حاوره من الرباط : محمد الزيزاوي
بدهشة كبيرة تلقى الكثيرون قرار استقالتك من حزب العهد الديموقرطي لا سيما وأنك كنت المرشح رقم واحد لتولي منصب الكاتب العام لمنظمة شباب حزب العهد الديموقراطي، فإلى ماذا يعزى هذا القرار المفاجى ؟
قبل هذا التاريخ لم يكن ابدا في نتيتي الخوض في تفاصيل الاستقالة و التي قد تسئ الى الكثيرين خاصة اذا تم اخراجها من سياقها لكن ايمانا مني باهمية التواصل و احترام ذكاء الرأي العام و ايضا لحقكم في الحصول على المعلومة ساحاول ان اشرح بعضا من حيثيات هذا القرار .
استقالتي من حزب العهد مبنية على سببين الأول ذاتي و الآخر موضوعي اما السبب الذاتي فمرده الى اتساع هوة الاختلاف بين ما يتبناه الحزب من اختيارات في كثير من الاحيان يمكن وصفها ب اللا شعبية و بين ما اومن به من مبادئ و افكار لا يمكن ان احيد عنها قيد انملة، فغياب الجانب الايديولوجي عن الخطاب الحزبي يجعل من قيادات الحزب و كذا قواعده تخبط خبط عشواء فهذا الفراغ دفعنا الى دفع ثمن كثير من المواقف التي اتسمت بالضبابية و كذا ضيعت علينا فرص استقطاب كفاء ات كان بالامكان ان تشكل اضافة نوعية للحزب من جهة و للمشهد السياسي المغربي من جهة اخرى فعدم وضوح المرجعية التي يتبناها الحزب يكون سببا في تضييع كثير من الفرص و خاصة علي مستوى التنسيق و التحالف مع الهيآت السياسية الاخرى، في هذا المناخ تصبح السياسة غير ذي معنى لان عدم وضوح الاهداف و الغايات التي تؤطرها ايديولوجيا الحزب يجعل من العمل الحزبي مرادفا للمزاجية و البراغماتية و طغيان الاهداف الآنية على حساب المشاريع المستقبلية و هو ما يتعارض صراحة مع ما احمله من افكار او على الاقل ما اومن به كون السياسة مجرد وسيلة لخدمة اهداف نبيلة و ليست غاية في حد ذاتها.
هذا عن الاسباب الذاتية و ماذا عن الاسباب الموضوعية ؟
مسألة الاستقالة بالنسبة لي لا يمكن فصلها عن السياق العام اقصد رياح التغيير التي هبت علي المنطقة والتي كان من نتائجها ان ادت الى خلخلة بنى التفكير التقليدية التي كانت تختزل العمل الحزبي في اللشخص الواحد و الذي يكون في غالب الاحيان هو الآمر الناهي، فالسكوت عن الوضع القائم و مجارات هذه السلوكيات التي عفا عنها الدهر هو خيانة ما بعدها خيانة خصوصا اذا كان الزمن زمن الربيع. فديموقراطية اتخاذ القرارات داخل الحزب هو خط احمر لا يمكن التنازل عنه تحت اي مبرر.
والسبب الاخر دفعني الي التعجيل بالاستقالة هو غياب الحكامة في تسيير شؤون الحزب و كثرة الهفوات المرتكبة على جميع الاصعدة و كنتيجة لذلك تم خلق منافسة داخل الحزب لا علاقة لها بالكفاءة بل فتح جبهة صراعات بين تيارات مختلفة لا مصلحة لاحد في تاجيجها خصوصا في هذه الفترة الحرجة مما ادى الى استقواء جبهة على حساب اخرى هي عوامل من بين اخرى ادت الى تعكير الجو العام الذي لم يعد مواتيا للعمل السياسي كهدف نبيل غايته خدمة الصالح العام، فالتواصل بين مختلف اجهزة الحزب انحدر الي ادني مستوياته بل وصل الي حد القطيعة، و بما ان التواصل هو جوهر العمل السياسي فوجودي في الحزب في ظل هذه الظروف التي اشرنا اليها انفا لم يعد له معنى، سبب اخر يصب في نفس المنحي هو الاخر عجل باتخاذ قرار الاستقالة و هو ما ميز مؤتمر شبيبة الحزب الذي انعقد قبل ثلاثة اشهر تقريبا من هذا التاريخ ففي الوقت الذي علق الجميع امالا واسعة على هذا الوليد الجديد (شبيبة الحزب) ليكون ذراعا مستقلا عن باقي الاليات في الحزب ورشحه كثيرون امالا ليلعب ادوارا طلائعية لخدمة المشهد السياسي و ضخ دماء جديدة في الجسد السياسي المغربي المريض اصلا بمرض الشيخوخة الحزبية، لكن بمجرد انعقاد المؤتمر تبددت هذه الآمال كلها بسبب ما شاب المؤتمر من خروقات و سلوكات غريبة عن التقاليد و الاعراف المتداولة في الساحة السياسية المغربية لدى باقي الاحزاب السياسة و التي علي كثير علاتها فهي تحترم الحد الادنى من ذكاء منخرطي و قواعد الحزب، فالسمة التي ميزت المؤتمر و التي كانت بادية للعيان هو التدخل السافر لبعض اعضاء المكتب السياسي في السهر علي تسيير المؤتمر من الفه الي يائه و هو ما يتعارض و مبدأ استقلالية الهياكل الحزبية، بل وصلت وقاحة المكتب السياسي و وصايته على هذه المنظمة الفتية الى التدخل في مسودة القانون الداخلي و الاساسي للمنظمة الذي قال عنه كثيرون انه " قانون ممنوح" او قانون" تحت الطلب" يخدم مصلحة الجهة التي اوجدته و التي هي بالطبع المكتب السياسي لحزب العهد و وهو مايكرس ابوية المكتب السياسي او مايعرف في العلوم السياسية بالبطريركية، وكنتيجة لهذه الوصاية وهذه الاطماع "الاستعمارية" وامام استغراب الجميع ضيوفا ومؤتمرين تم تاجيل الاعلان عن اسم الكاتب العام لشبيبة الحزب من داخل المؤتمر لانه كان يطبخ علي نار هادئة و لم يتم الاعلان عنه رسميا الا بعد اجتماع لقساوسة الحزب يوم 3 مارس ذكرني باجتماع انتخاب البابا فرنسيسكو لانه في كل مرة كان يطلع علينا عضو من اعضاء المكتب السياسي و هو يطلق "دخانا اسودا" كناية على انه لم يتم بعد تحديد اسم الكاتب العام، وبعد طول انتظار و كما يقال تمخض الجبل فولد فارا تمت تسمية كاتب عام بدون صلاحيات كما ينص على ذلك القانون الداخلي و الاساسي للمنظمة، غير بعيد عن سياق القساوسة و الباباوات فتسمية الكاتب العام بهذه الطريقة هي اقرب الى بيع صكوك الغفران منها الى ترسيخ ثقافة الديموقراطية و الشفافية والحق في الحصول على المعلومة والمشاركة في صناعة القرار كلها كانت عوامل من بين اخرى دفعتني لتقديم استقالتي من حزب العهد الديموقراطي.
وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
كما يقال رب ضرة نافعة، فالعمل الحزبي تطلب مني الكثير من الوقت و الجهد ساحاول ان اقضي مزيدا من الوقت الى جانب اسرتي الصغيرة و عائلتي الكبيرة و كذا اصدقائي الذين خسرت منهم الكثيرين بسبب التزاماتي الحزبية، كذلك ساعود الى بعض هواياتي "كالفروسية" التي احن اليها والتي لم اكن في السابق اجد الوقت والمزاج المناسب لممارستها، كما ساتفرغ لانهاء دراستي بعيدا عن صخب السياسة، لان التحصيل الدراسي والبحث العلمي انبل و ارقى من مستنقع السياسة المغربي.
وملاحظة اخيرة اريد ان اشير اليها، من خلال عرضي لأسباب الاستقالة علنا لم يكن في نيتي التجريح بالحزب او تصفية حسابات شخصية ضيقة مع افراد او جماعات بل حتمية التواصل كثقافة يجب ان تكرس لتنوير الرأي العام هي من فرض علي ان اخوض في شرح اسباب الاستقالة، اذكر في الاخير اني لست من النوع الذي اذا غادر حزبا جعل من مشروعه المستقبلي الضرب تحت الحزام و التشهير بعورات الحزب فالاختلاف لا يفسد للود قضية، واتمنى صادقا ان يوفق كل عناصر حزب العهد الديموقراطي، قواعد و قيادات كل من موقعه للرقي بالمشهد السياسي المغربي و تغيير الصورة النمطية للعمل الحزبي بصفة عامة في مخيلة المواطن المغربي.
بدهشة كبيرة تلقى الكثيرون قرار استقالتك من حزب العهد الديموقرطي لا سيما وأنك كنت المرشح رقم واحد لتولي منصب الكاتب العام لمنظمة شباب حزب العهد الديموقراطي، فإلى ماذا يعزى هذا القرار المفاجى ؟
قبل هذا التاريخ لم يكن ابدا في نتيتي الخوض في تفاصيل الاستقالة و التي قد تسئ الى الكثيرين خاصة اذا تم اخراجها من سياقها لكن ايمانا مني باهمية التواصل و احترام ذكاء الرأي العام و ايضا لحقكم في الحصول على المعلومة ساحاول ان اشرح بعضا من حيثيات هذا القرار .
استقالتي من حزب العهد مبنية على سببين الأول ذاتي و الآخر موضوعي اما السبب الذاتي فمرده الى اتساع هوة الاختلاف بين ما يتبناه الحزب من اختيارات في كثير من الاحيان يمكن وصفها ب اللا شعبية و بين ما اومن به من مبادئ و افكار لا يمكن ان احيد عنها قيد انملة، فغياب الجانب الايديولوجي عن الخطاب الحزبي يجعل من قيادات الحزب و كذا قواعده تخبط خبط عشواء فهذا الفراغ دفعنا الى دفع ثمن كثير من المواقف التي اتسمت بالضبابية و كذا ضيعت علينا فرص استقطاب كفاء ات كان بالامكان ان تشكل اضافة نوعية للحزب من جهة و للمشهد السياسي المغربي من جهة اخرى فعدم وضوح المرجعية التي يتبناها الحزب يكون سببا في تضييع كثير من الفرص و خاصة علي مستوى التنسيق و التحالف مع الهيآت السياسية الاخرى، في هذا المناخ تصبح السياسة غير ذي معنى لان عدم وضوح الاهداف و الغايات التي تؤطرها ايديولوجيا الحزب يجعل من العمل الحزبي مرادفا للمزاجية و البراغماتية و طغيان الاهداف الآنية على حساب المشاريع المستقبلية و هو ما يتعارض صراحة مع ما احمله من افكار او على الاقل ما اومن به كون السياسة مجرد وسيلة لخدمة اهداف نبيلة و ليست غاية في حد ذاتها.
هذا عن الاسباب الذاتية و ماذا عن الاسباب الموضوعية ؟
مسألة الاستقالة بالنسبة لي لا يمكن فصلها عن السياق العام اقصد رياح التغيير التي هبت علي المنطقة والتي كان من نتائجها ان ادت الى خلخلة بنى التفكير التقليدية التي كانت تختزل العمل الحزبي في اللشخص الواحد و الذي يكون في غالب الاحيان هو الآمر الناهي، فالسكوت عن الوضع القائم و مجارات هذه السلوكيات التي عفا عنها الدهر هو خيانة ما بعدها خيانة خصوصا اذا كان الزمن زمن الربيع. فديموقراطية اتخاذ القرارات داخل الحزب هو خط احمر لا يمكن التنازل عنه تحت اي مبرر.
والسبب الاخر دفعني الي التعجيل بالاستقالة هو غياب الحكامة في تسيير شؤون الحزب و كثرة الهفوات المرتكبة على جميع الاصعدة و كنتيجة لذلك تم خلق منافسة داخل الحزب لا علاقة لها بالكفاءة بل فتح جبهة صراعات بين تيارات مختلفة لا مصلحة لاحد في تاجيجها خصوصا في هذه الفترة الحرجة مما ادى الى استقواء جبهة على حساب اخرى هي عوامل من بين اخرى ادت الى تعكير الجو العام الذي لم يعد مواتيا للعمل السياسي كهدف نبيل غايته خدمة الصالح العام، فالتواصل بين مختلف اجهزة الحزب انحدر الي ادني مستوياته بل وصل الي حد القطيعة، و بما ان التواصل هو جوهر العمل السياسي فوجودي في الحزب في ظل هذه الظروف التي اشرنا اليها انفا لم يعد له معنى، سبب اخر يصب في نفس المنحي هو الاخر عجل باتخاذ قرار الاستقالة و هو ما ميز مؤتمر شبيبة الحزب الذي انعقد قبل ثلاثة اشهر تقريبا من هذا التاريخ ففي الوقت الذي علق الجميع امالا واسعة على هذا الوليد الجديد (شبيبة الحزب) ليكون ذراعا مستقلا عن باقي الاليات في الحزب ورشحه كثيرون امالا ليلعب ادوارا طلائعية لخدمة المشهد السياسي و ضخ دماء جديدة في الجسد السياسي المغربي المريض اصلا بمرض الشيخوخة الحزبية، لكن بمجرد انعقاد المؤتمر تبددت هذه الآمال كلها بسبب ما شاب المؤتمر من خروقات و سلوكات غريبة عن التقاليد و الاعراف المتداولة في الساحة السياسية المغربية لدى باقي الاحزاب السياسة و التي علي كثير علاتها فهي تحترم الحد الادنى من ذكاء منخرطي و قواعد الحزب، فالسمة التي ميزت المؤتمر و التي كانت بادية للعيان هو التدخل السافر لبعض اعضاء المكتب السياسي في السهر علي تسيير المؤتمر من الفه الي يائه و هو ما يتعارض و مبدأ استقلالية الهياكل الحزبية، بل وصلت وقاحة المكتب السياسي و وصايته على هذه المنظمة الفتية الى التدخل في مسودة القانون الداخلي و الاساسي للمنظمة الذي قال عنه كثيرون انه " قانون ممنوح" او قانون" تحت الطلب" يخدم مصلحة الجهة التي اوجدته و التي هي بالطبع المكتب السياسي لحزب العهد و وهو مايكرس ابوية المكتب السياسي او مايعرف في العلوم السياسية بالبطريركية، وكنتيجة لهذه الوصاية وهذه الاطماع "الاستعمارية" وامام استغراب الجميع ضيوفا ومؤتمرين تم تاجيل الاعلان عن اسم الكاتب العام لشبيبة الحزب من داخل المؤتمر لانه كان يطبخ علي نار هادئة و لم يتم الاعلان عنه رسميا الا بعد اجتماع لقساوسة الحزب يوم 3 مارس ذكرني باجتماع انتخاب البابا فرنسيسكو لانه في كل مرة كان يطلع علينا عضو من اعضاء المكتب السياسي و هو يطلق "دخانا اسودا" كناية على انه لم يتم بعد تحديد اسم الكاتب العام، وبعد طول انتظار و كما يقال تمخض الجبل فولد فارا تمت تسمية كاتب عام بدون صلاحيات كما ينص على ذلك القانون الداخلي و الاساسي للمنظمة، غير بعيد عن سياق القساوسة و الباباوات فتسمية الكاتب العام بهذه الطريقة هي اقرب الى بيع صكوك الغفران منها الى ترسيخ ثقافة الديموقراطية و الشفافية والحق في الحصول على المعلومة والمشاركة في صناعة القرار كلها كانت عوامل من بين اخرى دفعتني لتقديم استقالتي من حزب العهد الديموقراطي.
وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
كما يقال رب ضرة نافعة، فالعمل الحزبي تطلب مني الكثير من الوقت و الجهد ساحاول ان اقضي مزيدا من الوقت الى جانب اسرتي الصغيرة و عائلتي الكبيرة و كذا اصدقائي الذين خسرت منهم الكثيرين بسبب التزاماتي الحزبية، كذلك ساعود الى بعض هواياتي "كالفروسية" التي احن اليها والتي لم اكن في السابق اجد الوقت والمزاج المناسب لممارستها، كما ساتفرغ لانهاء دراستي بعيدا عن صخب السياسة، لان التحصيل الدراسي والبحث العلمي انبل و ارقى من مستنقع السياسة المغربي.
وملاحظة اخيرة اريد ان اشير اليها، من خلال عرضي لأسباب الاستقالة علنا لم يكن في نيتي التجريح بالحزب او تصفية حسابات شخصية ضيقة مع افراد او جماعات بل حتمية التواصل كثقافة يجب ان تكرس لتنوير الرأي العام هي من فرض علي ان اخوض في شرح اسباب الاستقالة، اذكر في الاخير اني لست من النوع الذي اذا غادر حزبا جعل من مشروعه المستقبلي الضرب تحت الحزام و التشهير بعورات الحزب فالاختلاف لا يفسد للود قضية، واتمنى صادقا ان يوفق كل عناصر حزب العهد الديموقراطي، قواعد و قيادات كل من موقعه للرقي بالمشهد السياسي المغربي و تغيير الصورة النمطية للعمل الحزبي بصفة عامة في مخيلة المواطن المغربي.