المزيد من الأخبار






أشرف بلحيان يكشف عن الأولويات التنموية لإقليم الناظور ويدعو إلى معالجة ملفات السرطان والهجرة والتشغيل


ناظورسيتي - عبدالرحمان أشفيعا

استضافت قناة ميدي 1 تيفي الناشط المدني ورئيس جمعية رابطة الشباب من أجل التنمية والتضامن أشرف بلحيان ابن مدينة الناظور، في حلقة مخصصة لمناقشة الجيل الجديد من برامج التنمية التي أطلقتها وزارة الداخلية. وقد سلط بلحيان الضوء على التحديات التنموية التي تواجه إقليم الناظور والمناطق المجاورة، مع التركيز على الأولويات المحلية والحلول الممكنة لتحقيق تنمية مستدامة.

التشخيص الواقعي للوضع المحلي

أشار أشرف إلى أن اللقاء التشاوري الذي عقده عامل إقليم الناظور شكل نقطة تحول في أسلوب التواصل مع الفاعلين المحليين. وأكد أن العامل اعتمد مقاربة تشاركية تعتمد على الاستماع المباشر للمواطنين، بعيداً عن الأوراق الرسمية، مما أتاح تشخيصاً دقيقاً للمشاكل الحقيقية التي تعاني منها المنطقة. واعتبر أن هذا الانفتاح في التواصل مع مختلف الفاعلين المحليين أعطى ثماره وحفّز على المشاركة الفعلية في ورش التنمية مما سهل المأمورية على المجالس المنتخبة ومكونات المجتمع المدني من التواصل الفعال والمثمر في هذا اللقاء وكذا باقي اللقاءات التشاورية التالية التي ترأسها باشا مدينة الناظور.

التحديات الاقتصادية والاجتماعية

تطرق أشرف إلى التفاوت الذي تعاني منه المناطق الحدودية بالإقليم، مشيراً إلى أن إغلاق المعابر الحدودية كشف عن أزمة اقتصادية كانت مخفية. وأوضح أن هذه المناطق كانت تعتمد على الحركة التجارية عبر الحدود، وأن توقفها أدى إلى بروز فوارق كبيرة بين الناظور والمناطق القروية المجاورة.

كما أشار إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تستنزف طاقات الشباب، معتبراً أن غياب التكوين المهني المناسب وضعف فرص الشغل يدفعان بالشباب إلى المخاطرة بحياتهم للبحث عن فرص خارج البلاد.

الإمكانات السياحية غير المستغلة

وفي سياق الحديث عن المقومات التنموية، أشار بلحيان إلى أن الإقليم يتوفر على شواطئ عالمية مثل شارانا، تيبودة، كارابلانكا، وميناروسيتا، لكن هذه المؤهلات لا تزال غير مستغلة بالشكل الكافي. ودعا إلى تشجيع الاستثمار السياحي في هذه المناطق، باعتباره رافعة أساسية للتنمية المحلية.

الأولويات التنموية المطلوبة

حدد بلحيان ثلاثة ملفات أساسية تتطلب معالجة عاجلة: أولها قطاع الصحة، خاصة في ما يتعلق بمعالجة مرض السرطان الذي ينتشر بشكل ملحوظ في المنطقة دون وجود بنيات استشفائية مناسبة بالناظور أو الحسيمة. وثانيها ملف الهجرة الذي يستدعي إيجاد حلول جذرية لوقف نزيف الشباب. أما الملف الثالث فهو التشغيل، حيث دعا إلى إعطاء الأولوية لأبناء المنطقة في المشاريع المنجزة محلياً، مع تحسين الأجور لتتناسب مع متطلبات الحياة.

دعوة إلى الإصلاح السياسي

وفي ختام مداخلته، دعا بلحيان إلى إصلاح حقيقي في طريقة اختيار المسؤولين المحليين، مشيراً إلى ضرورة فتح المجال أمام الشباب والكفاءات للمشاركة في تدبير الشأن المحلي. وأكد أن الإقليم يتوفر على نخب وطاقات شابة قادرة على إحداث التغيير، شريطة أن تتيح الأحزاب السياسية الفرصة لهذه الكفاءات للترشح والمشاركة الفعلية عن طريق تزكية الطاقات الشابة الفاعلة بالمجال المحلي.

واعتبر بلحيان أن القوانين الجديدة التي تعمل عليها وزارة الداخلية يجب أن تكون صارمة في مواجهة المحسوبية وتكريس الاستحقاق كمعيار أساسي للوصول إلى المسؤولية، معرباً عن تفاؤله بمستقبل الجهة إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية للإصلاح.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح