المزيد من الأخبار






الحزب الشعبي في مليلية يهاجم مشروع محطة تحلية المياه في المغرب للتستر على فشله


الحزب الشعبي في مليلية يهاجم مشروع محطة تحلية المياه في المغرب للتستر على فشله
ناظورسيتي: متابعة

يواصل الحزب الشعبي الإسباني، الذي يتولى حاليًا إدارة مدينة مليلية المحتلة، محاولاته التشويش على العلاقات المتقدمة بين المغرب وإسبانيا، مستغلا في ذلك مشروع إنشاء "محطة تحلية عملاقة" في مدينة الدار البيضاء، بتمويل مشترك من الحكومة الإسبانية يقدر بـ340 مليون يورو.

وفي تصريحات مثيرة للجدل، أعرب مانويل أنخيل كيبيدو، المسؤول عن مشاريع وبرامج الحزب الشعبي في مليلية، عن "استغرابه" من دعم حكومة بيدرو سانشيز لهذا المشروع الحيوي في المغرب، في الوقت الذي تعاني فيه مليلية من مشاكل مزمنة في البنية التحتية المائية. وربط كيبيدو بين المشروع المغربي وبين تأخر استكمال توسعة محطة التحلية في المدينة المحتلة، متهمًا الحكومة المركزية بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه سكان مليلية.


غير أن هذا الموقف لا يخلو من خلفيات سياسية واضحة، إذ يسعى الحزب الشعبي اليميني، المعروف بمواقفه المتشددة، إلى تأليب الرأي العام الإسباني، خاصة في المناطق الحدودية، ضد سياسة التقارب والانفتاح التي تنتهجها حكومة سانشيز مع الرباط. وبدلا من الإشادة بمشاريع التنمية المستدامة التي تجمع بين دول الجوار، يصر الحزب الشعبي على استغلال أي فرصة لتأجيج النزعات القومية والمواقف العدائية.

اللافت أن هذا الحزب، الذي يفتقر إلى رؤية اجتماعية واضحة لمعالجة أزمات مليلية، يحاول تحميل المغرب مسؤولية الفشل في تنفيذ مشاريع محلية وافق عليها منذ عام 2019، والتي تأخرت بسبب ضعف التنسيق الفني والإداري، وليس بسبب أي دعم خارجي للمملكة. ويبدو أن قيادة الحزب الشعبي تتجاهل عمدا أن محطة التحلية المرتقب إنشاؤها في الدار البيضاء، والتي ستستخدم الطاقة المتجددة، ستمثل نموذجًا إقليميًا في مواجهة تحديات التغير المناخي وشح الموارد، وهو ما يمكن أن تستفيد منه حتى المناطق الإسبانية الساحلية التي تعاني من الجفاف، مثل ملقة وألمرية.

كما لم يفوت كيبيدو الفرصة لإثارة قضية "النظام الحدودي" بين المغرب ومليلية، محاولًا خلق انطباع بوجود ظلم أو معاملة غير متكافئة، في تجاهل تام للسيادة المغربية وللجهود التي تبذل لإعادة تنظيم حركة العبور وفق المعايير الحديثة.

في النهاية، تكشف هذه التصريحات عن ازدواجية الحزب الشعبي الذي لا يتوانى عن تسييس القضايا التقنية وتضخيمها من أجل كسب نقاط سياسية على حساب علاقات حسن الجوار ومصالح المواطنين في كلا الضفتين. وفي وقت تتجه فيه مدريد والرباط نحو بناء شراكة استراتيجية حقيقية، يصر هذا الحزب على العودة إلى خطاب الأزمة، فقط لأنه لا يستطيع التكيف مع واقع جديد عنوانه الحوار والتعاون بدل المواجهة والصراع.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح