المزيد من الأخبار






الكاريكاتير الساخر بالناظور.. سلاح تصفية الحسابات بطريقة فنية أم "فنّ" كان لا بد للصحافة أن تنجبه؟


الكاريكاتير الساخر بالناظور.. سلاح تصفية الحسابات بطريقة فنية أم "فنّ" كان لا بد للصحافة أن تنجبه؟
بدر أعراب

برزت بالآونة الأخيرة داخل أوساط نشطاء الموقع التواصلي "فيسبوك" بخاصة المنتمين منهم إلى مدينة الناظور، ظاهرة توجيه الانتقادات للشخصيات العمومية، بواسطة فن الكاريكاتير، بشكل ملفت وغير معهود، لا سيما منه الصور الكاريكاتورية التي تستبطن نقداً لاذعا في الغالب، كما تستهدف أيضا جعل بعض المواقف المتبنية من قِبل الفاعلين السياسيين والمدنيين بالمنطقة محط سخرية كتعبيرٍ عن رأي قد يعكس في كليته رأي الشارع العام.

وحسب أحد الناظوريين المولوعين بالفنّ الذي يطلق عليه "خفيف الظل"، فإن وصف بروز الفنّ الساخر على هذه الوتيرة المتسمة بالزّخم والكثافة على جدران العالم الإفتراضي، ما جعل تصنيفها في خانة "ظاهرة"، بالنظر إلى عدم إقبال أبناء الناظور على هذا الفنّ والإهتمام به في السابق، رغم محاولات بعض المهتمين بهذا المجال أيام إنتعاش الصحافة الورقية المحلية التي كانت تسمح بظهور صور كاريكاتورية على صدر صفحاتها، ما جعل هذا الفن بالمنطقة مرتبطا بالصحف الورقية دون غيرها، إلا أنه ومنذ إندثار هذا النوع من الجرائد أمام تغوّل الصحافة الإلكترونية في المقابل، طفق يطال الرسومات الكاريكاتورية ما يشبه الإنقراض أو كانت تظهر على الأقل بشكل خجول غير لافت للنظر، إلى أن بدأت تتصدر المشهد أخيراً، يردف.

وبخصوص ما إذا كان البعض يتخذ من فن الكاريكاتير، سلاحاً من أجل توجيه ضربات تحت الحزام بالنسبة للفاعلين المستهدفين بطلقات الإنتقادات أو السخرية وفقا لما يقولوه "ضحايا" الصور الساخرة، يجيب حكيم شملال بإعتباره أحد النشطاء الناظوريين الذي يتفاعل على حائطه الشخصي على موقع الفايسبوك، مع قفشات الجنس الفني الظريف، في دردشة مع ناظورسيتي، بأن هدف الكاريكاتير في المقام الأول عند إقترانه بالصحافة أول مرة بفرنسا، كان يتمثل بالضرورة في إزالة ومحو هالة القدسية على أشخاص بعينهم من موقع وظائفهم السامية.

ويستطرد شملال الذي يعتبر أن الفن الساخر أو الكاريكاتور هو نوع من حرية التعبير ونقد حضاري بامتياز، ما دام الأمر يسقط الموظف المتعالي من علياءِ صرحه العاجي حتى لا يرقى إلى منزلة الأنبياء، فهو إذاً فنّ نبيل يُتوخى منه جعل "الراعي ورعاياه" سواسية في عهد سيادة تحكّم عقلية الإقطاع، أما عدم تقبله في أوساط معينة يفترض أنها من الشخصيات العامة بالناظور، مرده إلى أن وافدٌ جديد من الصعب التماهي معه إلى أبعد حدود منذ أول وهلة، إلاّ أنّ مثل ثقافة الكاريكاتير لا مناص من وجودها والعمل على ترسيخها كوسيلة للتعبير وعدم محاصرتها بقيود من شأنها الحدّ من حرية التعبير، مع أن المهتم بالمجال لا يليق به الإخلال بالضوابط التي تجعل الصورة الساخرة غير ماسّة بعرض المستهدف مثلاً، يختم شملال.



































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح