المزيد من الأخبار






ذاكرة مرسى يكتبها سعيد دلوح لناظورسيتي: حياة البحارة .. حياة خاصة


ذاكرة مرسى يكتبها سعيد دلوح لناظورسيتي: حياة البحارة .. حياة خاصة
ناظورسيتي

في المساء ينزل البحارة الي المرسى.. في مسيرات يحملون في اياديهم الزاد والطعام.. الذي يأكلونه في الليل.. في الليل علي سطح البحر.. وبقرب الماء يشتد الجوع بالبحارة.. يلتهمون كل ما يحملونه.. في زوادتهم من اطباق السمك اللذيذة.. الفاكهة.. والحلويات.. الي غيرها من المأكولات..
عندما يصلون الي المرسى.. يغيرون ملابسهم.. المراكب التي لها شباك في البر.. يقوم بحارته بانزلها الي المراكب.. اما أولئك.. الذين ليس لهم شيئا يقومون به.. يجتمعون.. في.. '' بوبا'' مؤخرة المركب بعدما يعدون '' ابقارج'' من الشاي.. يتحلقون حوله.. ويستخرجون '' سبابسا'' من الجيوب.. وصرر من '' الطابا.. يبدأون في ملئ.. '' شقيفات'' من الكيف.. والآخرون يدخنون السجائر.. تدور كؤوس الشاي، . مع رشفات، تتفتح ذهن البحارة، يبدأون في نقاش حركة التيار.. شرقية ام غربية.. ودرجة هيجان البحر.. واين تموت الأسماك.... ليس هذه الحوارت فحسب التي تحظى باهتمام البحارة.. هناك مواضيع متعددة.. اخبار المدينة.. اخبار السوق.. السياسية، الدين،... موضوعي الدين والسياسية.. هي المواضيع التي تطغى علي نقاشات البحارة كأنهم فطموا عليها، بل تطغى حتي علي موضوع البحر.. الذي يجب ان تتصدر الأولية في اهتمام البحارة.. الجميع يفتي.. يحلل ويحرم.. وخصوصا لما بدأت الفضائيات الدينية الشرقية تغزو البيوت.. كل واحد له شيخه يأخذ عنه.. ويتحدث باسمه. قول شيخه هو الصواب دون الاخريين من الشيوخ..

عندما يصل '' الريس'' ويقفز الي المركب، هو ايذانا بالخروج الي البحر.. يأمر حارس المركب، ان يطلق الحبال..تصطف المراكب في طابور لملء الثلج عند معمل الثلج.. الذي له أنبوب طويل يتمد الي ثلاجات المراكب. ويضخونه من المعمل.. حتي تمتلئ الثلاجات... نفس الشئ يحصل عند '' بومبا'' المازوت.. اما المراكب.. التي لها الاحتياطات الثلج والوقود.. الكافية.. فإنها تطلق الحبال مباشرة... وتشد قارب..'' لوسيرو''.. الي الخلف.. من جنب.. ومن جنب اخر قارب '' كابيسرو'' الذي يبقى مربوطا عند المركب الكبير.. في رحلة جديدة.. للبحث عن السردين، او انواع أخرى من الأسماك.. البعض المراكب تتجه الي الشرق.. والأخرى الي الغرب.. حسب معرفة الريس.. بالاعماق.. ومصاييد الاسماك.... في مواسم خاصة من السنة.. يتجهون الي الأعالي البحر.. الي' 'طوفينيو'' عندما تظهر.. سمكة '' ميربا'' علي شكل.. مجموعات كبيرة.. بيضاء علي سطح الماء..

لما تصل المراكب الي المصيد، .. يبحث الريس اولا على مجموعات السمك. لان هذه المجموعات.''بلانكا'' . تصعد الي سطح البحر تودع ضوء الشمس.. اما اذا عثر على'' بلانكات'' الأسماك. اذا اطلق الشبكة في تلك اللحظة، واصطاد كمية كبيرة من الأسماك، مليئت العشرات من الصناديق.. لابد من العودة الي المرسي لافراغها.. ..اما ان لم يكن موفقا في '' تحريقة المساء '' . يكون المركب قد اطلق قارب '' لوسيرو''.. هذا القارب يملك محرك مستقل.. وله مصابيح عملاقة.. يتواجد فيه بحارين او ثلاثة.. يكونون مهاريون.. في مستوى الرايس نفسه، يجبوا ان تكون لهم تجربة في معرفة حركة التيار.. والأعماق.. ومتي تموت الأسماك.. حتى يشغلوا هذه الادوار....يشعل بحارة '' لوسيرو'' تلك المصابيح القوية، ينتظرون حتي تتجمع الاسماك حول '' القارب.. يبقى الاتصال بالريس.. طيلة هذه المدة.. يخبره.. لوسيرو عن التطورات عنده.. واين وصلت عملية تجميع الأسماك.. حتي اذا اكتملت العملية.. يطلق الريس صفارات الإنذار لافاقة البحارة الذين يكونون قد استغرقوا في النوم.. يفيقون.. يلبسون بسرعة ملابس الماء، يطلق الريس.. ليستو'' يعني اعلان بإطلاق الشبكة الي البحر... في هذه الأثناء الجميع يكون علي اهبة الاستعداد...

يتبع


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح