المزيد من الأخبار






يا أيتها الوجوه المصبوغة بالشر والخديعة.. لا بد من وضع حدّ لتجارتكم بالإنسان وبالمدينة


يا أيتها الوجوه المصبوغة بالشر والخديعة.. لا بد من وضع حدّ لتجارتكم بالإنسان وبالمدينة
محمد بوتخريط | هولندا

لِما لا تكتب حول الانتخابات ؟!، سألنى صديق عزيز..
قلت له كفاني اني قرأت جل ما كتب عنها .

سألنى ثانية مندهشاً ربما من فرط جهلي بالانتخابات ! وأنا المعتقد أنه غير اتجاه الحديث.

- الموعد على الأبواب ، كم وصل سعر "الأكباش" هذا العام ؟!
قلت له:

- قبل اسابيع من ميعاد "الذبح والسلخ"، دائما ما تسجل الأسعار في "الأسواق" ارتفاعات جديدة يقدَّرها بعض التجار بـنسب مئوية عالية ومتفاوتة ..

بعضهم اكد لي أن أسعار أمس مثلا ، كانت مستعصية على التراجع، بعدما تمسك غالبية "التجار" بأسعارهم التي حددوها "لزبائنهم"، مشددين على أنها نهائية ولا جدال فيها...
وبلغ سعر "الخروف" مثلا في بعض المناطق أمس سعرا خياليا، وبزيادة بلغت اكثر ما تتوقع، مقارنة بأسعار أسبوع مضى، فيما تراوح السعر في مناطق اخرى بين المتوسط والعالي..وسمعت كذلك أن هُناك "خراف" كثيرة تُباع فقط بالأورو.

نظر إلي صديقي متأملا لحظة ثم تنهد تنهيدة طويلة تخيلتها وكانها تنم عن غضب ما يملأ نفسه ثم قال:

- انا كنت قد قررت ان اقاطع هذه السنة.. تضامنا مع اخواننا في بلجيكا فقد سمعت هيئات وجمعيات إسلامية في بلجيكا دعت إلى مقاطعة شراء أضاحي عيد الأضحى.

ظللت أنظر إلى صديقي محاولاً أن أفهم شيئاً مما يقول..ولكني ورغم تركيزي الشديد لم أفهم كلمة واحدة ..

قاطعته مستفسرا حائرا:
- عن اي سعر الاكباش سألتني في البداية .. واي موعد كنتَ تقصد ؟!
قال : "أسعار الأضاحي قبيل موعد "الأضحى"..."

أطلقت آهة ألم من صدري .. سمعته هو الآخر يسألني :
- وعن اي "عملية شراء" كنتَ انت تتحدث ؟؟!!!

نظرت الى صديقي ، أطلقت آهة ألم أخرى ..سألت نفسي هل خذلني صوتي فجأة ...جاء صوتي غائبا.. وكأني اطرح السؤال على شخص غيري .

اعتذرت لصديقي دون اعتذار.. على وجه للحزن لم أخلعه منذ سنين.
أجبته بإشارة من رأسي ...

آه..عله لم يفهمني وهو الذي لم يكن يعلم بالمرة ان في البلد هناك موعد للانتخابات !
قلت له ، كنت اتحدث عن عملية شراء الاصوات الانتخابية ، يا صديقي...شراء الذمم... كنت اتحدث عن تجار الانتخابات وشراء الأصوات في مدينتي هناك.. وليس عن أسعار الأضاحي قبيل موعد "الأضحى".

تركته وأنا ارثي لحالي ولحاله ولحال اهل المدينة هناك..العن الايام والظروف التي تجبر المرأ على طأطأة الرأس والانحناء.والركوع ..والخضوع لتوصيات اصحاب الضمائر الغائبة .. الذين يملكون الجاه والمال ويسخرون اهالي المدينة لخدمة أهداف لا يفقهون منها شيء .بل ولا يفقهون في السياسة إلا ما يعرفه الرعاة عنها..

تركت صاحبي وأنا العن عملية شراء كرامة بعض ابناء مدينتي وتغييب أرادتهم ومصادرة رأيهم ، مقابل ثمن بخس او وعد بوظيفة او منصب يحصل عليه المسلوب والمُغيب رأيه وأرادته ..

يا اهل مدينتي هناك أجيبوني .."الا يندرج شراء الأصوات تحت خانة الرشوة التي هي من كبائر الذنوب التي حرمها الله على عباده والتي لعن فيها المعطى والآخذ والواسطة بينهما..."؟.

يا ايتها الوجوه المصبوغة بالشر والخديعة...التي تخيم كالشبح المرعب على احلامنا وتطلعاتنا وآمالنا بل وحتى على رغبتنا في العيش الكريم او الحياة بكرامة ..لا بد من وضع حد لتجارتكم بالانسان وبالمدينة...

ويا أهالي مدينتي هناك .. فكما خُطط للمدينة ان تصبح سوقا واسواق ، فلقد تعززت فيها كذلك "عقلية السوق" التي تعتبر كل شئ سلعة قابلة للشراء ..كما اليوم..."شراء الاصوات" .."شراء الذمم"... شراء الانسان!!

أعيدوا قراءة المشهد من جديد و أعيدوا الحسابات فان التغيرات الكبيرة والمتسارعة التي اجتاحت و تجتاح المدينة تستدعي ذلك و بصورة جديدة واكثر جدية وواقعية للتكيف مع المستجدات و المرحلة الجديدة ، لان من لا يستطيع فهم تفاصيل المشهد وبدقة ، سوف يعرض نفسه لخطر الاقصاء من المشهد كله ..

آخر السطر...أقول...
إذا لم يتم الاسراع الى تعديل و تصويب مسار الانتخابات في المدينة، وخلق رقابة حقيقية وصارمة ، وخاصة على مصادر تمويلها..فتأكدو من ان الشكل النهائي لها لن يكون سوى تحول جذري من أداة للتغيير إلى أداة للفساد ...وللإفساد.

ولنا في حالنا اليوم...ما زرعناه.
أم .. أنكم تروننا نحصد غير ما زرعنا..


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح