المزيد من الأخبار






رصد الانتخابات: حينما يُوظّف الفايسبوك كآلية من آليات بروباغندا الانتخابات الآنية لمنتخبي إقليم الناظور


رصد الانتخابات: حينما يُوظّف الفايسبوك كآلية من آليات بروباغندا الانتخابات الآنية لمنتخبي إقليم الناظور
ناظورسيتي | بدر أعراب

يبدو أن الناظور مدينة التناقضات الصعبة المسمّاة مجازاً وتجاوزاً (مدينة) بين آلاف الأقواس، طفقت تعرف بالآونة الأخيرة اِنطلاق حملة انتخابية مبكّرة قبل موعدها المحدّد اليوم، ولو أن الواقع لم يكشف ميدانياً على نحوٍ فاضح، تحركات السماسرة الجارية خلف أروقة الكواليس، وإنما تجري في صمت، دون إحداث تلك الضجّة المصحوبة للخرجات الدعائية المعهودة.

بَيْـد أنّ العالم الإفتراضي يكشف بعضاً ممّا هو متستّر، يتجلى بوضوح تحت شمس الأعين وطبعا منها حتى أعين السلطات، في المنشورات التي يعتمد فبركتها أتباع مختلف الألوان الحزبية المتطاحنة بالساحة الناظورية في ما يُشبه الحرب الباردة، عبر شتى الجدران الفايسبوكية التي تنبعث منها رائحة طبخات إنتخابية لا يستلذ طعمها أحد.

والحال أنّ معظم روّاد الـ"فايسبوك" رأوا مؤخراً على صفحات وحسابات مزيفة شتّى، وتحديداً قبل حَيْنُونَة موعد الحملة الانتخابية التي تسبق عملية الإقتراع المزمع إجراؤها يوم السابع من أكتوبر القادم، كيف لبعض السماسرة والكيانات الانتخابية، أنْ حركوا آليات البروباغندا الدعائية وقادوا حملات سابقة لآوانها مدفوعة الأجر في الغالب الأعم، لفائدة "هذا" أو "ذاك" من المنتدبين وكلاء اللوائح الحزبية.

والمدهش في الأمر كلّه، ليس حال التدوينات المدعاة للشفقة بسبب تمجيدها وتطبيلها وتزميرها للوجوه المنتظر خوضها غمار الإستحقاقات المقبلة، مع أنّ ذلك مستهجن بالمرّة لكونه مُخالفاً بصفة صريحة لا غبار عليها لترسانة القواعد المنصوص عليها قانونا في هذا الشقّ.

بل الأنكى والمثير للجدل فعلاً هو ظاهرة إستغلال الشبكة العنكبوتية ومنها على وجه أخص الموقع المليوني "فايسبوك"، وعياً من السماسرة بأهميته القصوى المتجلية في وظيفة التعبئة ودوره الفعال في التواصل مع الناخبين، إلى جانب توظيف الوسائل الكلاسيكية كالعمل الجمعوي والرياضي والطبّي والإعلامي واتخاذه قنطرة لضمان تمرير أهداف الحملة وبلوغ مقاصدها المتجلية أساساً في رصد حفنة أصوات علاوة عن الأصوات التي يتّم حصدها داخل ووسط الدوائر المذكورة.

إذ لا غُروَ في الزعم أنه بات في الناظور حصرياً اتخاذ العمل الجمعوي والرياضي والطبّي والإعلامي، فضلا عن آلية "الفايسبوك"، إحدى وسائل إجراء حملات البروباغندا في هذه المحطات الانتخابية، عقب تحويل عدد من الجمعيات والبوتقات والتنظيمات والمنابر الإعلامية والفرق الرياضية، آليات مُسخرة في يد المتاجرين بسوق الأصوات.

ولعلّ بروز دينامية على مستوى الساحة الجمعوية والفنية والرياضية أخيرا بالإقليم على مدار أشهر الصيف الفائت، كتكثيف الرحلات الترفيهية والتكتل لحضور اللقاءات الرياضية وإقامة التظاهرات الفنية وغيرها وتحيين فرص الانخراط ضمن الأشكال الإحتجاجية وتبرئة الذمم عبر التصاريح الإعلامية الموزعة عبر المنابر هنا وهناك، كلّها تأكيدات بارزة تعكس حدّة الصراع الإنتخابي الدائر رحاه بالناظور بشكل غير معلن.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح