المزيد من الأخبار






الشاعر الناظوري علي أزحاف يكتب: الإغتصاب أوطوبيس


الشاعر الناظوري علي أزحاف يكتب: الإغتصاب أوطوبيس
علي أزحاف

الإغتصاب ليس حالة جنسية معزولة ...

الإغتصاب نتيجة:

نتيجة لإغتصاب التعليم بعد تعريبه وافراغه من محتواه..

إغتصاب العقل، بعد أن أصبح الفكر الظلامي والخرافي هو القاعدة العامة لأساليب التفكير اليومي..

إغتصاب الذوق الحضاري والمخيال الجماعي، بعدأن اصبحت المسلسلات التركيه والمكسيكية، هي النموذج الاعلى للمجتمع في نظر المواطن، واصبحت مبارات كرة القدم هي بؤرة الصراع التاريخي وقمته..

إغتصاب لحرية الكلمة ، والفعل، والتنقل...بعدما أصبح المواطن يسير في الشارع وهو يراقب ظله، وكأنه خائف من أن يقترف فعل الحرية في غفلة منه...

إغتصاب القدرات الفنية والإبداعية لجيل كامل من المبدعين، بعد أن اغتيلت مواهبهم من طرف أوصياء المنابر وبيوت السوء واتحادات الخنق الجماعي..

إغتصاب الذوق الفني ، بعد أن أصبح النهيق غناء، واصبح التهريج الرخيص تمثيلا واصبح التافه إعلاما ...

إغتصاب الفضاء العام للمواطن، بعد أن تحولت المدن الى غابات اسمنت، وتحولت الشوارع الى أسواق أو مزابل، وسحقت المساحات الخضراء ،،، تحولت المكتبات الى محلبات، وقاعات السينما الى عمارات إسكانية ....

الإغتصاب هو نتيجة، والكل فيه ضحية..ضحية مجتمع ينزل كل يوم الى القاع اكثر..مجتمع مشوه ، خائف، ضائع بين ما يعيشه، ما يسمعه وما يراه، ضائع بين طابوهات الدين والسياسة والعائلة...ضائع بين الممكن والكائن...

الإغتصاب، اغتصاب كرامة الإنسان في لقمة عيشه، في عمله، في بره وبحره، في حميميته المستباحة...

الإغتصاب إغتصاب الهوية، حين يجد الكائن نفسه محروما من وعي قار بذاته،بلغته،بأصوله...بتاريخه

الإغتصاب لا يمكن أن نختزله في فعل جنسي عنيف يمارسه ذكر على انثى..

الإغتصاب فعل تاريخي، يتعرض له الجميع وفق استراتيجية مدروسة تؤسس وترسخ لثقافة الاستعباد الاستبدادوالخضوع...

الإغتصاب واقع...

الإغتصاب أوطوبيس مهتريء، بدون فرامل يتقدم بنا كل يوم نحو الهاوية أكثر.....


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح