المزيد من الأخبار






عن واقع التعليم بالعالم القروي.. مدرسة أجدير بتمسمان نموذجا


عن واقع التعليم بالعالم القروي.. مدرسة أجدير بتمسمان نموذجا
عزيز أفقير*

لا يـكـاد الناظر لواقـع التعليـم بالمغرب أن يغفـل عن المعاناة التي تحيط بالمدارس والمدرس في العالـم القـروي، فالتمــدرس في تلك المناطق وإن كان جزءًا من أزمة كبيرة مستعصية يعانيها التعليم المغربي، فإنه يبقى من أكثر الموضوعات أهمية بالنظر لحجم التحديات التي لازمت المدرسة المغربية وستصاحبها مستقبلًا في ظل غياب إرادة تنهض بالتعليم من منظور شامل وتعالج اختلالاته من خلال معالجة الأسباب المنتجة لها.

هي فقط إطلالة لا غير لعلها تشفي غليل قلوب ساكنة دوار أجدير، بعدما استنكرت بقوة في الكثير من المناسبات الوضعية المـزرية التي تعيشها المدرسة الابتدائية الواقعة بدوار أجديـــر التابعة لمجموعة مدارس تمسمان جماعة تمسمان إقليم الدريوش وتساءلوا عن مآل ومستقبل أبنائهم في ظل الأوضاع التي تعيشها المدرسة الابتدائية التي خرجت جيلا أصبح يتبوأ مناصب هامة في الإدارات والمؤسسات المغربية.

وقد شهد شاهد من أهلها على بقاء المدرسة الابتدائية على حالها منذ تشييدها في السبعينات من القرن الماضي، فكانت عبارة عن حجرات متـقاربة من البناء المفكك المهــترئ دون سور، أو حارس، أو مراحيض، أما الحديث عن بقية الــمـرافق الضرورية لإنجاز مهام التدريس كما يجب، فذلك يعتبر تــرفا لا معنى له في عقول البعض، إذ لا يمكن الحديث عن ملعب (أو ملاعب الرياضة)، أو عن قاعة متعددة الوسائط تتضمن مكتبة وقاعة للإعلاميات، تنجز بها أو تساعد على إنـجاز الأنشطة ذات الطابع الجماعي مثل العروض الثقافية والفنية، أما ربطها بشبكة الانــتـرنيت فنعتقد أن ذلك من سابع المستحيلات حتى في مستقبل منظور... بيـــد أن المدرسة المركزية بها حد أدنى من المتطلبات لكونها محاذية للطـريق الـرئيسي لحسن حظها حيث يحرص المسؤول على العناية بها حتى تعطي انطباعا مقبولا لعابــري الطريـق ربما !! أما الفرعيات التعليمية المتواجدة بأعماق البادية فهي في وضعية لا تحسد عليها.

ومن واجهة منظور أعمق، فإن قساوة المناخ وتضاريس بلدتنا الحبيبة لم تكن يــوماً في حسبان مخططي ومنفذي برامج تعميم التعليم، هذه الحجرات الدراسية التي بنيت على عجل غير معدة لتحمل البرد شتاء أو الحر صيفا أو حتى معدلات الرطوبة التي تأكل وتعفـن الالواح الخشبية.

إذ يتحول القسم إلى ثلاجة تُجمد أنامل المتمدرسين وتجعل إخراج الأيدي أو مسك الأقلام قضية حياة أو موت. وتحول وضع الأقدام على أرضية القسم الحجري كصعقها بالتيار الكهربائي من شدة البرد القارس.

أما في الصيف فتتحول الحجرة إلى فرن ساخن وعادة ما تدخل الهوام الخطيرة كالعقارب القاتلة أو الأفاعي إلى هذه الحجرات لكون وجود المدرسة في ذاك الموقع خطأ جغرافياً نتحمل تبعاته.

ولا ريب أن مسألة قضاء الحاجة من أهم الفروق بين الإنسان والحيوان، فكل إنسان لا يستطيع العيش بكرامة كاملة إن حرم ولو ليوم واحد من المرافق الصحية. ومع ذلك فإن وجود المراحيض بين جدران مدرستنا العتيقة ظل من الكماليات أو الرفاهية البعيدة وكأن تلاميذها ومعلميها روبوتات أو صخور لا حياة فيها، إذ غالبا ما يقصد التلميذ لقضاء حاجته وراء الأماكن المتوارية خلف شجيرات شامخة أو صخورا كبرى بعيدًا عن أعين الفضوليين.

هي كلمات لا غير لعلها تجد آذاناً صاغية رحيمة، إذ الواقع الكارثي للمؤسسة يدمي الدم بدل الدموع على ما آلت إليه الأوضاع في المؤسسات التعليمية بالمغرب العميق غير النافع.

وحاصل القول، أن الوضع الكارثي الذي تعيشه المدرسة الابتدائية بدوار أجديــر لا يخــرج عن سياق عام للوضع الـحـرج الذي يعـرفه التعليـم في العالـم القروي العميق، لذا نناشد كل المسؤولين عن القطاع وكل القائمين على الشأن التعليمي بالمنطقة التدخل العاجل قصد حل الوضع الكارثي أو على الأقل التخفيف من وطأته ورد الاعتبار لهذه المؤسسة في ظل السياسة التعليمية الممنهجة في الوقت الراهن وإلا فسيكون للساكنة شأن آخر ستتحمل فيه الجهات المعنية كامل مسؤوليتها.

*ناشط جمعوي



























































1.أرسلت من قبل علي قاضي الوهابي في 20/02/2017 17:35 من المحمول
وانا احمل حقيبتي لأول يوم لا يسع المقال لإعطاء حقه.
مؤلمة لما شاهدت من صور صادمة لم أكن توقعتها في ٢٠١٦ ونحن نعيش عصر السرعة والمعلومات الي تصل وتجول العالم في رمشة عين
أتمنى ان يحرك هذا المقال الضمائر الحية لعلنا ندرك ما فات
الوهابي

2.أرسلت من قبل تمسماني في 20/02/2017 18:16
صاحب التقرير ، الذي قدم نفسه بكونه ناشطا جمعويا ، ماذا قدم لهذه المدرسة كي تكون في مستوى الفضاء التعليمي الذي يريده ، بدل ان يحمل الة تصوير لتوثيق المناظر التي ازعجته ، كان من الممكن ان يحمل فكرة الى تلاميذة المؤسسة او القيام بنشاط تحسيسي للتلاميذ والسكانة كي يهتموا اكثر بفضاء مدرستهم ، وهو يعلم علم اليقين ويعترف انها بدون حارس ولا منظف ولا سور ، في انتظار ان يتحقق شيئا من كل ذلك ، ساعة من العمل الجماعي الجمعوي تكفي لانهاء الصورة المشينة التي رسمها عن المدرسة ، يعترف ليضا بان هذه المدرسة انجبت اشخاصا يتبوؤون مناصب مهمة في ادارات الدولة ، ومن هنا اسأله ماذا قدم هؤلاء للمدرسة التي انجبتهم ؟ حدثنا عن مسجد قريتك وقارنها بالمدرسة من حيث اهتمام السكان ، يُغدقون عليها بما ليست في حاجة اليه ولا تحتاج الى حارس ولا الى منظف كي تظهر بمظهر يليق بها ، الكل ينظف ويحرس بالمجان ، اما المدرسة فلا حارس لها غير ابوابها المحطة ولا منظف لها غير تلاميذاتها واساتذتها ، اما الباقي فيجعلون من فضاءها مزبلة لنفاياتهم المختلفة

3.أرسلت من قبل سعيد في 20/02/2017 22:18 من المحمول
من المؤسف جداً أن ترا هذه الصور المشنية, التي هي في الحقيقة نتاج الوضع المزري الذي ينخر العالم القروي ,وما هذه الصور إلا جزء يسير مما يعيشه أهالينا في تلك القرى, تحية خالصة لكل من يستطيع أن يوثق هذه الحقائق وبنشر الوعي والعمل
.على استنهاض الهمم

4.أرسلت من قبل سعيد في 20/02/2017 22:28 من المحمول
نعم أخي التمسماني, ممكن أن يكون لك اعتراض على صاحب المقال ولكن لماذا يخرس فمك تجاه من هم في المسؤولية, فصاحب المقال اجتهد ونقل إلى عموم القراء مشهدا وهل تستطيع أن تنكر هذا الواقع ؟لماذا الضرب تحت الحزام؟كن بناءً غير هدام

5.أرسلت من قبل محمد في 21/02/2017 12:13 من المحمول
شكرا لصاحب المقال، لقد وضعت اليد على الجرح. فعلا إنها مدرسة لا تصلح حتى لتربية المواشي.، فما بالك بتربية الناشئة. وهنا أستغل الفرصة لأقول لصاحب التعليق الذي كتب قبلي؛ لا تجعل من حبرك وصمة عار على جبينك، فأمثالك من يقطعون طريق المصلحة العامة (تمسماني(

6.أرسلت من قبل تمسماني في 22/02/2017 16:18
تحية خالصة لكل من استطاع ان يسهاهم في تجاوز او تحسين هذا الوضع الكارثي ، اما التوثيق فلم يعد حكرا على احد ولا يتطلب مجهودا اكبر من تشغيل هاتف نقال او لوحة ذكية ،...وضع التعليم في المغرب اصبح منذ زمان موضوع نقاش عام ، فكل التقارير الوطنية والدولية تشير الى وضعه الكارثي ، ولا احد يستطيع ان يُجادل في هذا ، ديكارت ، الفيلسوف الفرنسي يقول "قبل ان تُقدم على هدم منزلك لاعادة بنائه ، عليك ان تُعد مسكنا مؤقتا للاقامة فيه في انتظار انتهاء اشغال اعادة البناء" فماذا قدم المجتمع المدني للمدرسة في انتظار قيام المسؤولين بما يجب القيام به ؟ العار ، هو ان ترى ابنك او ابن بلدك يتعلم في ظروف غير ملائمة وتكتفي بالبكاء والصراخ والعويل ورفع الصوت في وجه الجميع ولا احد بالتحديد ، المدرسة موضوع النقاش لم تُبن على تلك الحالة وانما اصبحت كذلك بفعل لا مبالاة الساكنة و تطاولهاعلى حرمتها بالاضافة الى غياب تعاون الاسرة مع المدرسة فيما يخص تربية الابناء على السلوكات الايجابية اتجاه الملك العام ومن بينه المدرسة ، رغم ان مسجد القرية ، غير تابع لاحد وبدون رقيب ، فهو في ابهى حالة ، الكل يهرول الى اظهار سخاءه واهتمامه ، في حين تظل المدرسة ملاذا آمينا للمتسكعين و كل من يريد قضاء حاجاته الطبيعية او معاقرة الخمر مع الاصدقاء وعشاق سهر الليل ...اما صاحب العليق رقم 5 "محمد": فأول ما يجب ان أنبهك اليه هو احترام اداب النقاش وانتقاء الالفاظ لما يناسب مقالك ومقامك ، فأنا لا استطيع ان انجر الى لغة السوق والزنقة احتراما لنفسي وليس لك لانك لا تستحقه ...فالعار هو ان تقف موقف متفرج ولا تفعل شيئا .....

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح