المزيد من الأخبار






حرب خفية على المنتجات المغربية داخل أوروبا.. والطماطم في قلب العاصفة


حرب خفية على المنتجات المغربية داخل أوروبا.. والطماطم في قلب العاصفة
ناظورسيتي: متابعة

في تصعيد جديد داخل أروقة البرلمان الأوروبي، وجّه الحزب الشعبي الأوروبي انتقادات لاذعة لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، مطالبًا بإجراء مراجعة شاملة وفورية لها. هذه الدعوات جاءت في جلسة لجنة العرائض، حيث سلطت النائبة الأوروبية كارمن كريسبو الضوء على ما وصفته بـ"اختلال غير مقبول" يضر بمصالح المزارعين الأوروبيين، خاصة في المناطق الجنوبية من إسبانيا.

النائبة الإسبانية دعت إلى تطبيق حصص جمركية صارمة على المنتجات المغربية، مشددة على ضرورة تفعيل مبدأ "المعاملة بالمثل" في المعايير التجارية، وتكثيف الرقابة الجمركية، ومنع دخول أي منتج قادم من الصحراء الغربية، التزامًا بالحكم الصادر عن محكمة العدل الأوروبية في أكتوبر 2024، والذي ينص على أن "الصحراء الغربية إقليم منفصل ومتميز عن المغرب" ولا يجوز إدماجه في الاتفاقيات دون موافقة سكانه.


كريسبو لم تتردد في دق ناقوس الخطر بشأن ما اعتبرته اجتياحًا مغربيًا للسوق الأوروبية في مجال الطماطم، حيث بلغت واردات هذا المنتوج نحو 580 ألف طن، بعدما كانت في حدود 492 ألف طن فقط، ما تسبب – وفق تعبيرها – في "انهيار أسعار المنتجين المحليين الذين لا يملكون قدرة تنافسية أمام منتجات لا تلتزم بالمعايير الاجتماعية والبيئية للاتحاد الأوروبي".

واتهمت النائبة المغربية السلطات المغربية بتورط محتمل في تهرب ضريبي يُقدّر بحوالي 70 مليون يورو، وانتقدت تراجع الرسوم الجمركية، داعية بدلًا من ذلك إلى مراجعة أسعار الدخول الخاصة بالمنتجات الفلاحية القادمة من المغرب. كما طالبت بتوضيح ما إذا كانت المنتجات القادمة من الصحراء تُسوّق على أنها مغربية، وهو ما اعتبرته "خرقًا واضحًا للشرعية الأوروبية".

وتضمنت مداخلتها أيضًا مطالب صارمة بتفعيل آليات الحماية التجارية داخل الاتحاد، وإجبار المغرب على دفع تعويضات مالية إذا ثبتت التجاوزات. كما عبّرت عن امتعاضها من موقف بعض الحكومات الأوروبية، خاصة الإسبانية، التي اتهمتها بالتقاعس عن الدفاع عن مصالح الفلاحين المحليين، معتبرة أن التساهل مع الرباط قد يكلّف الاتحاد أثمانًا باهظة على مستوى العدالة التجارية والسيادة الاقتصادية.

وينتظر أن يفتح هذا النقاش الباب أمام جولة جديدة من التوترات السياسية والاقتصادية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بتشديد المواقف تجاه الاتفاقيات التجارية التي تشمل الصحراء، والتي تشكل دائمًا نقطة خلاف بين الجانبين.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح