المزيد من الأخبار






زاوية سيدي صالح بتمسمان: معلمة تاريخية تعاني الإهمال


زاوية سيدي صالح بتمسمان: معلمة تاريخية تعاني الإهمال
مكتب ناظورسيتي بتمسمان/توفيق بوعيشي

تعتبر زاوية "سيدي" صالح المتواجدة بتراب الجماعة القروية بني مرغنين ،قيادة تمسمان باقليم الدريوش كإحدى المعالم التاريخية المهمة بالمنطقة إلى جانب مجموعة من المواقع الأثرية الأخرى التي طالها النسيان رغم مكانتها التاريخية الضاربة في القـدم .

الزاوية تؤرخ لفترة من تاريخ المنطقة وتؤثث لمعالم هويتها الحضارية ، هذه المعلمة التي يوجد فيها ضريح صالح بن منصور مؤسس أول إمارة إسلامية بالمنطقة و هي إمارة نكور سنة 91 هجرية وصنفت ضمن الفتوحات الإسلامية الأولى، أثناء فترت حكم الوليد بن عبد الملك، حسب رواية أبي عبد الله البكري، كما أشار ابن خلدون إلى هذه المعلومة الصحيحة، وأضاف أن "سيذي صالح" هـو الذي افتتح النكور وسعيد بن إدريس بن صالح هو مؤسس إمارة النكور لاحقا... وقد عرفت هذه الزاوية منذ القدم بكونها مدرسة لتحفيظ القران الكريم، وتدريس العلوم الشرعية، كان يقصدها طلبة العلم من مختلف المناطق المغربية، والزاوية مكونة من عدة مرافق منها المسجد، و الضريح وعدة غرف جد كبيرة... ، وكان يجتمع فيـها أهالي المنطقة لقراءة القران الكريم والاستماع إلى المواعظ...لكن شتان بين القيمة العلمية والتاريخية لهذه الزاوية وبين واقع الحال اليوم حيث أضحت وهي تعيش لحظاتها الأخيرة من الاحتضار بعدما تكالب عليها الزمن و طالتها معاول الهدم والتخريب وزادت من جراحها عوامل التعرية وصمت في وجه صرخـاتها آذان المسئولين وغشيت أبصارهم .

إن الحالة المتقدمة في الازدراء التي تعيشها حاليا هذه الزاوية والتي تبين بجلاء الحيف الذي لحق هذه التحفة التاريخية حيث تجعل الزائر يقف فاغرا فاه جراء الإهمال الفاضح نتيجة انتشار الأتربة وتناثر الأحجار وتهاوي الحيطان والأسوار هنا وهناك نتيجة سنوات من الإهمال مع سبق الإصرار في التناسي من السلطات الوصية وكذا المجالس المتعاقبة والتـي لم تحمل يوما ما هم الحفاظ على التراث الحضاري والانساني للمنطقة ليعطينا نتيجة حتمية وهي طمس حقبة زمنية من الموروث الحضاري والثقافي للمنطقة .
























تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح