المزيد من الأخبار






جريمة بيئية.. معاصر للزيتون تتخلص من مخلفاتها بدوار بوغلاب بميضار والساكنة تطالب برفع الضرر


ناظورسيتي : من ميضار

أقدمت عدد من معاصر الزيتون بمدينة ميضار التابعة لإقليم الدريوش، التقليدية والعصرية منها، على القيام بجريمة مكتملة الأركان في حق البيئة، وذلك بصرف مادة "المرج" التي تطلق روائح كريهة وتسبب انتشار الحشرات، عمداً وبشكل عشوائي بمجرى واد كرت، الذي يخترق حي بوغلاب، الذي يتوفر على نسمة سكانية مهمة، وأراضي فلاحية شاسعة، وذلك في تحد صارخ أيضا للقوانين المعمول بها.

ونبهت ساكنة الحي المذكور الذي يعاني أيضا من تحويله لعقود من طرف الجماعة إلى مطرح للنفايات المنزلية، السلطات المحلية بالمدينة ووكالة الحوض المائي، مطالبة بالتدخل العاجل لرفع الضرر عنها، وتطبيق القانون أملا في وقف ما وصفته بالجريمة والكارثة التي أصبحت تهدد صحة الإنسان، خصوصا وأن أغلب القاطنين ومنهم الأطفال وكبار السن أصيبوا بحساسيات تنفسية، كما أن ذات الجريمة البيئية تساهم في تدبير البيئة، مع تأثير خطير على المخزون المائي بالحي المذكور الذي يتوفر على مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية .


يذكر أن القوانين الخاصة بفتح وإقامة معصرة للزتيون تقرض تجميع كل مخلفات العصر المائية خصوصا "المرج" في حفر معدة لذلك، لكن أغلب تلك المعاصر بمدينة ميضار وضواحيها لا تلتزم بالمعايير بل وتقوم بصرف مخلفاتها في الوديان والمجاري المائية في واضحة النهار وأمام أعين السلطات والمسؤولين، حيث تقوم هذه المعاصر بملأ صهاريج شاحنات بالمرج وتتخلص منه بالمجاري المؤدية لواد كرت الذي يخترق حي بوغلاب بالمدينة.

تجدر الإشارة إلى أن "المرج" يحتوي على مواد عديدة ملوثة لاحتوائه على مواد كيميائية عديدة من أخطرها مركب "الفينول"، الذي يشكل القسم الأكبر من مكونات مخلفات عملية العصر، حيث أن هذا المركب يتسرب ويتجمع في التربة، ويبقى فيها وصولا إلى مرحلة التشبع دون التحلل، ويمكن لهذه المواد أن تنتقل بواسطة المياه الجارية التي تتكون نتيجة لعمليات الري أو لهطول الأمطار وبالتالي زيادة رقعة التلوث والقضاء على الأراضي الزراعية لكونه يقتل النباتات ويجعل الأراضي التي يصلها غير صالحة للزراعة.

بالإضافة الى ذلك فإن "المرج" يلحق أضرارا كبيرة بالمياه الجوفية، ووفقا للقوانين الجاري بها العمل، يمنع التخلص من مادة "المرج" في الأودية وحتى في مجاري المياه العادمة، حتى لا يختلط مع محطات تكرير المياه أو محطات التنقية، لأنه يؤدي إلى تخريب برك تكرير مياه المجاري من خلال قتل البكتيريا الموجودة فيها، واللازمة لتحليل المواد العضوية الموجودة فيها، وما هو معلوم فبإمكان كل متر مكعب واحد من مياه مادة المرج أن تحول 360 ألف متر مكعب من المياه النقية إلى مياه غير صالحة للشرب، كما يستطيع المتر الواحد من تلك المادة السامة إفساد ألف متر مكعب من المياه المخصصة لري المزروعات.














تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح