المزيد من الأخبار






"حراكة" يسقطون ضحايا نصب واحتيال لدى شبكات الاتجار في البشر بالناظور


ناظور سيتي – كمال لمريني

سقط عدد كبير من الشباب الراغبين في ملامسة الحلم الأوربي بإقليم الناظور، ضحايا نصب واحتيال لدى ما بات يعرف ب"مافيا الاتجار في البشر"، بعدما أوهموهم بتهجيرهم إلى الضفة الأوروبية مقابل مبالغ مالية موصوفة ب"المهمة"، وذلك انطلاقا من سواحل إقليم الناظور المطلة على الواجهة المتوسطية.

وكشف عدد من الشباب في تصريحاتهم ل"ناظور سيتي"، عن أنهم قدموا مبالغ مالية تقدر بحوالي 20 ألف درهم لأشخاص ينشطون في مجال الهجرة السرية بغرض تهجيرهم إلى الجزيرة شبه الإيبيرية عبر "قوارب الموت"، غير أنهم سقطوا ضحايا نصب واحتيال، بعد أن تم التخلي عنهم في سواحل الإقليم.

ويحكي هؤلاء أن كل ما دفعهم إلى التفكير في المجازفة بحياتهم من أجل الوصول إلى "الفردوس الأوروبي"، هو الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشون على وقعها، جراء إغلاق الحدود الوهمية لمدينة مليلية المغربية المحتلة، وتوقف أنشطة تهريب الوقود عبر الشريط الحدودي المغربي الجزائري، الأمر الذي جعلهم يدخلون في عطالة إجبارية نتيجة غياب البدائل الاقتصادية.


وأفاد هؤلاء الشباب، أنهم في الوقت الذي تعرضوا فيه للنصب والاحتيال قدموا شكاية في الموضوع لدى النيابة العامة ضد أحد الأشخاص المعروفين في منطقة قرية أركمان في مجال الهجرة السرية، ولم يتم توقيفه إلى حدود الساعة رغم مرور ما يزيد عن مدة سنة عن تقديم الشكاية.

وبالرغم من تعرضهم للنصب والاحتيال، أكد هؤلاء الشباب، على أنهم عازمون على معاودة محاولة الهجرة، إذ يرون في أوروبا هي الخلاص والقادرة على تغيير أوضاعهم الاجتماعية، بحكم أنهم لا يتوفرون على فرص الشغل وغير قادرين على بناء مستقبلهم وتكوين أسرة، حيث يرون في أوروبا هي الوحيدة القادرة على تحقيق ما يصبون إليه.

وفي المقابل، تعمل مختلف الأجهزة الأمنية بإقليم الناظور، على التصدي لمحاولات الهجرة السرية، وتوقيف المتاجرين في البشر، من خلال تشديدها الخناق على ظاهرة الهجرة غير المشروعة، وهو ما مكنها في عدد من العمليات من حجز معدات وقوارب تستعمل في مجال نقل المهاجرين.

ويرى شباب آخرون أن الهجرة إلى أوربا ليست هي الحل، إذ أصبح بإمكان الشباب إنشاء مقاولات ذاتية أو تعاونيات، والبحث عن الدعم، وهم ما سيكنهم من خلق بدائل اقتصادية وخلق فرص الشغل، سيما وأن الحكومة تسير في اتجاه تشغيل الشباب وإدماجهم في سوق الشغل، فضلا عن الدور الذي يلعبه مجلس جهة الشرق في هذا المجال.

وتجدر الإشارة، إلى أن مشكل البطالة بجهة الشرق، هو ما جعل عدد من الأشخاص ممن كانوا يشتغلون في مجال التهريب يستغلون الشباب الراغبين في الهجرة والاتجار في مآسيهم، واتخاذ مسألة الهجرة السرية موردا لكسب الرزق، بعد أن أصبح الجميع يعاني من مشكل الشغل والتشغيل.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح