المزيد من الأخبار






هل فشلتْ عملية كرامة؟.. استدعاء ناظوريّة لترحيل أخيها نزيلِ "بويا عمر" سابقا من مستشفى وجدة


هل فشلتْ عملية كرامة؟.. استدعاء ناظوريّة لترحيل أخيها نزيلِ "بويا عمر" سابقا من مستشفى وجدة
ك.هرواش – إلياس حجلة

في الوقتِ الذي تتواصلُ فيه عباراتُ الثّناء والإطراء على مبادرةِ وزير الصحة، الحسين الوردي، غيرِ المسبوقة في تخليص المرضى النّفسانيّين من جحيمِ بويا عمر، ضمن عمليّة "كرامة" وترحيلهم صوب مستشفيات للعلاجِ النّفسي والأمراض العقليّة لنيلِ العناية الصحيّة الجديرة بهمْ بعيدًا عن معاناة الاحتجازِ والتّعذيب والتّخويف، طفا على السّطح ما يُعكّر صفوَ هذه العملية المحمودة.

سيّدة ناظوريّة اتّصلت بـ"ناظورسيتي" لتحكي واقعةً غريبةً حصلت لها مؤخّرًا بعدما قامت إدارة المستشفى الأمراض العقليّة بوجدةِ حيثُ يتابع شقيقها المُرحَّلُ من بويا عمر حصّات العلاجِ مما يلمّ به من مرضٍ نفسيّ، باستدعائها طالبةً منها ترحيل أخيها من المستشفى.

"على حينِ غِرّة، تلقّيتُ مكالمةً عاجلةً من إدارة المستشفى تطلب مني الحضور فورًا لترحيل أخي إلى منزلنا دون سابق إخبار" تقول السيّدة على الهاتف، قبل أن تتابع "كانَ أخي ضمن المستفيدين من عمليّة كرامة الّتي أطلقتها وزارة الصّحة لوضعِ حدّ للانتهاكات الإنسانيّة التي كان يلاقيها المرضى النفسانيّون في الضّريح المشهور، واستحسنا جدًا هذه المبادرة، غير أنّنا أخيرا نصطدمُ بواقعٍ مغاير يضرب مصداقيّة المشروع الذي رُصدت له مبالغ باهظة من أساسه."

وأكّدت المتحدّثة أن إدارة المستشفى تركتها في حيرة من أمرها بعد أن استعصى عليها ما يجب فعله إزاء أخيها المريض مع العلم أنّ إعادته إلى المنزل سيكونُ له تداعيّات غير محمودة على الأسرةِ، وحالته تحتاجُ إلى عناية طبّية ومُلازمة العلاج. "لا يُعقل أن يتم طرده من المستشفى، وما كان هدفُ العمليّة في البداية سوى تخليص المرضى النفسانيين من معاناتهم" تورد السيّدة.

وكشفت أنها قامتْ بالاتّصال بعد ذلك مرارًا بالمستشفى لكن دون مجيب قائلةً :" ربطتُ الاتصال بالمستشفى لاستكناه الأمر، لكن الهاتف ظلّ يرنّ دون ردّ، وهذا ما زاد من قلقي إزاء مصير أخي" قبل أن تختمَ :" سأكونُ مضطرّة إلى التوجّه في غضون الأيام القادمة إلى السّفر إلى المستشفى لاستجلاء الأمر، لكن ما لا أفهمه هو كيف يمكنني التصرّف مع هذا المأزق، وكيف أعرف أولا وأخيرا عما إذا كان القرار يشمل حالة أخي فقط أم هناك حالات أخرى."

وكان وزير الصحّة، الحسين الوردي، قدْ آل على نفسه بشنّ حرب ضروسٍ على ضريح بويا عمر الكائن في قلعة السراغنة، لتخليص المرضى النفسانيّين المحتجزين في غرفٍ تابعة للضّريح ضمن عمليّة "كرامة" التي أطلقتها وزارته، وسبق وأن صرّح الوزير تحت قبّة البرلمان أن هذه العمليّة "ليستْ حلّا ترقيعًا، وإنما عمل جدّي يستلزمُ تضافر الجهود لإنجاحه."

ونفى الوزير في سياق حديثه السّابق أن العمليّة لا علاقة لها بحملة انتخابيّة سابقة لأوانها، وإنّما هو عمل يروم إصلاح مشكل صحيّ كغيره من المشاكل الأخرى، غير مستنكر ما تعانيه المستشفيات من اكتظاظٍ في المغرب.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح