المزيد من الأخبار






الشرادي محمد يكتب : ملحمة المسيرة الخضراء ..46 سنة من التطور العمراني و النمو الاقتصادي و القادم جميل


بقلم : الشرادي محمد

خاطب الفقيد الراحل صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله ، شعبه الوفي يوم الخميس 16 أكتوبر 1975 ، مباشرة بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي ، ليعلن عن تنظيم ملحمة سلمية أبهرت العالم و قهرت الاستعمار الاسباني ، مسيرة خضراء سلمية لاستكمال وحدتنا الترابية، تلك المسيرة المظفرة التي قالت عنها إذاعة الجزائر في أول تعاليقها "هذه كذبة واضحة"وقالت عنها إذاعة مدريد"أضحوكة" وقالت جريدة يومية فرنسية "لايمكن لدولة في مستوى المغرب أن تنظم ما أعلن عنه الملك بدون إعداد مسبق…".
صبيحة يوم الجمعة 17 أكتوبر 1975 ، فتحت مكاتب التطوع أبوابها ،حيث انتظم أمامها مئات الآلاف من الرجال والنساء، لاحظ المراقبون أنه في عدد هائل من الحالات ، كانت عائلات بكامل أفرادها تقف في الصفوف للتسجيل والتطوع، حيث أن الملك الراحل الحسن الثاني أكرم الله مثواه، طلب فقط 350 ألف متطوعا ومتطوعة، وهذا هو العدد في الصباح فقط، قد تم تجاوزه ليبلغ في نهاية المطاف ما يفوق المليونين.
الوضعية المزرية المتاكلة ، التي كانت عليها حاضرة الصحراء المغربية العيون ، في ظل الجنرال فرانسيسكو فرانكو باهاموند ،كانت تعاني من ويلات التخلف والمجاعة، ولم تكن فيها سوى آبار من الماء الملح، وإدارة واحدة مخصصة لمندوب الحكومة،لكن بعد التحاقها بأرض الوطن،تحولت إلى ورش كبير من المشاريع التنموية الكبرى.
46 سنة من البناء و التشييد و العمران ،تم فيها تحويل مدن و أقاليم الصحراء المغربية ، من مداشر و ثكنات، إلى مدن كاملة المواصفات الدولية للعمران، وبلغت فيها شبكة الماء الصالح للشرب نسبة 100/100 ،وشبكة الإنارة العمومية نسبة 100/100،و تحولت المدن إلى عروس ترتدي أبهى حلة ،ومساحات خضراء ، وشيدت مختلف الإدارات والمصالح الخارجية، وقاعات للمؤتمرات والندوات…
46 سنة كان المغرب يصرف فيها الملايير على البناء و التشييد، و كانت الجزائر تصرف الملايير على المؤامرة التي لم تأت بنتيجة ، سوى نتيجة واحدة تتعلق بوصول الجزائر إلى عتبات خطيرة من الفقر ، وتضرر الميزانية ، والاضطرار لاستخراج مخزونات الاحتياطي من العملة نتيجة انخفاض أسعار البترول بشكل متسارع.
وهكذا سجل التاريخ من جديد في ذلك اليوم المجيد، ما يربط بين الملك وبين الشعب ، من وشائج الإخلاص والالتحام، وما يربط بينهما من قيم التضحية والوفاء، كان اليوم يوما مشهودا ، وكانت لحظة تاريخية رائعة ،تحقق فيها للملك وللشعب ، ما كان الجميع يسعى إليه ، وهو التحرير والوحدة.
كما نسجل بمداد من الفخر و الإعتزاز ، أنه مع إطلالة كل يوم جديد ، إلا و تتسع دائرة الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ومن أبرز تجليات هذا الاعتراف ، فتح عدد من الدول لقنصليات لها في مدينتي الداخلة والعيون، و الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مرسوم رئاسي يقضي بمغربية الصحراء ، و قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2602، الذي تم تبنيه يوم الجمعة 29 أكتوبر 2021 ،بأغلبية 13 صوتا وامتناع عضوين عن التصويت (روسيا وتونس)، و الذي شكل ضربة موجعة للنظام الجزائري ، على الرغم من الحملات الدعائية المغرضة التي قام بها في الأسابيع القليلة الماضية ، كل المعطيات السالفة الذكر ، تبرهن على التأييد الكبير الذي تحظى به قضيتنا الوطنية الأولى قضية الصحراء المغربية.
على العموم ، قطار المغرب السريع ، لن توقفه متلاشيات جنرالات قصر المرادية و بيادقتهم.
القافلة تسير و الكلاب تنبح..


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح