المزيد من الأخبار






صالح اسفضاون.. عاش مدافعا عن الأمازيغية ورحل في صمت، هذه سيرة صديق الجميع


صالح اسفضاون.. عاش مدافعا عن الأمازيغية ورحل في صمت، هذه سيرة صديق الجميع
ناظورسيتي: م أمزيان

من منا لا يتذكر اسهاماته في سبيل الرقي بالفن الريفي الملتزم، ومشاركاته في جميع الأنشطة والأمسيات والمهرجانات واللقاءات والندوات...؛ التي تقيمها جمعيات المجتمع المدني بالريف؟، وطيبوبته التي كان يوزعها بسخاء على الكل وبدون استثناء؟، إنه صالح ناصر "اسفضاون"، اسمع لمع في سماء النضال الأمازيغي بالريف منذ سبعينيات القرن الماضي، وشخصية كرست حياتها للدفاع عن الهوية والثقافة وادماج اللغة الأمازيغية في الحياة العامة بعيدا عن تقديس التنظيمات والأشخاص، أو تفضيل طرف على آخر.

ظل صالح اسفضاون، منذ سبعينيات القرن الماضي مع ظهور أول مجموعة للفن المتلزم صاحبة رائعة "أغاربو نغ اثننده سوفوس نغ"، واحدا من أبرز الأسماء التي دافعت عن حرية الرأي والتعبير والهوية والثقافة الأمازيغيتين وحقوق الإنسان، وما يؤكد ذلك مشاركته في مئات التظاهرات والاحتجاجات والأمسيات والندوات...؛ التي تحمل شعاراته هموم الوطن والمواطن، وهي مواقف جعلته يتحول من فنان إلى صديق للكل يجالس الجميع في مقاهي الناظور وأزغنغان، ويبادل أطراف الحديث مع الصغير والكبير، خاتما حواراته دائما بـ "أذيلانتي" بمعنى إلى الامام.

وحضي اسفضاون، بأول تكريم سنة 2008، خلال أمسية نظمتها جمعية أناروز للطفل بمناسبة السنة الامازيغية الجديدة 2958، حيث التقى آنذاك بعدد غفير من الحاضرين أشادوا بسيرته النضالية، ليعود من جديد إلى الواجهة من خلال مشاركته في تظاهرات كانت تنظمها آنذاك جمعيات محلية بالمركب الثقافي والمراكز السوسيو ثقافية بالإقليم، حيث تعرف على الجيل الثاني من المناضلين الأمازيغ الذين ظل سندا لهم وطرفا منهم إلى غاية دخول المستشفى إثر تعرضه لوعكة صحية بسبب مرض عضال.


واسفضاون، هو صالح ابن الهادي ابن محند الهادي البويفروروي، ازداد في مدينة أزغنغان، وتابع دراسته الابتدائية بمسقط رأسه، قبل أن ينتقل إلى الناظور لمواصلة مشواره الدراسي بكل من اعدادية الكندي وثانوية عبد الكريم الخطابي، حيث تعايش مع الجيل الأول من المناضلين عن القضية الأمازيغية وأسسوا هناك جمعية تحولت إلى مجموعة للفن الريفي الملتزم.

ونجح اسفضاون، إلى جانب زملائه مصطفى هلهول وعبد الناصر امحرف والسنوسي الياس واحمد معاشي، في أداء أول مقطوعة موسيقية تحت عنوان "اغاربو نغ اثننده سوفوس نغ"، سفينتنا سنقودها بأنفسنا، لقيت آنذاك نجاحا وانتشارا واسعا لتتحول من مجرد أغنية إلى ارث شفهي يحمل بين طياته الكثير من المعاني والعبر التي تدعو إلى ضرورة الدفاع عن حقوق الأمازيغية التي كانت تتأثر بموجة التعريب القادمة من الشرق.

وإلى جانب نضالاته و مزاولته لفن الغناء الأمازيغي ، زاول صالح ناصر، أنشطة رياضية مختلفة، من أبرزها انخراطه ليصبح لاعبا في صفوف فريق شباب أزغنغان، حيث خاض معه تجربة مهمة كلاعب يحمل ألوان النادي، ليتحول بعده إلى أوفى المشجعين بعد نهاية مشواره الرياضي، حيث واصل حضور المباريات في المدرجات.

ورحل "عزي صارح" إلى دار البقاء، الأحد 5 ماي، حاملا معه ذكريات جميلة تتجسد في تضحيته وعطاءاته المستمرة، ايمانا بالعناء والتضحية كموقف ضروري في الحياة من أجل تحقيق الأهداف والدفاع عن القناعات

ربورتاج أنجزته قناة "ريف تيفي" مع صالح اسفضاون سنة 2016


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح