المزيد من الأخبار






إقليم الدريوش: سكان بدوار أبلخاش (إفرضاسن) بجماعة بودينار يعيشون حياة بدائية


إقليم الدريوش: سكان بدوار أبلخاش (إفرضاسن) بجماعة بودينار يعيشون حياة بدائية
ناظورسيتي: م. ز

بجزء من قرية أبلخاش – إفرضاسن- (أيار نواثو) النائية والمعزولة تماما عن العالم، تعيش جماعات من السكان حياة بدائية تنعدم فيها أبسط ظروف العيش. لا كهرباء، ولا ماء، ولا مدرسة، ولا مستوصف... باختصار إنها مظاهر وتجليات البؤس الاجتماعي، وفي التفاصيل؛ معاناة معيشية يومية يعيشها هؤلاء السكان في صمت، يتألمون ويجرعون مرارة الإقصاء والتهميش وكل أنواع الحكرة هنا بهذه الجبال التي لا يتردد فيها إلا صدى صراخهم، فلا منظمة إنسانية ولا مسؤول وطأ رجله تراب هذه القرية الطيبة لالتفات ورفع التهميش عن سكانها.

غياب الكهرباء يزيد من تعقيد الحياة واستحالتها، يقول أحد أبناء المنطقة المتعلمين: "ما ذنبنا من الإقصاء من الكهرباء، ألا يحق لنا أن نحلم بإنارة مصباح كهربائي كعامة الناس، لو عرف توماس أديسون بمصيرنا لما اخترع المصباح مطلقا، إنها جريمة في حقنا"، ويضيف : "كم نتمنى أن ننعم بشرب كأس ماء بارد ولا نجده، وكل طعامنا يتعرض للتسمم والفساد بسبب غياب الثلاجة، كما نحلم بمشاهدة التلفاز للاطلاع على ما يجري في العالم. إننا فعلا نحس بخيبة أمل".فبالبرغم من الشكايات المتعددة التي تقدموا بها إلى المسؤولين منذ سنوات طلبا في تزويدهم بالكهرباء لازال الانتظار سيد الموقف. حال هؤلاء الغاضبين يفند كل أرقام الوزارة الوصية عن القطاع التي تقول أن تغطية العالم القروي بالكهرباء يقارب 100% .

وضع السكان مع الماء لا يختلف كثيرا عن انعدام الكهرباء، بل أكثر تأزما و كارثية. نظرة خاطفة للمياه الملوثة (مخلفات الحيوانات، الصدأ ... ) بالآبار المستعملة للشرب والأغراض الاخرى تُشعرك بالتقزز والغثيان، فما بالك بشربها وتذوقها. هذه المياه غير الصالحة للشرب تسبب أمراضا والتهابات للساكنة لا يعرفون مدى خطورتها لغياب الفحوصات الطبية بسبب غياب المؤسسات الصحية والأطر الطبية. يقول أحد شباب القرية: "نحن لا نعرف الأمراض المنتشرة هنا لأنه لا يوجد مكان للاستشفاء والدواء".أما إذا أرادت الأم أن تلد وتحتفل بمولودها مثلا فذلك أمر مستحيل ووضع مؤجل إلى حين. حيث تتحول وليمة الوليد إلى مأتم الحامل والجنين معا. إنها مشاهد تراجيدية بكل ما تحمل الكلمة من معنى يتجرع مرارتها هؤلاء البؤساء في فصول الحياة اليومية.

هذه الأوضاع المزرية لم تستثن قطاع التعليم، الذي لا يعرف عنه أطفال الدوار شيئا إلا الاسم. وأنت تتجول بين جبال ووديان هذه القرية لا يظهر لك أثر لمدرسة أو كتَّاب، وإن كان لك متسع من الوقت ربما سيقودك بصرك إلى لمح حجرة دراسية بعيدة مخفية بين التلال والوديان، توجد في منطقة يقال لها "تمرابحت" تابعة لمدرسة "ايت عبد الله"، هذه الفرعية المدرسية تنعدم فيها كل ظروف التمدرس السليم، فإلى جانب القسم متعدد المستويات الذي يعرقل عملية التعليم، تنعدم بالمؤسسة أبسط المرافق الصحية كالمرحاض الذي يجعل التلاميذ والتلميذات يقضون حاجاتهم البيولوجية في العراء. كما تفتقر المؤسسة أيضا إلى الماء والكهرباء، علما أن أقرب عمود كهربائي لا يبعد عن المدرسة سوى عشرة أمتار. هؤلاء الأطفال محرومون أيضا من الإطعام المدرسي. يقول أحد الأباء: " في غياب الطعام الذي اعتادنا عليه سابقا نضطر الآن ويوميا أن نمد أولادنا بالخبز كلما خرجوا من المدرسة ومرافقاتهم إلى المنزل لصغر سنهم وطول المسافة. أولادنا لا يستطيعون تحمل هذه الظروف القاسية".

إن هذه الأوضاع الكارثية التي تشهد على العصور الوسطى ساهم فيها كثيرا من يدبر الشأن المحلي على مستوى جماعة بودينار القروية. يقول السكان أن الرئيس الحالي قام بإقصاء منطقتهم من كل برامج التنمية انتقاما وعقابا لهم على معارضتهم للسياسة التي ينهجها. ويطالبون كل المسؤولين في القطاعات الوصية المذكورة برفع الحيف والتهميش وتحقيق التنمية والعيش الكريم.























































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح