المزيد من الأخبار






محمد بوزكو يكتب عن حريق غرورغو.. النيران تلفح... فأين ماء زمزم ؟


محمد بوزكو يكتب عن حريق غرورغو.. النيران تلفح... فأين ماء زمزم ؟
بقلم: محمد بوزكو

الماء في مقابل النار...
الماء عدو النار...
فأين الماء... والنار فينا تشتعل؟
في مارتشيكا ماء لكنه بعيد...
وفي بئر زمزم ماء ولكنه أبعد...
فاللهم قربنا من مارتشيكا وأقرب لنا ماء زمزم...

صيف حار يطيب على نار... الدجاجات تنقنق وتعزف سمفونية القر... والسحليات تتكسل فوق كل جدار...
بنكيران وبالرغم من بكائه الدائم من التحكم إلا أنه طار بالفرحة طار... ألهب النار في الأسعار، ورفع عن صندوق التقاعد العار... والحكومة وهي في احتضار أصدرت القرار... سنشعل النار... وسنلهي البشار... ونعقد اللقاء الاستثناء لنمرر تحت الدف القانون التنظيمي للأمازيغية وبعدها مرحى بالموت... ولا أدري أين كان هذا التحكم وهو يفعل فينا كل هذا !

فاشتعلت النار... ولهى البشار...

أصبحت غابة كَوروكَو أكبر محطة لإنتاج الفحم الخشبي... ليتحول الناظور لصاونا كبيرة... داخ الجميع... العامل طلع للجبل ولا حيلة في اليد... الوالي حضر وأمر لكن النيران لا تأتمر... ورئيس المجلس البليدي يمسك أنبوبة تتنسس بالماء كأنها أصابها الزكام وبالكاد تبلل نفسها فيما هو يريد، عن نية أو جهل، أن يطفئ بها السنة النيران ليخرس السنة الناس... ماذا ماء زمزم ! من جبد حس ماء زمزم؟ !

هناك من يقول والعياذ بالله أن الأنبوب الذي كان يمسكه رئيسنا مربوط مباشرة ببئر زمزم وأن الماء الذي يسيل منه هو ماء زمزم بعينه، وشحمه ولحمه... وبأن له مفعول مدهش في جز ألسنة النيران في لحظات وبقطرات... آه كم أنتم لا تحشمون ! وتفترون !

وهناك من زاد وقال بأننا في الناظور شاء الله أن يدخلنا جهنم خالدين قبل الموت... وذلك عقابا لنا في الدنيا قبل الآخرة... لأسباب عدة... أولها أن النفاق بلغ فينا ذروته، وأن سرقة ونهب خيرات المدينة قد استشرى لحد أن الإقليم أصبح هيكلا عظميا غير مهيكل... وأن الحشيش والتهريب والهجرة السرية أضحت من كبائر هذه البقعة الأرضية... ثم أن الناس كانت تصلي في رمضان بنهم وإسهال وسرعان ما تخلت عنها مع بزوغ هلال العيد وأصيبت بالقبض الإيماني وهي تظن بذلك أنها ستدوخ سبحانه وتعالى... أضف إلى ذلك أن الطبقة المسماة مثقفة، من محامين ودكاترة وأساتذة وموظفين ساميين ومنخفضين، قد تخلت عن مهماتها ودخلت سوقها لتأكل وتشرب وتنام وتشتري البقع والسيارات في إطار صيرورة غير متناهية من الأنانية وحب الذات... أضف لهذا كله طغيان اللامبالاة وانعدام الثقة والشعور بالاستئساد الذاتي لدى كل فرد...
في مجتمع مثل هذا ما عسى الله أن يفعل غير أن يلفحه بألسنة نارية تذكره بحر النار وعسير جهنم... !

وهناك آخرون يقولون أننا لا نستحق سوى هذا... نستحق بنكيران كما نستحق حوليش... هاد الشي اللي عطا الله... وأننا شعب يختبئ، يخاف ولا يحشم، وينافق ويراوغ، وبالتالي فهذا ما في الطاجين... فما علينا سوى أن نصبر للنيران، أن نستنجد بالاسبان، ونقبل أن يتصور مسؤولينا مع لهيب النيران... !

أخاف علينا من الصورة والسيلفيات التي تأتينا من مكة والمدينة المنورة، أخاف علينا من الدعاء الذي يرفعونه هناك علينا ومن أجلهم... أخاف على ماء زمزم أن يصير وسيلة لإطفاء النيران... واستمالة الأصوات... أخاف من الإيمان المرسل عبر الواتساب ومن اللحية التي تسترزق الجيمات في الفايسبوك...
وأخاف أن تكون نيران كَوروكَو إنما اشتعلت بفعل ذلك كله...

أخاف من جلسات البرلمان الاستثنائية... و أخاف على الأمازيغية من القانون الذي يصدر عند الاحتضار... أخاف من الذين يستعدون للموت كي لا تحيى أنت...

ولا أخاف من النار لأنها تعرف متى تلتهب وأين تلتهب وفي من تلتهب... وفي من ستلتهب.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح