المزيد من الأخبار






محمد بوتخريط يكتب.. صراخ.. صرختم به ذات صراخ في دورة صارخة؟


محمد بوتخريط يكتب.. صراخ.. صرختم به ذات صراخ في دورة صارخة؟
محمد بوتخريط


(على هامش أشغال الدورة العادية لشهر فبراير لمجلس الجماعة الحضرية للناظور.)

يملأنا الصراخُ ويملأ حياتنا ..
في حديثنا صراخ ...في نقاشاتنا صراخ بل واصبح اليوم كذلك في اجتماعاتنا صراخ ...
فلسنا نعرف غير الصراخ .. نحن كائنات صارخة!
لكننا لا نريد ان نربي أولادنا على نفس الصراخ ، فيعتادون على الصراخ، ولا شيء غير الصراخ، كما نحن حياتنا صراخ في صراخ.

حين كتبت ذات مساء رسالة الى مسؤول في المدينة.. لم أكتب له كلاماً لا يُشبهُ الكلامْ..اوأخترعت لغةً له وحده.. فصّلتها على مقاييس جسده اوعلى مزاج "معارضيه" ..
لم نوجه له كلاما نابيا .. ولم نصرخ في وجهه...كما يفعل الان هو و"معارضيه" .


هي أشغال دورة عادية لشهر عادي و لمجلس جماعة حضرية عادي..في مدينة عادية مثل كل مدن بلادي.
لكن ماشهده من صراخ هو الغيرالعادي..الامر الذي اثار الكثير من الجدل والكثير من الغضب..والكثير من الصراخ.
أخطأتَ ذات مرة..وأخرى.. فلم نغضب ولم نصرخ ولم نسأل حتى عن لماذا تخطئون في حقنا..
لا تقل لنا ..ان ذاك الكلام لم يكن موجها لنا وأنه فقط موجها "للمعارضة" في شخص السيدة ليلى.. فالسيدة ليلى سيدي الرئيس هي الاخرى غنت و تغني على ليلاك...لكلاكما ليل لا قمر ولا نجوم بل ولا نقطة ضوء فيه!!


كلام يمسنا لانك "تمثلنا"...كلام جرحنا لان ذوينا وأطفالنا سمعوا كيف "الرئيس" يتحدث..يصرخ ..يثور..ويطلق كلاما لانريد لهم أن يسمعوه..حتى لا يتعلموه..
اليوم...ولانكم مستمرون في الخطأ..لابد أن نعيد الرسالة من جديد.
صحيح كلنا نخطأ ..لكل أخطائه...كلنا خطائون.. وخير الخطائون التوابون..بل واحيانا علينا ان نخطأ حتى نتعلم دروسا من أخطائنا، لكن هذا إن كنا غير مشغولين بإنكار وقوعنا في هذه الأخطاء. !!! فالاشياء الصحيحة والاعمال الناجحة لن تلحق بك الا حين تتوقف عن مطاردة الأشياء الخطأ في حياة..مضت .


تجرد قليلا من ذاتك وانظر الى حاضر ومستقبل المدينة ..والى انتظارات الساكنة .. وإن عاملك أحد بشكل سيء، "كن كما أنت ولا تتغير. لا تدع المرارة التي يشعر بها الآخر تستفزك وتغير ما أنت عليه.
لا نريد ان نعيد نفس الكلام ونفس الصراخ .. فنحن فقط من له الحق ان يصرخ حين تخطئون في حقنا وفي حق

المدينة...ونحن نعلم جيدا كيف نصرخ ودون ان نجرح أحدا!!


صحيح أننا أحيانا يبلغ فينا الضجر حداً نفقد معه الرغبة في الكلام ..والصراخ المباح.. بل وفي كل شيء ... ولكن حين نرى المدينة وقد تعبت من حمل أوجاعها .. وضاقت من طول حرمانها. !! نصرخ عاليا في وجه كل من تسلم مواقع المسؤولية فيها.. وكل من رفعوا الشعارات والدعايات واوهمونا باننا قادمون في مدينتنا على مستقبل واعد وحياة افضل لنا ولاجيالنا القادمة .. نصرخ في وجه كل من باع واشترى وتاجر بشعارات الشفافية والنزاهة.. والعمل لمصلحة المدينة..كما في وجه كل من تراشق بكلمات ليست منا كما "سارباخي" التي غطت على أشغال الدورة العادية لمجلس "جماعتنا الحضرية".
علا صوتك مستخدمًا كلمات نابية..عبر لغة فظة وألفاظ نابية و تلميحات من مشتقات ذات الألفاظ.. على وزن ""سارباخي"".. "وِخافي تاك باربو".
نحن كذلك نحتجّ على الأوضاع المتردية بالصراخ نهتف بالصراخ،
لكن ليس كصراخكم ...ولا كلمات صراخنا كالفاظ صراخكم.
نصرخ مثلا في وجهكم :""كيف السبيل اليوم لإنقاذ مدينة باتت من كثرة الصراخ والآلام ركاماً لا حياة فيها..؟"


فانا هنا لا اختصرك ولا اختصرك من يسمون أنفسسهم "معارضة"..ولا اقلل من قيمتكما ولا اقيم عرس موت -سابق لاوانه- على شرفكما ..ولكن دعونا فقط و للمرة الاخيرة ان نكون جزء من قراراتكم ..
جميل ان يكون لنا فائض ميزانية ..وجميل ان يكون النقاش حول برمجته..وحول تخصيص مبالغ لبناء مسابح او مراكز إيواء ، اومراكز علاج .. او ما شابه هذا وذلك. لكن ، فقط دعو مشاكلكم وحساباتكم الشخصية جانباً ولا تسمحو لمزاجيتكم بتسيير مثل هذه الامور...
إنتظارات اهل المدينة التي انتم من أبنائها هي اولى بالمتابعة الجادة والمسئولة .
فلا تصرخوا مرة اخرى.
لماذا تصرخون...؟
صرختم وانتم تتهيئون للجمع ؟ وصرختم خلال الجمع ؟ و صرختم حينما أوشكتم على نهاية الجمع؟
ولماذا صرختم أصلا كثيرا في هذا الجمع عفوا في هذا الصراخ الذي صرختم به ذات صراخ في يوم صارخ في جمع صارخ في دورة صارخة؟
عفوا...لا تحاولوا الإجابة، فلتبقوا سيدي الرئيس والسيدة ليلى صامتين فحياتنا لا تحتاج مزيدا من... الصراخ!!


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح