المزيد من الأخبار






أزمة السترات الصفراء بفرنسا.. ماكرون يتفهم غضب الشارع لكن يرفض التنازل أمام المخربين


أزمة السترات الصفراء بفرنسا.. ماكرون يتفهم غضب الشارع لكن يرفض التنازل أمام المخربين
وكلات

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب الثلاثاء إنشاء مجلس أعلى للمناخ، مشيرا إلى أن فرنسا لم تقم إلا بالقليل في مواجهة التغير المناخي وأن الأجيال القادمة سيتحملون عبئا بيئيا.

وشدد ماكرون على أن إحداث التغيير لن يتم إلا من خلال الالتزام بالمسؤوليات وما تم التعهد به خلال الحملة الانتقالية، مشيرا إلى أن ضريبة الكربون تم اعتمادها عام 2009 و2014 و2015.


الفرنسيون يدفعون فاتورة 40 عاما من الإجراءات التصحيحية المتعاقبة

وتابع ماكرون قائلا: "كيف يمكننا أن نقول لأولادنا أنهم يستنشقون هواء ملوثا بسبب سياساتنا؟ من مسؤوليتي ضمان الانتقال البيئي وهذا له كلفة، علينا أن نخرج من الوقود الأحفوري".

وأوضح الرئيس الفرنسي أهمية الخروج من استخدام الوقود الأحفوري ودور ذلك في التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة، مشددا على أن التحول البيئي يحتاج نهجا وتحالفا أساسه المجتمع.

وتابع ماكرون: "أهم مصادر الطاقة الأحفورية هي النفط، وبالتالي يجب أن نقترح الانتقال بصورة جماعية، ندعو إلى استخدام سيارات كهربائية (...) مشروع القانون المتعلق بالتنقل والذي طرح أمس أمام مجلس الوزراء يناقش هذا الاحتمال. قدمنا علاوة لمن يقوم بشراء سيارات أقل تلوثا".

إغلاق جميع مناجم الفحم الحجري بحلول عام 2020


كما تحدث ماكرون عن الطاقة البديلة قائلا: "علينا تقليص استخدامنا من الغاز والنفط والفحم، حسب نهج معين واستثمارات عامة. علينا أن نبني اقتصادا خفيضا للنفط ولذلك سنقوم بإغلاق جميع مناجم الفحم الحجري بحلول عام 2020 (...) إستراتيجيتنا تهدف إلى استخدام الغاز الحيوي والطاقة المتجددة كالرياح والشمس والطاقة الهيدرولوجية. كل تلك الأعمال مكلفة، ونحن نستخدم في الوقت الحالي 5 مليارات يورو سنويا وهذا المبلغ سيرتفع إلى 8 مليارات سنويا".

وتابع ماكرون: "أنا لم أُنتخب بناء على برنامج يهدف إلى الخروج من استخدام الطاقة النووية بل إلى التقليص منها وتنويع مصادر الطاقة، وأنا سألتزم بهذا الأمر. مقاربتي هي براغماتية وتكيفية وهذا لا يتعارض مع الأمن النووي. سيتم إيقاف 14 مفاعلا نوويا بحلول العام 2035 حسب جدول زمني محدد".

أتفهم الغضب الشعبي ولكن لن أتنازل أمام أولئك الذين يهدفون إلى التخريب

وحول الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا خلال الأسبوعين الماضيين، قال ماكرون إنه "هناك حركة احتجاجية انطلقت منذ عدة أسابيع، أفضت إلى مظاهرات مهمة ولكن أيضا إلى أعمال عنف غير مقبولة. وأنا لا أخلط بين أعمال العنف والتظاهرات. وبين المتظاهرين ومن يقومون بأعمال عنف. أتفهم مخاوف من يقول إن الفرنسيين يدفعون ضريبة الانتقال البيئي دون أن يروا نتيجة ذلك".

ودعا ماكرون إلى وضع آلية من شأنها تقديم حلول ملموسة وفقا للمناطق الفرنسية وخصوصية كل منها، قائلا: "يحب أن يتفاعل الجميع في وضع هذه الآلية، بما في ذلك محتجو السترات الصفراء".

وأوضح أن رئيس الوزراء إدوار فيليب سيقوم بإعداد منهجية للتشاور لإيجاد حلول مناسبة حسب طبيعة كل منطقة، مشيرا إلى أن ارتفاع ضريبة الوقود تم الإعداد لها في السنوات الماضية، ولكن واكب الإعلان عن ذلك ارتفاع أسعار النفط على المستوي العالمي في الوقت الحالي.

وأعلن ماكرون عن آلية تسمح أن تكون الضريبة أكثر ذكاء وليونة، بحيث يتم مراجعة قيمتها على الوقود كل ثلاثة أشهر للتوافق مع أسعار النفط.

وقال الرئيس الفرنسي إنه "يستمع للغضب وهو مشروع. ولكن يجب أن نوضح الحلول البديلة للمواطنين. المواطنون يعبرون عن آلامهم، ولذلك ينبغي لنا خلال 3 أشهر بناء حلول ملموسة بالتعاون مع السلطات المحلية المختلفة. سنقدم خلال الثلاثة أشهر القادمة حلولا بعد إجراء حوار مجتمعي شامل".

وشدد على أنه "لن يختبئ" أمام الالتزامات السابقة، بالرغم من تفهمه لحالات الغضب، مشيرا إلى أن ما نلمسه هي نتائج الانتقال البيئي. وقال: "علينا تحديد ميزانيات خاصة لمواجهة ذلك. هذه الأزمة لا تمر فقط بسعر الوقود، وأنا أعترف أنني أتشاطر كل مشاعر الغضب التي تم التعبير عنها. لن أكون ضعيفا أمام أعمال العنف".


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح