المزيد من الأخبار






هذه أهم الملفات التي تنتظر المديرة الجديدة لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا


هذه أهم الملفات التي تنتظر المديرة الجديدة لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا
ناظورسيتي: مهدي عزاوي

يعتبر مشروع تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا، من أهم المشاريع السياحية التي تشتغل عليها المملكة، وتسعى الى الانتهاء من أشغالها حتى تصبح هذه المنطقة قطبا سياحيا وإيكولوجيا واعدا ليس على المستويين الجهوي والوطني فقط، بل حتى على مستوى الدولي، ستعيد من خلاله الدولة رسم معالم السياحة المغربية بالاهتمام بالمناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتواكب الطفرة النوعية التي يعرفها هذا القطاع الاستراتيجي بالنسبة للمملكة.

ويهدف هذا المشروع الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس، الى تثمين الثروات الطبيعية لإقليم الناظور، من خلال إحداث سبع مدن حول بحيرة مارتشيكا بقيمة مالية تصل الى حوالي 26 مليار درهم، أي ما يعادل أزيد من ملياري يورو، وهو ما من شأنه أن يحدث قطبا للكفاءات والتنمية المستدامة، وذلك بتناغم مع ما يشهده إقليم الناظور من مشاريع كبرى، لعل أبرزها المركب المينائي الناظور غرب المتوسط، ومشروع الطريق السيار الناظور - كرسيف.

ولعل تعيين لبنى بوطالب مديرة عامة جديدة لوكالة موقع بحيرة مارتشيكا، خلفا لسابقها سعيد زارو، سيعطي، لا محالة، دفعة ونفسا جديدين لهذا الورش السياحي والبيئي الكبير، وسيسهم في إتمام ما تبقى من مشاريع، كان مبرمجا إنجازها في تواريخها المحددة، لكن أزمة كورونا وما خلفته من تداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة، ما زالت الدولة متأثرة منها للحين، حالت دون استكمال تلك المشاريع، ما يعني أن المديرة الجديدة لمارتشيكا مطالبة بالإعداد لأجندة زمنية جديدة من أجل إخراج تلك المشاريع الى حيز الوجود.

خلال هذا التقرير، سنسلط الضوء على أهم التحديات والملفات التي ستشتغل عليها لبنى بوطالب، من أجل استكمال الأوراش المتبقية في مشروع تهيئة بحيرة مارتشيكا.

مدينة أطاليون

مشروع شارف على الانتهاء، وبنسبة كبيرة للغاية، بالنظر لما أنجز في هذا الموقع من مشاريع مندمجة جعلت من المكان قبلة أساسية لساكنة الناظور والمناطق المجاورة، بل وحتى من كل مناطق المملكة وقبلة لمختلف زائري وسياح مدينة الناظور، مثل الميناء الترفيهي (مارينا)، والمرافق الترفيهية (مقهى، مطعم، فندق، أكاديمية الغولف...)، وهي المرافق التي ستتعزز بأخرى يجري تشييدها وأخرى تنتظر الضوء الأخضر من قبالة الوكالة.

هذا المشروع وفق وكالة مارتشيكا، يحتوي على 650 فيلا و2230 شقة، فضلا عن ثلاث وحدات فندقية مصنفة ستوفر 370 غرفة وهو ما يعادل 740 سرير.

وبالنظر لما أنجز هناك وما ينتظر أن ينجز، فهذا الموقع يعتبر من أهم المواقع التي تراهن عليه الوكالة لإبراز المنطقة سياحيا وإيكولوجيا، وأيضا اقتصاديا، حيث ستوفر مختلف المرافق التي يمكن أن يحتاجها أي زائر أو سائح أو حتى مستثمر يبحث عن موطأ قدم له للاستثمار بالإقليم.

مدينة البحرين

تعتبر هذه المدينة من المشاريع التي تراهن عليها الوكالة لتنزيل البرنامج الذي أحدثت من أجله على أرض الواقع، وذلك من خلال سعيها الى المزج بين التنمية الاقتصادية للمنطقة والسياحة البيئية، وهو ما سيمكنها من أن تلعب دورا مهما في ربط بحيرة مارتشيكا بمحيطها الساحلي بالبحر الأبيض المتوسط.

هذا المنتجع البيئي الذي لازالت تنتظره العديد من الأوراش المتعلقة بالتهيئة البنيوية والهيكلية، باعتباره فضاءا سياحيا يرعى البناء الإيكولوجي، سيراعي المعايير الدولية للرفاهية والبناء المستدام، على مساحة 120 هكتارا، تفصل ما بين البحيرة والبحر الأبيض المتوسط.

ومن المؤكد أن هذا الموقع سيحظى بالأولوية لدى لبنى بوطالب، التي ستعكف على التعجيل بإحداث أربعة محطات سياحية وبيئية، ستكون مما لا شك فيه مستوحاة من بيئة وخصوصية هذا المشروع.

إعادة هيكلة المراكز الحضرية للناظور، بني انصار وأركمان

لعل ما يعرفه موقع بحيرة مارتشيكا من مشاريع تنموية على مختلف الأصعدة، يحتم لزاما على الوكالة إعداد مخطط جديد لهيكلة المجالات الحضرية بجماعات الناظور وبني انصار وأركمان، إذا ما استثنينا بوعرك، التي تدخل مناطق منها في مجال اختصاص وكالة مارتشيكا، لا تتوفر للحين على مركز حضري.

ولا شك أن أعادة هيكلة هذه المراكز الحضرية يجب أن يتماشى مع جوهر اشتغال الوكالة المنبني أساسا على الطبيعة، والملاءمة مع النسيج الحضري، والقضاء على السكن العشوائي، بالإضافة الى توفير شبكة نقل متعددة الوسائط.

ووفق تقرير لوكالة مارتشيكا، فمدينة الناظور على سبيل المثال ستضم بنية تحتية فندقية توفر 32 ألف سرير، وهو رقم بعيد المنال حاليا، لكن يمكن بلوغه إذا ما توفرت الإرادة لذلك، والاشتغال عليه بمعية باقي المتدخلين، كوزارة السياحة والمكتب الوطني للسياحة والمستثمرين في القطاع الفندقي.. الأمر الذي يتطلب من المديرة الجديدة للوكالة تكثيف الجهود مع مختلف المعنيين لإنجاح هذا الرهان.

مشروع الطرامواي

رهان سياحي مهم سيمكن ربط مجموعة من المرافق الحيوية بإقليم الناظور بشبكة الـ "طرامواي"، مشروع لم يرى النور بعد، لكنه سيكون من أولويات المديرة الجديدة لمارتشيكا، بالنظر لما لها من تجربة في مثل هكذا مشاريع، وهي التي كانت مشرفة على مشروع ربط مدينة الرباط بشبكة الطرامواي.

وسيساهم هذا المشروع في تنويع خدمات النقل بالناظور، وذلك عبر ربط مطار العروي وميناء بني انصار بهذه الشبكة، وسيخلق نمطا بديلا للتنقل، على غرار السكة الحديدية المعلقة والنقل عبر البحيرة أو ما يعرف بـ "الطاكسي البحري".

"مارتشيكا سبور"

تسعى وكالة مارتشيكا الى خلق منتوج خاص بالرياضة على مساحة 14 هكتارا، تتضمن مختلف التجهيزات المخصصة للرياضيين الهواة والرياضيين من مستوى عال، بالإضافة الى محترفي مختلف الألعاب، كما ستوفر بنيات تحتية للتدريب وممارسة الرياضة على مستوى راق.

لكن هذا المشروع ورغم ما حققه في مجموعة من الأصناف، من قبيل أكاديمية الغولف، وملاعب القرب على طول كورنيش مدينة الناظور، وبمدينة بني انصار، الا أنه لازال لم يرقى لمستوى تطلعات الساكنة التي تنتظر الشيء الكثير من مارتشيكا فيما يتعلق بتطوير وتنمية المرافق الرياضية بالمنطقة.

ولعل أبرز انتظارات الساكنة حول مساهمة وكالة مارتشيكا في إحداث مركب رياضي بمواصفات دولية، وهو المطلب الذي طال انتظاره وأصبح موضوع كل الجلسات واللقاءات الرياضية، خاصة تلك المتعلقة بكرة القدم.

فهل ستبعث لبنى بوطالب هذا المشروع من الرماد وتعيد الأمل لشريحة واسعة من الجمهور الرياضي الناظوري التواق لينعم بمركب رياضي إسوة بما تعرفه مجموعة من الأقاليم المجاورة من تطور ملحوظ في البنية التحتية الرياضية، كالحسيمة وبركان ووجدة؟

العقار

يعتبر من أهم وأبرز الملفات التي ستشتغل عليها المديرة الجديدة لوكالة مارتشيكا، لما له من أهمية في التخطيط الحضري وتدبيره بالشكل الأمثل، في ظل التحديات التي تواجهها مدينة الناظور بالخصوص، التي تعيش توسعا عمرانيا مهما.

ومن هذا المنطلق اشتغلت وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا، منذ إحداثها على مصادرة ملكيات الأراضي لإنجاز مختلف المشاريع التي لها علاقة بالتدبير الحضري، من قبيل مشروع تهيئة حي بوعرورو وحي ترقاع بالإضافة لفتح ممرات طرقية جديدة وتهيئة الأخرى على مستوى مداخل مدينة الناظور.

كما عملت الوكالة دائما على تدبير المجال العمومي البحري، الذي يعتبر من أولويات اشتغالها، خاصة فيما يتعلق بإنجاز المشاريع المرتبطة بهذا العقار، لذلك أعدت الوكالة مخططات وحددت طريقة تدبيرها، عبر مطالبة الوكالة الوطنية للموانئ ووزارة التجهيز، بدتحديد أملاكها البحرية وترسيمها، حتى يتسنى لوكالة مارتشيكا هي الأخرى تحديد مجال وحيز تدخلها، وهو ما مكنها من بلورة تصورات جديدة فيما يتعلق بالعقار الذي يخضع لسلطتها ونفوذها، وإعداد مخطط للتهيئة يلبي مختلف حاجيات الساكنة القاطنة ويدعم نهجها في إطار خطة مبنية على الحكامة والتدبير الجيد لهذا الفضاء البحري الشاسع.

رغم كل هذا فقطاع العقار سيشكل المقياس الأساسي لمعرفة أسلوب وطريقة اشتغال وكالة مارتشيكا في عهد مديرته الجديدة، لبنى بوطالب، التي ستجد نفسها معنية بالوقوف بحزم في كل من سولت له نفسه التلاعب بهذه الأملاك العقارية المختلفة، خصوصا من أباطرة العقار ومن يدور في فلكهم.

خاتمة لابد منها

على العموم، فالمديرة الجديدة لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا، تنتظرها تحديات عديدة، في الأصل هي مرتبطة جميعا بمدى التزام الدولة بإنجاز ما هو مخطط مسبقا أو ذاك الذي سيتم التخطيط له مستقبلا، وهل ستحمل هذه المسؤولة الجديدة خلال فترة اشتغالها بالوكالة الجديد؟ وهل تستطيع تلبية انتظارات الساكنة؟ الجواب لدى لبنى بوطالب.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح