المزيد من الأخبار






وجهة نظر غير مألوفة.. كلية سلوان إلى أين؟


وجهة نظر غير مألوفة.. كلية سلوان إلى أين؟
إسماعيل المركعي *

لا شك أن كليتنا ــ الكلية المتعددة التخصصات الناظور ــ ومنذ فتح أبوابها في وجه الطلبة المنحدرين من مختلف مناطق المغرب عموما، ومنطقة الريف العميق على وجه الخصوص، وهي تحاول أن تساير الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بغية وضع مكان لنفسها ورسم صورة مشرقة لها متأنقة بالطابع العلمي المتميز الذي تعرفه نظيراتها من الكليات المغربية.

وهذا ما يستدعي بشكل موضوعي وبعيدا عن كل ما قد يفهم في غير محله، أن نطرح مجموعة من النقاط ونحاول قدر الإمكان معالجتها من جوانب متعددة، ومن بينها:

• الكلية وعلاقتها بالبحث العلمي
• الكلية وانفتاحها على المحيط ــ التجليات والأبعاد ــ
• ما العمل؟

إن حصرنا البحث العلمي في تلك المعرفة والمعارف المكتسبة من داخل الجامعة المغربية من قبل الطلاب، سواء عن طريق التحصيل العلمي من خلال المحاضرات أو عبر الأنشطة والندوات العلمية الهادفة التي تنظم داخل الجامعة. فقد نجزم القول بأن هذا البحث العلمي ومنذ سنة 2005، يبقى ضعيفا بالمقارنة مع ما نشاهده في الكليات الأخرى.

وهذا لا يعني تبخيس مجهودات السادة الأساتذة من جهة، والموظفون والطلبة من جهة أخرى، الذين يساهمون كل من موقعه في بناء لبنات أساسية للارتقاء بمستوى الكلية في مجال المعرفة والبحث العلمي.

وعليه فإن الرهان المطروح علينا جميعا (أساتذة، موظفون، طلبة) كفعاليات مؤثرة في بنية المجتمع ككل، أن نجعل من كليتنا فضاء منفتحا على محيطها من جهة، وعلى المستوى الوطني من جهة ثانية، ولما لا على المستوى الدولي من جهة ثالثة. لكن شريطة أن يكون هذا الانفتاح يصب في مصلحة البحث العلمي، وخدمة الكلية بما يتناسب ويتماشى مع التكوين الهادف والمنسجم مع طموحات الجميع، بهدف تحقيق الأبعاد الحقيقية وراء هذا الانفتاح والمتمثلة بالأساس في التفكير الجدي في تأطير وتكوين الطلاب، لما تزخر به الكلية من أطر وكفاءات عالية، وكذا سعي المسؤولين للدفع بالكلية إلى واجهة المنافسة العلمية عبر تسطير برامج لأنشطة علمية بمختلف التخصصات الموجودة بالكلية، وفتح شركات عديدة مع مسؤولي الجامعات الأخرى بهدف زرع ثقافة تبادل الخبرات والمعارف عبر الإفادة والاستفادة بين الطلاب. ولما لا يصل الأمر إلى التنسيق بين الجامعات الغربية وإحداث أنشطة موازية عبر خلق حلقات علمية تواصلية.

دائما ما نتساءل عن ما العمل؟ لجعل كليتنا أنموذجا للبحث العلمي والرقي الفكري، والإجابة تحتاج لسيرورة على مستوى تحمل المسؤولية لكل الأطراف المنضوية تحت لواء الكلية، وتكمن هذه المسؤولية في الالتزام الجاد بكل خدمة مقدمة تهدف أساسا لتأطير وتكوين الطلاب على وجه الخصوص، وفي العمل الجاد من هذه الفئة الطلابية في خلق أنشطة موازية ذات صبغة علمية ومعرفية.

في هذا السياق نشيد بكل المجهودات التي يبذلها من يملكون غيرة عن هذه الكلية، والتي تكمن بالأساس في خلق أيام دراسية في مواضيع مختلفة منظمة ومؤطرة بشكل مشترك بين الأساتذة والطلاب، وهذا يدل على شيء واحد وهو الروح الجماعية لخدمة الكلية، دون أن نغفل من كان وراء فتح سلك الماستر في عدة شعب خاصة شعبة القانون والدراسات الفرنسية والرياضيات، ويمكن أن نمثل بمجموعة من الندوات التي تم تنظيمها في الكلية سواء من الإدارة والشعب الموجودة، أو من الطلاب أنفسهم باسم إطارهم ــ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ــ وآخرها الندوة التي هي مبرمجة في هذه الأيام 2/3/4 مارس 2017، في موضوع " التعمير والبناء ومتطلبات الحكامة الترابية " من تنظيم الماستر المتخصص في قانون العقار والتعمير، وكذا ندوة وطنية أخرى شهر ماي المقبل حول موضوع " الأدب والفلسفة " من تنظيم شعبة الدراسات العربية.

إن هذه الأنشطة تساهم بشكل جلي في الرقي بمستوى الطلاب والرفع من معارفهم المعرفية وكذا فتح المجال للتواصل الفعال بين الطلاب والأساتذة من مختلف أجراء هذا الوطن وخارجه، وغرس ثقافة المشاركة والممارسة في مثل هذه الأنشطة.

لنسجل بعض الهفوات التي تبقى موقفا شخصيا بعيدا عن كل التعصب أو ما قد يقال في سياق أننا ضد هذه الأنشطة العلمية، ونسعى إلى تعطيلها، بالعكس تماما موقفنا نابع من غيرة حقيقية على كلية سلوان، ونريد عبر هذا المقال البسيط أن نوصل رسالة هادفة لكل من يسعى ترحيل هذه الندوات إلى أماكن خارجة عن أسوار الجامعة، ربما لأغراض وأهداف لا يعلمها الجميع، لكن كوننا طلبة نتابع دراستنا من موقع سلوان الصامد نرفض بالبث والمطلق مثل هذه السلوكات والممارسات التي هي ضرب في مصلحة الطالب عموما والموقع خصوصا. هذا شاهدناه بشكل ملموس في الندوة التي سبقت الإشارة إليها سابقا التي تم تنظيمها من طرف ماستر قانون العقود والتعمير بالمركب الثقافي بالناظور؛ أي بمعنى نقل هذه الندوة من فضاء الكلية لفضاء آخر.

بالرغم من التبريرات التي قد تقدم في هذا السياق إلا أننا نتشبث بموقفنا السلبي من هذا الأمر الذي نعتبره إقصاء كليا للطلاب عموما وحصره على فئة معينة بغية تحقيق أغراض ربما في المستقبل ستعود بالسلب على الكلية عموما. يبقى إيماننا قوي بضرورة خلق مثل هذه الأنشطة داخل الكلية وليس خارجها لمجموعة من الاعتبارات التي لم يضعوها منظمي هذه الندوة في تفكيرهم ولم يضربوا لها حسابا، بل مروا عليها مرور الكرام دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الطالب التي هي فوق كل اعتبار.

* طالب باحث



1.أرسلت من قبل Ouachan في 10/03/2017 21:43
هناك اساتدة في تلك الكلية مستواهم أقل من الطالب

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح