المزيد من الأخبار






يوميات مهاجر سري.. الحلقة الثانية..


يوميات مهاجر سري.. الحلقة الثانية..
بقلم فوزي و عبدالباسط اللوخ

عطالة و حياة روتينية مملة، اسئلة مشتتة في ذهني لا اقدر حتى على فرزها او الاجابة عنها مادام مستقبلي تحجبه غيوم الابهام.... ظلام دامس يعشعش في مخيلتي،سرعان ما ينتشلني منه خبر الهجرة الجماعية لشبابنا الى اروبا عبر بوابة تركيا...تسلل الامل الى قلبي بسرعة البرق، قلت في نفسي لقد حانت فرصة العمر، تفائل ايها الاحمق انها فرصة لا تعوض....

بعدما ابحرت بحرا مرتين في عز الليل و الظلام بدون اخبار العائلة، ها انا ارمى هذه المرة بين أحضان والدتي لاودعها... كان اليوم خميسا عندنا استقلينا حافلة ركاب الى مدينة الدارالبيضاء... حافلة جل راكبيها من "الحراكة" او بالاحرى شباب في عز سنواتهم قرروا التضحية بانفسهم بحثا عن لقمة عيش سرقت منهم في وطنهم...ثمانية ساعات برااا اتبعتها ثمانية ساعات اخرى عبر الجو و الوجهة هذه المرة مدينة اسطنبول...

فور وصولنا تعمدنا ان نفترق على شكل افراد لابعاد الشبهات عن رجال الامن...التقينا بعدها عند الباب الرئيسية للمطار حيث وجدنا في انتظارنا من كنا قد اتفقنا معه مسبقا ان يقلنا الى اليونان بحرا عبر "ازمير"... احساس غريب انتابني و انا انظر من نافذة السيارة التي تقلنا الى احد منازل "محركينا"... احسست كانني اولد من جديد و انا اقارن بين أضواء و شوارع "اسطنبول" و تلك الخربة المسماة بالمغرب...

مشاعر مختلطة عنوانها الحرية و السعادة المحها على وجوه اصدقائي..

مسدسات، أشخاص من مختلف الأعمار و الجنسيات، هواتف محمولة لا تكف عن الرنين،و لغة لا نفهم منها شيئ الا من تعابير قسمات وجوها متحدثيها.... مناظر المحها للمرة الاولى و انا اضع رجلي اليمنى للدخول الى المنزل...سرعان ما انقلبت ابتسامات اصدقائي الى وجوه يملاها الترقب و الخوف و التعامل بجدية مع اي كان...

استيقظنا صباحا...لملمنا اغراضنا، قبل ان نشحن في شاحنتين اقلت كلا منهما عشرون فردا منا...بعد مسيرة دامت لساعات اوقفتنا دورية شرطية... حققت مع السائق لتقودنا بعدها الى احد مراكز الشرطة.. استنطقونا و انكرنا جملة و تفصيلا اننا اتينا من بلد اخر... '''' نعم سيدي المحقق نحن شباب سوريين هربنا من بطش نظامنا الدكتاتوري!!'''' كانت هذه اجابتنا جميعا....

24 ساعة في المركز من التحقيق ليقرروا بعدها اطلاق سراحنا و خيرونا ما بين العودة الى " اسطنبول " او الذهاب الى "ازمير" فكان الخيار الثاني هو الجواب بالإجماع...

على شاطئ "ازمير" التقينا مع "محركينا" بعدما اتصلنا به و سردنا له كل ما وقع... انه شخص رائع حقا لقد ظل وفيا بوعده حتى النهاية...ليامرنا بعدها بالاستعداد للرحلة البحرية.... التي ستنطلق بعد ساعات...

ساعات استغليناها لاخذ قسط من الراحة بعد كل ما عنيناه منذ وصولنا... اتصال هاتفي عجل بنا الى الذهاب بعجالة الى المكان المحدد، حيث وجدنا قاربا مطاطيا في انتظارنا.... امطتينا القارب الذي يحمل اشخاصا من مختلف الأعمار شبابا و اطفالا و شيوخا..نساءا و رجالا...قبل الاقلاع بدقائق وقع سوء تفاهم بين سائق القارب و احد افراد العصابة المكلفة بتهجيرنا.. فما كان من الاخير الا ان اخرج المسدس من جيبه...

يتبع...


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح