المزيد من الأخبار






اتفاقية “شينغن” تحت المحك بسبب الهجرة والإرهاب‎


اتفاقية “شينغن” تحت المحك بسبب الهجرة والإرهاب‎
إبراهيم أولعربي

تُراجع كثير من الدول الأوربية سياستها فيما يخص التعامل مع قضيتي الهجرة والإرهاب، الأمر الذي ينتظر أن تكون له تأثيرات كبرى على مستقبل الاتحاد الأروبي، خاصة بعد الهجمات التي هزت باريس وتنامي الخطر الإرهابي، وكذا تدفق المهاجرين.

وقد دفع الخوف من الإرهاب، ومن إغراق دول الاتحاد الأروبي بالمهاجرين واللاجئين، بمجموعة من الدول الأوربية، التي وقعت على إتفاقية “شينغن”، إلى وضع قواتها الأمنية في الحدود لمراقبة كل الداخلين إلى أراضيها في “خرق” واضح لهذه الاتفاقية التاريخية.

فإلى جانب فرنسا، التي استهدفها الإرهاب وأعلنت حالة الطوارئ، وأعادت بموجب ذلك أمنها إلى مراقبة الحدود، أعلنت دولتا الدانمارك والسويد، بعد ألمانيا والنمسا، قبل أيام عن شروع شرطتها في مراقبة الداخلين إلى البلد حتى لو كانوا قادما من بلد أوربي.

ولمعالجة هذا الأمر، عقدت اجتماعات في بروكسيل لكن التوجه العام هو أن كل الدول متمسكة بقراراتها وتضع أمنها الداخلي فوق كل إعتبار .

وكحل للتوفيق بين المراقبة واحترام اتفاقية تنقل الأفراد والسلع بكل حرية، اقترح رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، إنريكو ليتّا، الذي يشتغل الآن كأستاذ جامعي بإحدى جامعات باريس، إنشاء نوع جديد من الشرطة تكون مهمتها مراقبة الحدود بين دول الاتحاد، وإطلاق إسم الشرطة الأوربية عليها، والتي لن تكون تابعة لأية دولة، بل إلى الاتحاد ككل.

وإلى جانب هذا الاقتراح، هناك من دعا إلى ضرورة منح تسيير اللجوء للاتحاد، وبالتالي ترك مسألة منح اللجوء إلى سلطات الاتحاد وليس إلى الدول الأعضاء، مادام هذا الموضوع أحد الجوانب التي تؤرق دول شينغن، والتي تشكل نقطة خلاف جوهرية لا يكاد يقع عليها إجماع، حيث تشتكي الدول التي تتواجد على الحدود الجغرافية الخارجية للاتحاد الأوربي، كإيطاليا واليونان مثلا، من كونها تشهد موجة اجتياح من طرف المهاجرين واللاجئين وتشتكي من عدم تلقيها دعما من البلدان الأخرى المشكِّلة للاتحاد لحل المعضلة.

ويبدو أن سياسات الاتحاد الأوربي تجاه الهجرة وتجاه اللاجئين بدأت تتغير، فبعد أن كانوا يُستقبلون بعبارات الترحيب، أصبح الإعلام ينقل أخبارا الهدف منها هو إثارة الانتباه إلى ما يعتبره “التسامح المبالغ فيها” لبعض الدول، وكمثال على ذلك ما نشره الإعلام الألماني قبل أيام من كون حوالي ألف من المغاربيين وذوي السحنات الشرق أوسطية تحرشوا بنساء ألمانيات في ليلة رأس السنة.

كما تم تداول صورة قيل إنها للاجىء من سوريا وهو يبصق على وجه إمراة سويدية، وهي إشارات التقطها اليمين المتطرف في كل أوربا وبدأ في استغلالها لتأليب الرأي العام ضد المهاجرين وضد الهجرة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح