المزيد من الأخبار






قراءة في أبعاد وتدعيات احتقار ميسي للعرب والمسلمين


قراءة في أبعاد وتدعيات احتقار ميسي للعرب والمسلمين
مصطفى تلاندين

يقول الشاعر العربي القديم:

من يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ---- ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ

ينطبق هذا البيت الشعري على كثير من شعوبنا العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج. استحضرت هذا البيت وأعجبني كثيرا لما يحمله من معاني مفيدة ودلالات عميقة وأبعاد رائعة وذلك في سياق الهجوم الكبير والاستفزاز الخطير الذي شنه اللاعب الدولي المعروف ميسي لا عب فريق بارشيلونا . وقد أصبت بصدمة كبيرة وخيبة أمل خطيرة ليس بسبب هذا التصريح العنصري الصهيوني في حد ذاته وإنما لما تبعه من ردود أفعال اختلفت ما بين منتقد لهذه التصريحات العنصرية، ومدافع عن هذا اللاعب نافيا عنه ما تداولته عنه وسائل الإعلام من أقوال وتصريحات يتبرأ فيها من حبه للعرب والمسلمين معتبرا في الوقت نفسه أن تشجيعهم له لا يشرفه بالمطلق.

نعم أيها الإخوة الأفاضل فنحن حينما أصابنا الهوان بعد تخلينا عن ديننا وعقيدتنا ومبادئنا وثقافتنا وشخصيتنا وهرعنا إلى تقليد الأراذل والأسافل من الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات والفنانين والفنانات والرياضيين والرياضيات من أبنا اليهود والنصارى حتى أصبحنا في مؤخرة الأمم بمعنى القدحي لهذه الكلمة. بعد أن تخلينا عن كل مقومات وجودنا وهويتنا كعرب وأمازيغ ومسلمين فقدنا شخصيتنا وهبطنا إلى أسفل سافلين وإلى الحضيض وأصبحنا نحن العبيد بعد أن كنا أسياد العالم حينما كنا نطبق تعاليم ديننا ونؤثر في الناس ونقودهم إلى البر والنجاح فجأة هوينا إلى الدرك الأسفل من النار وأصبحنا بدون هوية ولا شخصية حينما رضينا بعبادة آلهة أخرى مع الله وترك الفرائض والواجبات الدينية وهذه الآلهة المتعددة التي عبدها المسلمون في هذا العصر والزمن الرديء متعددة: منها المال، الأفلام، الأنترنيت، الفيسبوك، التلفزة، المسلسلات، السياسة ، الانتخابات، الدومينو، الشطرنج... وهلما جرا.
ولعل أكبر صنم يعبده ملايين العرب من المحيط إلى الخليج في هذا العصر هو صنم فريقي البارصا وريال مدريد. غير أنه حصل ما لم يكن في الحسبان ونزلت عقوبة الله بهؤلاء العصاة الذين ضلوا ضلالا مبينا لأنهم استبدلوا حب القرآن وحب الصلاة وحب الله ورسوله بحب الغناء والموسيقى والأفلام والمسلسلات والرياضة. ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل أيها القراء الأعزاء حينما قال في محكم تنزيله العزيز: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " . إذن الجزء الأول من نبوءة هذه الآية قد تحقق في الدنيا في وقتنا الحالي وهو هذا الجيل الضائع التائه من الشباب والشيوخ الذين يسمعون نداء الله أكبر حيا على الصلاة فلا يجيبون النداء ولا يقومون إلى أداء الفريضة لأنهم يعبدون الرياضة من دون الله وفيها يجدون راحتهم أكثر من الصلاة والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما الجزء الثاني من هذه الآية فهو عبارة عن تهديد ووعيد لكل هاؤلاء الذين يستبدلون حب الصلاة بحب شهواتهم المريضة من رياضة وأفلام ووو. وقد توعدتهم هذه الآية بمصير مرعب يوم القيامة يكون مستقرا لهم وهو غيا، قال العلماء واد في جهنم. وقال تعالى في أية أخرى " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ". وهذا فيه نص صريح بشكاية النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل إعراض أمته عن قراءة القرآن وحفظه والاستماع بتلاوته لأنهم لم يرتكبوا هذه الجريمة الكبرى والكبيرة العظمى التي هي هجر القرآن إلا بعد أن استبدلوه بشهواتهم المريضة وميولاتهم الفاجرة وما أكثرها وفي مقدمتها الغرام بالرياضة وعشق صور فساقها وفجارها من اللاعبين الكفار اليهود والنصارى والتعلق بهم ومحبتهم والحب فيهم والبغض فيهم مع أن تعالى قد نهانا نهيا صريحا عن محبة الكفار والتعلق بهم وعشقهم وموالاتهم في قوله تعالى " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ".

وهنا أفتح سؤالا وجيها وقويا قائلا: ماذا يفعل اسم قطر هذه الدولة العربية المسلمة في قميص هذا اللاعب الصهيوني ميسي وزملائه من فريق بارسا. إذا كانت دولة قطر قد أغدقت أموالا طائلة على هذا الفريق فإنه سيكون قد وجه إليها طعنة قوية حينما تبرأ منها ومن تشجيعها لفريق بارسا بهذا التصريح العنصري الذي صدر من ميسي. ثم ألم يكن من الأجدى أن تذهب هذه الأموال إلى الآلاف والملايين من الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الجوع والحصار والقتل والتشريد والإرهاب الصهيوني الظالم بدل أن تذهب إلى هذا الفريق الكافر الذي وجه هذه الأموال لمساعدة العدو الصهيوني حينما تبرع ميسي لليهود أثناء زيارته لإسرائيل نكاية في العرب والمسلمين وشماتة بهم وإذلالا لهم.
وأعود إلينا نحن المغاربة فأقول: إذا كان ما لحظته شخصيا من ردود أفعال على هذه التعليقات العنصرية البغيضة والحاقدة والمرفوضة التي صرح بها اللاعب ميسي، كان أغلبها ردود أفعال جيدة وسليمة تستنكر هذا الفعل الخسيس واللئيم الذي هو أبعد ما يكون عن أخلاق الرياضة والرياضيين وهو ما جعلني استنتج أن في المغرب من لا يزال على الفطرة السليمة والطبيعة النقية التي ترفض الذل والهوان وتعتز بكرامتها وشرفها. لكن في مقابل ذلك لاحظت مجموعة من التعليقات السلبية التي صدرت عن مجموعة من المغاربة ذكورا وإناثا ولو أنها فئة قليلة ولله الحمد نرجو الله أن يهديها إلى سواء السبيل ويزيل عنها هذا العشق المجنون والغرام الأعمى الذي وقعت فيه إزاء فريق البارسا حيث لم يتوان بعض المعلقين والمعلقات في محاولة طمس الحقيقة والدفاع عن هذا اللاعب ميسي متهمين الإعلام بالكذب والتزوير والتلفيق مجددين عهد حبهم وتعلقهم بهذا الفريق الأسطوري الذي أوصلوه إلى حد العبادة فجعلوا منه صنما يعبد من دون الله. لهاؤلاء أقول إذا كان ما ذكره الإعلام الأجنبي وليس المغربي خاطئا فإن الشهادة قد أتت من عند جريدة إسبانية فشهد شاهد من أهلها. ثم أقوال أيضا إذا كانت العبارات والمقال خاطئا فهناك دليل آخر أقوى منه وهو الصورة التي يظهر فيها هذا اللاعب بجانب المصلين اليهود عند حائط المبكى. فهل هذه الصورة أيضا كاذبة ومزورة وملفقة؟ أم هو الحب الأعمى لهذا اللاعب ولفريقه هو الذي طمس بصائركم وأعماها عن رؤية الحقيقة؟ في انتظار جوابكم المحترم أرجو الهداية للجميع قبل فوات الأوان واختم بقوله تعالى " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" والله المستعان ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح