المزيد من الأخبار






آلو وزيرنا في الثقافة هل تسمعنا..؟؟؟


آلو وزيرنا في الثقافة هل تسمعنا..؟؟؟
بوزيان حجوط

كل نص إبداعي أو مقال ساخر لايستفز ذكاء القارىء،ولا يثير فيه زوبعة من الأسئلة المسكوت عنها ، أو سيلا من الادهاش وفضول اللذة ،هو مقال عقيم لا طعم و لاحياة فيه -
• تنبيه هام : يحدث هذا بمغربنا الثقافي ،بكل بساطة وفي وضح النهار.....
اريدها رسالة ود قبل كل شيء
معالي وزير ثقافتنا الموقر..
قد تبدو للوهلة الأولى،أن عنوان مقالتي غريبة بعض الشيء ـ أو مستفزة في آن واحد. وقد تضربون الأخماس في الأسداس لتبيان الخيط الأسود والأبيض في هذا العنوان الشاذ ربما؟؟ والغريب الأطوار في صياغته التركيبية أو ما خفي من دلالاته السرية أو العلنية معا .
عفوا ،لن أشتت ذهنكم كثيرا معالي الوزير ،. ولن أذهب بكم بعيدا، لندخل صلب الموضوع مباشرة. وندخل عوالم روح مقالتي هاته. تشبثوا جيدا سيدي الوزير بروح الإنصات الجميل ، والنفس الطويل في التأمل رجاء؟؟ هيا بنا.....الأرجوحة تنتطلق بنا...
ستمر سيدي الوزير، أسابيع وشهورثقال، سيتغير وجه وجلد العالم،سينكمش أكثر، ستتسع ثقوب طبقة الآوزون أكثر،ستذوب أنهار جليد القطب المتجمد ،ستسقط حكومات شتى شرقا وغربا....سينهار الروبل والين الياباني مجتمعين وهذا نادر الحدوث؟؟ أما عندنا.. فسترى الجميع بدون استثناء ، يمارس مع سبق إصرار وغباء فلسفة الدببة القطيبة ،في فن السبات الشتوي الطويل.( وأنت تضع ملف طلب الدعم لمشروعك الفني أو الثقافي وقس على ذلك. )
سنتحدث قليلا عن سياسة دعم المشاريع الابداعية والثقافية مثلا... يجب عليك أن تتسلح بصبر أيوب؟؟؟ وأن تتجاوز معاناة سيزيف، أن تزور طبيبك الخاص عشرات المرات في الشهر الواحد كي لا تصاب بمرض قرحة المعدة او تصلب الشرايين وفي أقصى الحالات بنوبات جلطة دماغية ( من كثرة الفقسة وصمت القبور وأنت تنتظر هذا الدعم الموعود الذي يأتي وقد لايأتي ). وايضا لأسباب عديدة:(سيقولون لك ببساطة أكثر من شديدة؟؟ إن اللجان الفرعية للوزارة والدائمة والمتخصصة لم تجتمع بعد. تمر الأيام ويتآكل ملفك المطلبي من شدة الرطوبة وبرودة بهو أرشيف الوزارة.فمن يدري قد يخصصون ثلاجات هائلة وعملاقة تتسع للالاف من المشاريع الابداعية والفنية المختلفة التي ترد من مختلف مناطق المغرب العميق وغير العميق والسحيق ايضا ويا لسخرية الأقدار، ثلاجات.. فائقة البرودة توضع فيها كل طلبات الدعم إلى أجل غير مسمى،(سترى بأم عينيك كل دول العالم تتأهب استعدادا للدخول الثقافي كل سنة. يعلنون حالة طوارىء قصوى ، في ضبط وتيسير عملية معاينة مختلف المشاريع الثقافية والفنية بسلاسة ودقة ومنتهى النزاهة والشفافية وفي أوقات جد محددة.
أما نحن.. فليس مهما أن تمر10 اشهركاملة من العام وملفك الخاص بالمشروع الثقافي المقترح في حالة جمود كامل، يأتي الصيف بلياليه الطويلة، ثم الخريف بعبوسه الرتيب .ثم يأتي الشتاء حيث يلف ملفك ومشروعك الثقافي فيكاد يتجمد من شدة برودة عدم الاهتمام واللامبالاة القصوى في غالب الأحيان. أو أكثر،فالدخول الثقافي في قاموسهم كلمة فارغة المحتوى،ومجرد تقليد بليد سيدافعون عن حيثياتهم السفسطائية..وهم يكادون يتميزون من الغيظ، فسيادتهم وأعني تحديدا(طباخي الملفات الثقافية والمشاريع الفنية بمختلف أشكالهم . ليسوا على عجل من أمرهم، فتراهم يشتغلون بمهارة النحل والنمل متى توصلوا بتعليمات من ذوي القربى والمؤلفة قلوبهم). فبدل أن تجد في طريقك وأنت تسير وتتجول في ردهات الوزارة باقات الورد تفرج الكرب عن القلب، تجد في البهو الطويل عشرات من سلات المهملات؟؟ في انتظارك؟؟ وفي كل خطوة تخطوها؟؟ إنها الطريقة المثلى لاستقبالك بدل الورد والابتسامة..وكأني بهم يطبقون سلة المهملات لكل مثقف وشاعر ومسرحي..بل اكاد اجزم سيأتي يوم سيقدمونها هدية لكل الموهوبين والمتألقين في شتى الفنون.وفي مناسبات رسمية باذخة. ولكل المشاريع الطموحة والمميزة.
إنتظر؟؟؟؟ إصبر؟؟؟ مازال ؟؟؟؟ عاد؟؟؟؟؟ رجا؟؟؟؟؟ قعذ؟؟؟؟؟ هو الجواب الفريد من نوعه( وبكل اللغات) الذي تسمعه كلما أردت أن تستفسر عن مآل ملف طلب الدعم بشتى وزارتنا المعنية الثقافة والرياضة والطاقة والمعادن حتى ؟؟؟).
كمية لابأس بها من المرارة والحزن والألم يعتصر دواخلنا ونحن نعايش حالات تدمي القلب..شباب كله طموح ، ورجال رائعون وطنيون مخلصون ، يأتيون العاصمة متأبطين مشاريعهم الثقافية والفنية على أمل ألحصول على نزر قليل من الدعم المفترض ليخدموا بلدهم بتفان وصدق وبلا حسابات ضيقة أو من أجل غنيمة ريع فاسد نتن...هو الواقع الأليم يخبرك كيف تذبل وتدفن مئات الأفكار الخلاقة، بسبب طوفان البيروقراطية، واللامبالاة القاتلة ، وثقافة هل أنت منا ومن حزبنا العتيد ، او هل تنتمي إلى قبيلتنا ومن فصيلة دمنا الأزرق؟؟. ويستمر النزيف واللامبالاة والعبث السوريالي ( تخيلوا معي مثلا بسيطا جدا يبذرون حوالي 800 مليون سنتيم في أربعة أيام في ما يسمى مهرجان سنيمائي في مدينة منكوبة ثقافية اصلا والأدهى من ذلك لاتتوفر على قاعة سينما بالمدينة؟؟؟ يأتون بسينمائيين من استراليا ، من غينيا ومن افريقيا الوسطى ومن النرويج ومن الطوغو . جميل فقط كي يمارسوا ضحكا على الذقون بصيغة أخرى أكثر تبذيرا للمال العام والخاص لاأكثر؟؟
إنه العبث مرة أخرى... كفى... كفى ربما سأبقى أصرخ ملء قلبي إلى ما لانهاية.
آلو وزيرنا في الثقافة هل تسمعنا؟؟؟؟ ..........
أكيد لن أنتظر ردا مقنعا من وزيرنا،ولكن أتمنى صادقا أن يرى الصورة بقتامتها الحقيقية بدل أن نتحدث عن مغرب متقدم وإقلاع ثقافي عملاق...الخطوة الأولى تبدأ من هنا
فاللهم اشهد أني قد بلغت....

صفحة الكاتب على الفيسبوك www.facebook.com/hajjout.bouziane



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح