المزيد من الأخبار






في ندوة دولية بمكناس.. المفكر "بودهن": الدارجة المغربية أمازيغية، الباحث "فرحاض": الريف أُقصيَ من اللغة المُمعيرة


في ندوة دولية بمكناس.. المفكر "بودهن": الدارجة المغربية أمازيغية، الباحث "فرحاض": الريف أُقصيَ من اللغة المُمعيرة
المفكر محمد بودهن: الدارجة المغربية أمازيغية وليست إطلاقا عربية.. الباحث الحسين فرحاض: هكذا تمّ إقصاء فرع الريف من اللغة الأمازيغية المُمعيَرة

بدر أعراب من مكناس

أطر باحثون وأكاديميون من مختلف جنسيات العالم، أمازيغ وعرب وأجانب، نهار أمس السبت 14 يناير الجاري، أشغال ندوة دولية كبرى تمحورت إشكاليتها المركزية حول "الهوية والذاكرة ومسارات الاعتراف"، بقاعة أنشطة فندق مصنف وسط مدينة مكناس، كنشاط محوري ضمن برنامج الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للسنة الأمازيغية المقامة فعالياتها بالعاصمة الإسماعيلية طيلة ثلاثة أيام متواصلة.

وشارك في تأطير اللقاء الفكري ذات الإشعاع الدولي، إلى جانب كبار الباحثين الوافدين من مختلف الأقطار بأوروبا وأمريكا وأفريقيا، النخبة الأمازيغية ومنها بخاصة الريفية ممثلةً في شخص المفكر المعروف محمد بودهن، والباحث الأكاديمي الحسين فرحاض، فضلا عن وجوه ريفية واكبت أطوار الملتقى الفكري كالفنان الموسيقي والمنتج ماسين أكسيل والمخرج السينمائي طارق الإدريسي، إضافة إلى آخرين.


المفكر محمد بودهن

وارتكزت مداخلة المفكر الريفي محمد بودهن، في سياق تناوله المسألة الأمازيغية، على إبراز كون العامية اللغوية المنطوقة باللسان المغربي، أو ما يصطلح عليه بـ"الدارجة"، لغة محض أمازيغية في لبُوسٍ عربية، مبيّناً كيف أن العامية المغربية تُنطق بكلمات ومفردات عربية لكنها تنبني على أساليب وتراكيب أمازيغية صرفة.

واعتمد بودهن في طرحه على منهج ما يمكن إجماله في تفكيك بنيوية تراكيب تعابير الدارجة المغربية وأساليبها اللغوية، معطيا بذلك أمثلة بعبارات عامية من قبيل "عندك تنسى، قتل رأسه، قبض الطريق، غير شافني هرب.."، موضحا أن تعابير الدارجة في مقياس الفصحى السليمة المبنية على القواعد المتعارف عليها، غير ذي معنًى إطلاقاً، مفضياً في الأخير إلى كون الدارجة هي في الأصل لجهة اِغترفت من منهل اللسان واللغة الأمازيغييْن، وليست لهجة مشتقة من نظيرتها العربية كما هو شائع.

وتساءل محمد بودهن "لماذا أبدع الأمازيغ اللهجة الدارجة المبنية على تراكيب لغتهم الأم؟"، قبل أن يجيب بأن اعتقاد الإنسان الأمازيغي بارتهان اكتمال إسلامه بإجادة لغة القرآن من أجل فهمها، ما دعاه إلى إبتكار هذه اللهجة، معتبرا أن عدم استعمال الإنسان الأمازيغي للغة العربية الحقيقية والاستعاضة عنها بإبداع اللهجة الدارجة التي تعد أقل مكانة عنها، يعود بالأساس إلى افتقاد اللعربية وظيفتها الشفوية في التخاطب اليومي.


الباحث الحسين فرحاض

ومن جهته تطرق الباحث الريفي الحسين فرحاض بصفته أستاذ التعليم العالي بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، في مداخلته حول معطى غياب "الأمازيغية" في المنظومة التعليمية، إلى مشاكل تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية، إذ أجمل أبرزها في الخصاص في أساتذة التخصص، وعدم إيلائها المكانة اللائقة بها في المدرسة، وتكليف أساتذة معربين بمهمة تدرسيها، معتبراً إياها معطًى يدّل على كون الوزارة الوصية تراجعت عن التكوين المستمر للأمازيغية لفائدة الأساتذة، مشيرا في الوقت نفسه إلى عدم تخصيص أي كتاب للأمازيغية في برنامج مليون محفظة.

وبيّن الباحث فرحاض أن تدريس الأمازيغية وإيلائها المكانة اللائقة بها، ضرورة يفرضها الدستور المغربي لـ2011، ذاكراً منه ما نصت عليه المادة الخامسة التي تضع اللغتان العربية والأمازيغية على قدم المساواة، قائلا على الدولة المغربية بذل جهد أكثر من أجل العناية بالأمازيغية فيما يتعلق بالشق التعليمي.

واسترسل فرحاض أن فرع الريف هو الأقل من ناحية المعجم الممعير للأمازيغية، وفق ما هو ملاحظ من خلال إحصائيات دقيقة للنصوص الممعيرة للمستوى الرابع ابتدائي، ما يضر كذلك بتدريس الأمازيغية وهجرها من لدن الأساتذة لأنهم لا يفهمون النصوص الممعيرة، يردف المتحدث.

وأكد الباحث على أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يتحمل كامل المسؤولية في معيرة الأمازيغية وإقصاء فرع تاريفيت من اللغة الممعيرة، وبالتالي _ يضيف _ قد أمست الضرورة ملحة إلى إعادة النظر في معيرة الأمازيغية وتوحيدها وإيلائها اهتماما أكثر سعيا وراء جعلها المادة الحيوية وحلّ مشاكلها.
















































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح