المزيد من الأخبار






منتصر حيطان يكتب.. الناظور… لماذا نحن وحدنا الممنوعون من التخييم ليلاً على شواطئنا؟


بقلم : منتصر حيطان

كل صيف يتكرر نفس المشهد في مدينة الناظور: مواطنون بسطاء، عائلات وشباب، يُمنعون من التخييم ليلاً أو حتى الجلوس لبعض الوقت قرب البحر، تحت ذريعة “أوامر أمنية”. يحدث هذا في وقت نرى فيه – وبكل وضوح – قوارب الهجرة السرية تتحرك في الليل، وتجارة المخدرات تنشط كما لو أن لا أحد يراها!

أنا كابن هذه المدينة، أتساءل بمرارة: هل نحن مختلفون عن باقي المدن المغربية؟ لماذا يُحرم الناظوري من حق بسيط مثل قضاء ليلة في الهواء الطلق على شاطئ بلده؟ لماذا لا يُسمح لنا بصيد السمك ليلاً أو بنصب خيمة عائلية، بينما تمر قوارب الموت أمام أعين الجميع دون أن يعترضها أحد؟

في مدن مثل أصيلة، الحسيمة، الجديدة أو سيدي إفني، نرى الناس يخيمون، يصطادون، يقضون ليالي جميلة على الشاطئ، بل وتدعم بعض الجماعات المحلية هذا النوع من السياحة الداخلية.

أما هنا في الناظور، فالوضع مختلف تماماً. هنا، تُعامل كأنك مجرم فقط لأنك أردت الجلوس قرب البحر بعد الغروب.
السلطات تُضيّق على المواطن وتُغضّ الطرف عن المجرم

الشيء المحيّر فعلاً هو هذا التناقض: المواطن البسيط يُمنع، يُراقب، وتُصادر منه أدوات التخييم، بينما تُترك السواحل ليلاً مفتوحة أمام أنشطة مشبوهة لا تحتاج لشرح.

هل أصبحت الشواطئ محمية فقط للمهربين؟ أم أن هناك من يُفضل أن تبقى الأمور “تحت السيطرة” على طريقتهم الخاصة؟
كشاب ناظوري، أشعر أن هناك سياسة غير معلنة لعزلنا عن أبسط حقوقنا في مدينتنا. نُمنع من البحر، نُحاصر في الجبال، وتُركت المدينة لتُعرف فقط بملفات التهريب والهجرة.

نحن لسنا ضد الأمن، بل نحن أول من يطالب به. لكن الأمن لا يعني فقط طرد المواطنين من البحر!
نريد أن نرى نفس الحزم في وجه شبكات التهريب والهجرة، لا فقط ضد من جاء مع أطفاله لقضاء سهرة هادئة.

نطالب بحقنا في الفضاء العمومي، في شواطئنا، في ليلنا، كما هو الحال في كل بقاع المملكة.

رسالتي للسلطات المحلية والأمنية واضحة: الناظور ليست مدينة خارجة عن القانون، بل هي مدينة تشتاق للحياة. فلا تقتلوا ما تبقى من فرح فيها ..


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح