المزيد من الأخبار






بورتري.. فؤاد محند علي شاب ناظوري يخوض غمار الانتخابات ببروكسيل


بورتري.. فؤاد محند علي شاب ناظوري يخوض غمار الانتخابات ببروكسيل
ناظورسيتي: مهدي عزاوي

ستعرف بلجيكا خلال الشهر القادم وبالضبط يوم 9 يونيو 2024، تنظيم الانتخابات الفيدرالية، حيث ستفتتح الدورة التشريعية السادسة والخمسين للبرلمان البلجيكي، وسيتم خلالها انتخاب 150 عضوا بمجلس النواب في إحدى عشر دائرة إنتخابية.

وكما هي العادة في كل انتخابات برلمانية بلجيكية، تترشح العديد من الأسماء ذي الأصول المغربية، وسبق لمجموعة منها أن لعبت دورا كبيرا في الحياة السياسية البلجيكية، خصوصا في ما يتعلق بالدفاع عن الجاليات، كما أن هذه الانتخابات ستعرف مشاركة العديد من الأسماء منها القديمة والجديدة، لكن ما يلفت الانتباه، ترشح أحد الوجوه الشابة الجديدة والمنحدر من مدينة الناظور والأمر يتعلق بفؤاد محند علي ذي 34 ربيعا، وتعتبر تجربته هذه هي الأولى في عالم الانتخابات ببلجيكا، وما جعلها تجربة فريدة ومميزة هو ما سنتعرف عليه خلال هذا المقال.

من الناظور إلى بلجيكا

بمجرد أن تلتقي بفؤاد محند علي، تكتشف أنه شاب مفعم بالحيوية والنشاط، وأنه رسم لحياته مسارا وأهداف يطمح لتحقيقها، وقد استطاع فعلا من تحقيق جزئ كبير منها.

فؤاد إبن عائلة ريفية ترعرع وكبر بالناظور، ودرس المرحلة الإبتدائية بمدرسة لعري الشيخ بالناظور، كما أتمم دراسته في المعهد الإسباني بنفس المدينة، يقول فؤاد " كنت بين اختيارين بعد إتمام الدراسة الثانوية، هل أتجه لدراسة الطب وذلك لمساعدة الناس وتقديم لهم العلاج، أو دراسة القانون والعلوم السياسية" فكان الإختيار على القانون والعلوم السياسية، لكونها تتيح له إيجاد حلول في مجالات مختلفة على الصعيد وطني ودولي، ما قاده إلى إتمام دراسته الجامعية بالجامعة الحرة ببروكسيل، ليستقر هناك منذ سنة 2007، لتبدأ رحلة أخرى هناك في الديار البلجيكية، رحلة الدراسة العليا بالإضافة إلى الاهتمام بعالم السياسة في دولة يوجد بها الكثير من المهاجرين من جميع بقاع العالم وخصوصا الجالية المغربية.

فؤاد المحامي الذي يسعى إلى دخول غرفة التشريع


تمكن فؤاد من الحصول على شهادتين عليتين في مجال العلوم السياسية والقانون، قبل أن ينتقل إلى إنجلترا لإتمام الدراسة في القانون بجامعة king’s college London، ويعود بعد ذلك إلى بلجيكا ليشتغل كمحامي خاص في الجنايات.

بعد الاشتغال لمدة 5 سنوات في المحاماة في بروكسيل، تشكلت له قناعة، أنه رغم إمكانيات أن تكون محاميا جيدا وأن تستطيع مساعدة الناس بشكل كبير، إلا أن تغيير مجموعة من الأمور تحتاج الدخول لغمار السياسة، والوصول إلى البرلمان من أجل المساهمة في التشريع واقتراح القوانين من داخل البرلمان، وإيصال صوت المواطنات والمواطنين، خصوصا أنه بشكل يومي ودوري وفي إطار عمله، يستمع للكثيرين ولهمومهم ومشاكلهم.

كل هذا زاد في تشجيع فؤاد محند علي، لتحقيق حلمه الذي كان يراوده من 16 سنة وهو دخول عالم السياسة والمشاركة في الانتخابات البرلمانية ضمن لائحة حزب ecolo ببلجيكا.


مصالح الجاليات ضمن اهتمامات فؤاد

في البرنامج الخاص بالحزب الأخضر الذي ينتمي له فؤاد محند علي، مجموعة من النقاط التي يعملون ويسعون إلى تغييرها، وضمنها أمور تخص بشكل مباشر الجاليات سواء المغربية وباقي الجاليات، وأخرى عامة ولكن لديها نفع على هذه الجاليات التي تتواجد بشكل كبير ببلجيكا.

ومن بين ما يسعى له فؤاد وحزبه، هو العمل على زيادة الأجور، خصوصا أن بعد أزمة كورونا أصبح الكثيرين يعانون من ارتفاع الأسعار، ما جعل مدخولهم لا يكفي لإتمام الشهر، بالإضافة إلى ذلك فحزب الخضر البلجيكي، من بين اهتماماتها كل ما يتعلق بالبيئة والمحافظة عليها، وجعل الأرض أكثر أمانا للعيش في المستقبل لأطفالنا، حيث أن بلجيكا وخصوصا بروكسيل تعاني من التلوث البيئي بشكل كبير، حيث يؤدي التلوث ببلجيكا إلى 9000 موت مبكر، وهذا عدد كبير جدا.

كما أن فؤاد محند علي والحزب الأخضر، يسعون من خلال برنامجهم، تسوية وضعية الأشخاص المتواجدين بشكل غير قانوني ببلجيكا، خصوصا أن هناك 120 ألف شخص يعيشون ببلجيكا ولديهم أطفال ويشتغلون ببلجيكا، لكن يوجدون في وضعية غير قانونية، وهذا الأمر لم يعد مقبولا بتاتا.

بالإضافة إلى ذلك فبرنامج الحزب سيعمل على محاربة التمييز في الوظيفة والعمل، خصوصا أن مجموعة من الجاليات تعاني من هذا الأمر، خصوصا أن هناك مجموعة من المواطنين حاصلين على شواهد عليا ولديهم كفاءات كبيرة، إلا أنهم لا يجدون العمل المناسب لهم، بسبب جنسهم أو جنسياتهم وأصولهم، والسعي إلى العدالة الاجتماعية، وجعل الإحترام بين الجميع.

للختام

مسار فؤاد محند علي، من الناظور إلى بروكسيل كان حافلا على مدار السنين، توجه أولا بدخوله عالم المحاماة بالعاصمة البلجيكية والعمل مع جميع الجنسيات والدفاع عليهم أمام المحاكم هناك، اليوم هذا المسار يصل إلى عالم السياسة، وينتظر فؤاد دعما من طرف الجميع والوصول إلى البرلمان البلجيكي، وذلك لمواصلة الدفاع عن قناعاته وعن المواطنات والمواطنين، ومن بينهم بطبيعة الحال الجالية المغربية وباقي الجاليات الأخرى.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح