المزيد من الأخبار






أحمد عصيـد: الإخوان والسّلفيون من أوصلوا التعليم المغربي إلى "الإفلاس" وشرعَنوا الجهل والعنف وليس إسرائيل


ناظورسيتي

هاجم الأستاذ الجامعي والناشط الأمازيغي مساندي أطروحة "مقايضة" الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه بالقضية الفلسطينية.

وكتب أحمد عصيد أنه في الوقت الذي تتوالى ردود الفعل حول القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بالصحراء المغربية وقرار المملكة إعادة علاقاتها العلنية مع إسرائيل، ذهبت معظم التعليقات والمواقف المعارضة إلى وصف هذه الخطوة بأنها "تضرب" استقرار المنطقة وتدخلها في دوّامة عنف وتهديد السلم الاجتماعي وغير ذلك.

وتابع أن الصحافي الفلسطيني عبد الباري عطوان تصدّر لائحة هذا "التيار"، بعدما كتب، في صحيفة “رأي اليوم”، أن “الاتّفاق المغربي -الإسرائيلي قد يكون مشروع فِتنَة، وربما حروب وعدمِ استقرار في دول الاتحاد المغاربي، التي ظلت مُحصَّنة في وجه الاضطرابات والحُروب التي سادت المشرق العربي”.

كما تبنّت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” الرأيَ ذاته، وفق عصيد، فبعد "استنكارها وشجبها وإدانتها" إعادةَ العلاقات مع إسرائيل عدّتها "خطوة ستكلّف المغرب غاليا من تاريخه واستقراره ومستقبله وعلاقاته الإقليمية".

ومن جانبها، ذهبت “حركة التوحيد والإصلاح” (الذراع الدعوية لحزب “العدالة والتنمية) في بيان استنكاري، إلى أن “خطوة العلاقات مع إسرائيل تفتح الباب أمام اختراقه المجتمع والدولة وتهديده تماسكَ النسيج المجتمعي واستقرار الوطن ووحدته".

ومن الجزائر، أكد رئيس الوزراء (عبد العزيز جراد) بحسب عصيد دائما أن “الجزائر مستهدَفة" وأن هناك "قضايا خطيرة في محيطنا الجهوي تريد ضرب استقرار المنطقة، وها هي الدلائل اليوم عندما نرى في كل الفضاء المغاربي والإفريقي الدائر حول الجزائر هناك مخاطر وعدم استقرار وحروب"..

كما "رفضت" روسيا، حسب ما أفادت به قناة "أرتي" (روسية ناطقة بالعربية) الإعلان الأمريكي المتعلق بالصحراء المغربية وقالت خارجيتها إن "من شأن الموقف الأمريكي أن يسبب أحداث عنف جديدة في المنطقة".


وتساءل عصيد، ما إذا كان التطبيع مع إسرائيل هو الذي يجلب الحروب والفتَن.. وتساءل: بماذا نفسر أن دول ”الممانعة” و"المواجهة" ضد إسرائيل (والغرب عموما) التي ساندها عبد الباري عطوان وساندها الإسلاميون والقوميون العرب هي التي شهدت أعظم الفتَن؟

بل إن الحال انتهى بهذه البلدان، يضيف عصيد، إلى التفكّك والخراب الشامل.. وتابع مناصرو هذا الرأي تساؤلاتهم: ألم يجلب عراق صدام على نفسه الخراب باقتحام جارته الكويت ؟ وتابع عصيد: ألم يتم تخريب سوريا بتحالف بين قطر وتركيا، وتم تشريد شعبها بمباركة من “اتحاد علماء المسلمين” الذي أعلن “النفير” ودعا إلى الحرب وحرّض على القتال والمقاتلة ضدّ نظام بشار المعارض لإسرائيل؟ وكيف عرفت ليبيا القذافي خرابا عجزت حتى الآن عن الخروج منه وبناء دولة حديثة لكل مواطنيها؟

أما بالنسبة لمواطنينا من الإخوان المسلمين المغاربة فنذكرهم، يقول عصيد، بأن ما عانينا منه في المغرب فيما يخص “تهديد تماسك النسيج الاجتماعي”، لم يكن قط بسبب إسرائيل بل بسبب من جاء يقول بـ”المجتمع الجاهلي” وبـ”الفريضة الغائبة” و”الحاكمية لله” وبـ”الزحف” و”التمكين” و”القومة” و”الخلافة” و”الجهاد”، وأنه لم يوجد قط من أفسد عقول المغاربة وزرع بذور الفتنة فيما بينهم وأوصل التعليم المغربي إلى حافة الإفلاس وشرعنة الجهل والعنف مثلما فعل “الإخوان” و”السلفيون”، الذين عليهم قبل أن يتحدثوا لنا عن “اختراق إسرائيل” لمجتمعنا أن يعتذروا عن أخطائهم السابقة ويعملوا على تحسين سلوكهم المواطن في ظلّ الدولة المغربية التي تجمعنا.

ثم لماذا يسكت هؤلاء عن العلاقات الأخوية بين تركيا وإسرائيل وعن المبادلات اليومية بينهما؟ كيف يرفضون التطبيع في حالة الحكومات التي يعارضونها بينما يسكتون عن تطبيع حلفائهم مع إسرائيل؟

إننا لا نطرح هذه الأسئلة لنبرّر واقعا ما أو لنغير موقفنا من القضية الفلسطينية التي ستظلّ بالنسبة لنا قضية شعب يستحق الحرية، بل فقط لنعبّر لهؤلاء النوابغ بأننا لسنا مغفلين، وأن عليهم احترام عقولنا على الأقل بتقديم حُجج منطقية لإقناعنا. وأن يعلموا بأن من عاث في الأرض فسادا وأشاع الخراب والدّمار من حوله ليس في موقع إعطاء الدروس والعبر، وأنّ الإيديولوجيات المتقادمة أشبه بالبطاريات عندما تُستعمل بإفراط تُستنفذ حتما ولا تقبل التعبئة مجدّدا.

وواصل عصيد تساؤلاته: أليست مليئة بالمليشيات الدينية المختلفة التي يجمعها “الله أكبر” والرايات السوداء وصور السيوف المعقوفة ؟ ومن الذي نقل 17 ألف من إرهابيي “جبهة النصرة” من سوريا إلى ليبيا هل هي إسرائيل أم تركيا الإخوانية بمباركة من قطر؟ وكيف أعلنت السعودية الحرب على اليمن؟ هل كان ذلك بسبب تطبيعها العلاقات مع إسرائيل؟ وهل الحوثيون تحركهم إسرائيل؟

وتابع المتحدث ذاته: "بالنسبة لأخينا الوزير الجزائري فسيكون عليه أن يجيبنا كيف اندلعت فتنة عظيمة ومذابح شنيعة بالجزائر على مدى عشر سنوات بين متطرفي الإسلام السياسي والطغمة العسكرية التي ألغت المسلسل الانتخابي وألقت بمعارضيها في المعتقلات؟... هل كان ذلك كله بسبب تطبيع الجزائر أو جيرانها مع إسرائيل؟ وماذا عن حراك الشارع الذي ألقى النظام العسكري بقيادييه في غيابات السجون؟ وماذا عن تمرير دستور لا شرعية له بنسبة 23 في المائة من الأصوات؟ هل كلّ هذا من وحي إسرائيل؟"..

وزاد عصيد متسائلا "هل بعد انتفاضة الشارع المصري بالملايين ضدّ مبارك ثم بأَضعاف ذلك ضدّ مُرسي و”الإخوان” وعودة العسكر للاستيلاء على السلطة وكل الفتنة التي تلت تلك الأحداث الهائلة كانت بسبب تطبيع النظام المصري مع إسرائيل؟ ألم يوجه محمد مُرسي بعد نجاحه في الانتخابات رسالة أخوية إلى الرئيس الإسرائيلي يُطمئنه فيها على حسن العلاقات ويعبّر عن “شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا” (رسالة مؤرخة في 19 يونيو 2012)؟"..

وتابع عصيد تساؤلاته الاستنكارية: هل مقتل شكري بلعيد والبراهمي وثورة القوى الحية بتونس وإسقاط حكومة “النهضة” كان بإيعاز من إسرائيل أم بسبب أخطاء “الإخوان”، الذين عوض أن يعملوا على تدبير شؤون الوطن ظلّ شغلهم الشاغل الهيمنة على المؤسسات وتنفيذ أجندة لا تخدم سواهم؟

ثم من قتل رفيق الحريري؟ يتساءل عصيد.. ألم تتم إدانة خمسة أعضاء من “حزب الله” الذي هو معارض لإسرائيل ؟ ومن الذي يقود مسلحوه اشتباكات في شوارع بيروت في كل مرة من أجل نقض قرارات حكومية والتمكين لنفسه في الدولة بمنطق القوة والتهديد، أليس حزب الله المعارض لإسرائيل؟

وماذا عن السودان؟.. هل إسرائيل هي التي سوّلت لحكومة الإخوان المسلمين التي تسلطت على رقاب الناس منذ 1989، إحراق 300 ألف مواطن في “دارفور” بالنار وتهجير مليونين، والتمييز ضدّ مسيحيي الجنوب بتطبيق الشريعة الإسلامية الشيء الذي أدى إلى انقسام البلد إلى دولتين؟ هل إسرائيل هي التي أوحت لحكومة البشير العسكرية ـ الإخوانية بالزيادة في ثمن الخبز والمواد الأساسية وسنّ قرارات عُنصرية ولا شعبية أدّت إلى انفجار الشارع وسقوط حكم البشير وكل دوائر الشرّ المحيطة به؟


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح