المزيد من الأخبار






أساتذة وباحثون يناقشون مستقبل الريف في ظل التحولات الإجتماعية في ندوة بتسافت


ناظورسيتي: متابعة

نظمت جمعية إصوراف للثقافة والتنمية بدار الشباب كاسيطا بجماعة اتسافت، مساء اليوم الأحد 9 فبراير الجاري، ندوة فكرية تحت عنوان: "ARRIF RUX.. MAN ABRID ƔA TIWACCA" وذلك في إطار يومين دراسيين بمناسبة حلول الذكرى 57 لرحيل المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي (مولاي محند)، تحت شعار الريف بين إشكالية الهوية وسؤال الديمقراطية"، من تأطير ذ. عبد الكريم مصلوح، و ذ. محمد زاهد، و ذ. جمال المحدالي. إلى جانب تقديم الباحثة نادية بودرة لترجمتها الحديثة" قبيلة أيث يطفت".

افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية للجمعية لتنطلق أشغال الندوة الفكرية، بوقفة إجلال وتقدير لتضحيات معتقلي حراك الريف وثباتهم وصمود عائللتهم. لينطلق الأستاذ مصلوح المنسق السابق للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف، مفتتحا النقاش بتساؤل عن دور الحركة النضالية بالريف؟.

أكد الأستاذ مصلوح عبد الكريم أن الريف يمر في العقدين الأخيرين من عدة تحولات اجتماعية ، تستلزم على الحركة النضالية بالريف أن تحدد بوضوح الأهداف الاستراتيجية لها، ليكون من السهل معرفة دور الحركة النضالية بالريف والمطلوب منها.

لقد قال مصلوح أن دور الحركة النضالية بالريف مرتبط بالدفاع عن الهوية الجهوية، كالهوية الثقافية والاجتماعية والتنموية والديمقراطية، إذ اعتبر أن بناء الديمقراطية في الجهة أو المنطقة هو كذلك بناء للديمقراطية في الوطن، قائلا أنه لا يمكن تحقيق الديمقراطية في منطقة أو جهة في دولة غير ديمقراطية.

لقد اعتبر مصلوح أن الحركة النضالية بالريف هي حركة كبيرة ولها تاريخ كبير، وفي العقود الأخيرة هي غير متجانسة وفي نفس الوقت هي متداخلة ومترابطة، وقد عرفت تطور في 20 سنة الأخيرة، حيث ظهر الريف من جديد بوصفه قضية يحتاج إلى معالجة من نوع خاص، بمقاربات عدة، كالمقاربة الحقوقية – الانصاف الجماعي وجبر الضرر – أو في اطار الجغرافية التنموية.

ويعرف الأستاذ مصلوح الحركة النضالية بالريف، كل من يقدم إضافة للقضية الريفية، سواء على مستوى الدفاع الميداني، أو من يحمل خطاب يهتم بقضايا الريف.

وأكد في الأخير أن الجواب عن دور الحركة يعني المطلوب منها وبه يمكن تحديد حدود الريف، معتبرا أنه لا يمكن النضال دون حدود وأهداف واضحة، معتبرا أن هذه الأخيرة من أهم المهام للحركة، ليعترف في الأخير قائلا: "إن الحكم الذاتي أهم هدف واضح دافعت عنه، وهو هدف ديمقراطي في المنطقة ووسيلة للديمقراطية في المغرب، وهدف آخر هو الدفاع عن الديمقراطية".

من جانب آخر أكد الأستاذ جمال المحدالي أن الحراك أصبح جزء لا يتجزء من هوية الريف، وهو أرضية لبناء مستقبل الريف، يعيش فيه الريفيون مستقبلهم بكرامة وحرية.

حيث أكد المحدالي أن مستقبل الريف مقرون بمحن في الماضي ولا يمكن فصله عنها، معتبرا أن ملامح المستقبل في الريف يمكن البحث عنها في التاريخ، هذ الأخير الذي شكل فيه المركز دائما عثرة أمام مستقبل الريف.

حيث أكد أنه كلما كان الريف في سبات سارع المخزن إلى استغلال الوضع وتلميع صورته بالشعارات الرنانة، وكلما طلب الريف حرية مواطنيه وعيشهم بكرامة، إلا وسارع المخزن إلى سياسة القمع والحصار.

المحدالي أكد أن مستقبل الريف لا يمكن بناءه إلا بعيداً عن حضور المخزن، معتبرا أن اليوم أصبح الريفيون ملزمون بالحسم مع هذا المخزن، لأنه لا يمكن للريفيون تحقيق أي شيء بوجوده؛ لا الحكم الذاتي. لا الديمقراطية، والحل في نظر المحدالي هو الوحدة لمواجهة المخزن، والحفاظ على قضية المعتقلين حية لدى الريفيين وفي كل المناسبات حتى إطلاق سراحهم.

وفي الأخير يقول المحدالي: "إننا نعاني من إشكال الحديث أكثر مما نعمل ونقدم لقضية الريف، إذ لا يمكن أن نكون ريفيون دون أن تكون لنا لغتنا وثقافتنا الريفية، ولنمتلك هذا يجب علينا البحث عن كيفية خدمة هذه اللغة والثقافة؛ وهذا كله مرتبط بما يمكن تقديمه للقضية، والحراك أظهر لنا أننا قدرون على فعل كل شيء يوم نثق في أنفسنا وقدراتنا، في ظل غياب المخزن وضرورة ترك جانبا كل ما يفرقنا" (الكلام قيل بالأمازيغية وقد تكون الترجمة غير دقيقة).

ومن جهة أخرى أكد زاهد محمد في مداخلته تحت عنوان:" الريف: الذاكرة الجماعية وسؤال المستقبل"، بعد تحية المعتقلين السياسيين للحراك، أن الحديث عن مستقبل الريف رهين بقراءة الماضي.
إذ قال الأستاذ زاهد أن الحديث عن الريف هو حديث عن منطقة استراتيجية، والدليل أننا نجده حاضرا في أحداث تاريخية بارزة، معتبرا أن العودة للتاريخ لأخد الدروس والعبر لتكون بوصلة لرسم مستقبل الريف، وليس للغوص فيه دون الخروج من محنه وأزماته.

وقد اعتبر زاهد أن الحديث عن مستقبل الريف يستوجب البحث عن أقرب الخيارات إلى الواقعية والعمل وفق فن الممكن، ليختم كلامه قائلا: "أن الحراك يمثل بوصلة حقيقية لرسم مستقبل الريف، واللحظة قد حانت لكي يقرر الريفيون مصيرهم بأيديهم".

وتجدر الإشارة إلى أن الندوة شهدت في الأخير توقيع كتابي؛ "الريف. التاريخ والذاكرة" و "قبيلة أيث يطفت" للأستاذ محمد زاهد، والأستاذة نادية بودرة على هامش اللقاء الذي امتاز بنقاش قوي ومثمر.


















































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح