المزيد من الأخبار






فيديو كليب "ابريذ ن تركيا" : رحلة الموت ما بين النزيفين


فيديو كليب "ابريذ ن تركيا" : رحلة الموت ما بين النزيفين
هولندا : محمد بوتخريط

في مبادرة فنية جميلة تم إخراج أحد أهم الأعمال الفنية الهادفة بأيد امازيغية ريفية خالصة وهو عبارة عن "فيديو كليب" لأغنية " ابريذ ن تركيا " (الطريق الى تركيا) او (طريق تركيا) لمخرجه الفنان محمد كمال المخلوفي ( بوزيان) ، و من تصوير الرائع جواد بوشرطة، بمشاركة أيوب الصاخي وأمين أجيو. يحكي قصة واقعية لمأساة / رحلة الموت الى تركيا .

و... تستمر فصول المأساة التي يعيشها المئات من شباب أبناء الريف..
شباب على متن زوارق مطاطية ، وسط امواج البحر...شباب من الريف ، اختاروا الهجرة إلى ما يعتبرونه "الفردوس" الأوروبي..لا يرون في الجهة المقابلة من المأساة غير حدود فاصلة بينهم وبين "الحياة" يلهثون باتجاهها لعلها توصلهم إلى حياة افضل !!
يُقدِمون على تعريض حياتهم لكل أنواع الخطر في محاولات يائسة للوصول إلى بر الأمان ... يركبون "قوارب الموت" .. يتسلقون الأسلاك الشائكة...بعد ان باعوا قوتهم وقوت اطفالهم بابخس الاسعار من اجل المغامرة.. هربا من ارض يقولون عنها انها لم تحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم ولم تعطيهم استحقاقاتهم.

ولا يمكن بأي حال تجاهل هؤلاء "الضحايا" فخلف كل الصور المؤثرة التي تنقل محاولاتهم ، قصص شخصية مفعمة بالمآسي بل وبالشفقة احيانا .
وكان لهذه القصص طريقها الخاص لدى الفنان محمد كمال المخلوفي ( بوزيان) عبْر عمل فني عبارة عن شريط فيديو كليب يحكي بعضا من واقع هذه المأساة.

ما يحكيه لنا مخرج الشريط عبر أغنية للفنان جوهان نوري ليس فقط مغامرة مأساوية..انها الكارثة وأمرها متروك لنا جميعا..
هكذا كالبداهة والمكاشفة والوضوح يسجل المخرج بوزيان موقفه ،مع مجموعة من الفنانين من أبناء الريف لينتج لنا بها ثماراً لا تزهر في معاناة أهل ريفنا العزيز الا نادرا...هو عمل يٌحسب له كبداياته كمخرج.. يكشف موقفا مسؤولاً، او بمعنى آخر، مرحلة جديدة في مسيرة الانتاجات الريفية.

شريط جاء تضامنا مع كل ضحايا الهجرة ، وتاكيدا على ان الفنان ومن خلال فنه يستطيع نقل صورالمعاناة لشعب مقهور مظلوم أو حدث مؤثر.
هو ذا، بالفعل،الفن الذي نتعطش اليه.. نقل معاناتنا.. وهو من أهم ركائز بنية تركيبة شخصية الفنان الحقيقي بل هو كواجب إنساني وأخلاقي قبل أي شي آخر.
قد لا يستطيع المرء ان ينادي ويأمر كل الشباب في الريف الا يسافروا ويتركوا ارضهم، لكن بمثل هذه الاعمال لا يبتعد اصحابها كثيرا عن الهدف ... نداء عبر اعمال فنية هادفة لهؤلاء الشباب أن يستمروا بالحياة و يحافظوا على كرامتهم و انسانيتهم .

في المحصلة النهائية (وانا هنا لست بصدد تقييم العمل من الناحية الفنية ولا تقييم الاغنية ) أجد أن العمل جميل جدا رغم بعض الهفوات وقد يستطيع ان يحجز له مكانا بين الاعمال الريفية الخالدة .
ولا مجال هنا للحديث عن تواضع أو تألق ذاك الممثل او تلك الممثلة ما يجب أن نأكده أن الجميع ذاب في عالم واحد ، عالم المأساة. فكانت الصورة الطاغية والمميزة لهم هو التألق والإبداع لسبب أن النص كان من القوة بحيث لم يترك لنا وقتا ولا مجالا لتتبع التقني في الشريط او أشياء أخرى وبالذات أداء الممثلين

أملنا أن يكون الفيديو الكليب الذي أخرجه بوزيان لأغنية " ابريذ ن تركيا " هو العمل الفني الذي سيصنع مجد بوزيان كمخرج ، ويجعله بالتالي قادرا أن يصبح رغم تجربته القصيرة في الاخراج ـمخرجا يتطلع نجوم الغناء في الريف ليخرِج لهم أغانيهم ..وبداية جديدة لصناعة درامية أمازيغية ريفية نظيفة وهادفة نريد أن نؤسس لها.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح