المزيد من الأخبار






"إسبانيا للمسيحيين لا لحاملي الأكياس".. شعارات عنصرية تهز قلب مدريد في مسيرة ضد الجالية


ناظورسيتي: متابعة

شهدت العاصمة الإسبانية مدريد نهاية الأسبوع الجاري مسيرة مثيرة للجدل نظّمها متطرفون يمينيون من أتباع التيار الفلانخي، حيث تجمع نحو 500 شخص في ساحة وسط المدينة، رافعين شعارات عنصرية ومعادية للمهاجرين، وممجدة لمؤسس الحزب الفاشي الإسباني "خوسيه أنطونيو بريمو دي ريفيرا".

الوقفة التي دعت إليها جمعية تُدعى “نويوكليو ناسيونال” جذبت أنظار الإسبان ووسائل الإعلام، خصوصاً بسبب مظهر المشاركين الذين ارتدوا ملابس سوداء وحملوا أعلام إسبانيا بدون شعارها الدستوري، كما هتفوا بشعارات تستحضر أدبيات الحرب الأهلية، في محاولة لإحياء الفكر الفلانخي الذي طُوي في كتب التاريخ.


ومن بين الشعارات التي رفعتها هذه المجموعة المتطرفة: “إسبانيا مسيحية وليست إسلامية”، و”أخرجوا حاملي الأكياس إلى الحدود”، في إشارة صريحة إلى المهاجرين الذين يشتغلون في أعمال بسيطة، ما أثار موجة استنكار كبيرة من طرف المارة والنشطاء الحقوقيين.

السلطات الإسبانية فرضت طوقا أمنيا على المسيرة، ورفضت الترخيص لها بالتحرك نحو حي “لافابييس” المعروف بتنوعه الثقافي وساكنته المهاجرة، وحصرت المسار في ساحة “خاثينتو بينافينتي”، بعد أن عبّر المنظمون عن رغبتهم في الوصول إلى الحي الذي وصفوه بـ"مزبلة التعدد الثقافي".

من جهتهم، تحرّك العشرات من النشطاء المناهضين للفاشية في وقفة موازية، رافعين شعارات رافضة لعودة الفكر المتطرف إلى الشارع الإسباني، منها: “اخرجوا أيها الفاشيون من أحيائنا”، ما أدى إلى مناوشات كلامية حادة، وشتائم طالت وزراء في الحكومة الإيبيرية، من قبيل وزير الداخلية ورئيسة جهة مدريد.

مشاهد صادمة طغت على أجواء التظاهر، حيث ردّ بعض المتطرفين على استهجان المارة بـ”تحية نازية”، واستخدم آخرون مكبرات الصوت في ساحة “كالاو” للصراخ بعبارات مثل: “ليغادروا بطائرة أو زورق أو سباحة!”، فيما أغلقت بعض المتاجر أبوابها خوفاً من اندلاع مواجهات عنيفة.

وبالفعل، انتهت المسيرة بتدخل قوي من عناصر الشرطة، التي أطلقت رصاصة تحذيرية واستعملت الغاز لتفريق المحتجين، خاصة بعد توتر الأوضاع بين "الفلانخيين" وشباب اليسار الراديكالي، في مشهد يعكس تصاعد التوترات العرقية والسياسية بإسبانيا، وسط مخاوف من تغلغل الخطاب المتطرف في أوساط الشباب.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح