ان القص والتقطيع والتصميم لا يتم الا في الاوراق وبالتالي ما يقع في الواقع شيئ اخر... ان تجتمع الحسيمة مع طنجة في بسطيلة واحدة لا يعني ابدا اننا في الناضور لن نذهب للحسيمة كي ناكل مع اخواننا من تلك البسطيلة فهم حتما سيعرضوننا كي نذوق معهم... ونحن من جهتنا في الناضور سنعرض عليهم لياكلوا معنا من بسطيلتنا ايضا٬ وخا فيها شويا ديال ثسيما٬ فلنا بالاظافة لحوت شبذان وبويافار كاران وجدة ومشويات بني درار ولتشين بركان دون ان ننسى العبقرية الناضورية في التشلهيب والقضاء على معالم الحياة مهما وأنا كانت وذلك باستعمال عقليتنا الاسمنتية والبيطونة... ثم اننا حين سنسأم من الاسمنت والياجور سنطلع لنتنزه في اختنا الحسيمة الغير بعيدة قلبيا وكيلومتريا...

خلاصة السيناريو هو أنه مهما تعدد القص ورقيا واداريا فاننا لن نتأثر واقعيا وحياتيا... لاننا بكل بساطة لم نتاثر يوما ما والحسيمة والناظور في بسطيلتين مختلفتين... نطلع نحن احيانا ويهودون هم احيانا وهكذا دواليك... بل ونذهب حتى لطنجة وثيطاوين... وفي كل حدب نشعر في دواخلنا باننا بين اخوتنا في اللغة والهوية... وعليه فان اي تقطيع او قص٬ بل وحتى الزنازيل٬ لن تنال ابدا من ذلك الشعور الابدي والتاريخي...

ولاجله٬ لا باس من ان نختم هذا الكتاب بان نرفع ايدينا متوجهين للسيد رئيس حكومتنا ابن كيران لنطلب منه ان ينظر الينا بعين الرأفة والرحمة وان يعوذ بالله ومن الشيطان الرجيم ويبسمل بالله الرحمان الرحيم حين ياخذ قلمه وينحر جهتنا بمجرد توقيع بان يجمع ذوي القربى أولا والا يفرق بين الاخوة ويشتت بيوتهم ومزارعهم وألا يجعل في قلبه غلا ويجمعنا في جهة واحدة نحن الريفيين المتعصبين المندفعين وذلك حتى لا نتعصب على احد سوى على بعضنا البعض لاننا نتفاهم بيننا في ادوات التعصب والاندفاع من طنجة لاسعيدية...

اللهم ارشد رئيس حكومتنا لما فيه خير لنا واجعل توقيعه جمعا لنا في الريف الكبير ولا تجعله توقيعا بيننا وتشتيتا لنا... واهبه يا رب فطنة كي يسمي جهتنا بجهة الريف كبيرا شامخا كما كان ابدا... وانفخ فيه الشجاعة والصبر كي لا يخيب آمال الريفيين اجمعين... اللهم آمين يا رب العالمين.






تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح