المزيد من الأخبار






اتهام مغربي بالتجسس على نشطاء ريفيين لصالح الرباط يربك علاقات برلين بالمغرب


اتهام مغربي بالتجسس على نشطاء ريفيين لصالح الرباط يربك علاقات برلين بالمغرب
ناظورسيتي: متابعة

وسط توتر صامت في العلاقات بين الرباط وبرلين، كشفت النيابة العامة الفيدرالية الألمانية عن توجيه تهم ثقيلة بالتجسس إلى مواطن مغربي يدعى يوسف الأسروتي، تتعلق بتورطه في رصد وتتبع معارضين ريفيين مقيمين بألمانيا، لحساب مصالح استخباراتية مغربية.

ووفق المعطيات الرسمية التي نشرها الادعاء الألماني بداية الأسبوع الجاري، فقد تم توجيه لائحة الاتهام رسميا إلى الأسروتي أمام محكمة دوسلدورف، بعد أشهر من التحقيقات التي تخللتها عملية توقيفه في إسبانيا أواخر 2024، قبل أن يرحل إلى ألمانيا في يناير 2025.


الاتهام الرئيسي يتمحور حول نشاط الرجل ضمن شبكة يشتبه أنها كانت تشتغل لصالح المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED)، المعروفة بكونها جهاز الاستخبارات الخارجية المغربية. وحسب المحققين، فإن الأسروتي قام بجمع معلومات دقيقة عن نشطاء ريفيين معارضين، خصوصا من المنتسبين إلى حراك الريف، وركز في تحرياته على نشطاء بارزين يقيمون في مدينة دوسلدورف.

ولم تكن تحركات الأسروتي منفصلة، إذ تشير التحقيقات إلى تنسيقه المستمر مع مغربي آخر يدعى محمد أ.، سبق وأن أدين سنة 2023 في ألمانيا بعقوبة حبسية موقوفة التنفيذ، لنشاطه الاستخباراتي ضد أعضاء من نفس الحركة الاحتجاجية.

الخطورة في هذا الملف لا تتوقف عند البعد الأمني، بل تمتد إلى المعطى السياسي، بعدما ربطت السلطات الألمانية المتهم بمجموعة تعرف باسم "الجمهوريون الريفيون"، يقودها الناشط المعروف جابر الغديوي، الملقب بـ"يوبا"، وهو من أشد المدافعين عن انفصال الريف، حسب نفس المصدر.

في الوقت الذي تسعى فيه ألمانيا لتطويق ما تعتبره نشاطا استخباراتيا موجها من الخارج ضد معارضين على أراضيها، تصر الرباط على النفي. فقد سارعت، منذ بداية السنة، إلى التأكيد على أن الأسروتي لا تربطه أي علاقة بأجهزتها الأمنية، واصفة إياه بـ"الناشط المتطرف" الذي لا يمثل إلا نفسه.

وبين موقفين متضادين، يظل الملف مفتوحا على أكثر من احتمال، خاصة في ظل حساسية العلاقات المغربية الألمانية التي لم تتعافَ بالكامل منذ التوترات الدبلوماسية السابقة. كما أن الإشارات الواردة في التقرير الألماني إلى وجود صلات بين المجموعة الانفصالية والجزائر، تزيد من تعقيد المشهد وتضفي على القضية طابعا إقليميا يهدد بتوسيع رقعة التوتر.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح