المزيد من الأخبار






الريف !!... إستمرار الحراك رهين بتحقيق المطالب


الريف !!... إستمرار الحراك رهين بتحقيق المطالب
مراد شكري

الأسباب التي تضمن إستمرار المظاهرات و الإحتجاجات بالريف بشكل خاص و المغرب بشكل عام هي تلك الشمولية من حيث المطالب، فقضية محسن فكري قضيت رأي عام مرتبطة بكرامة الإنسان و حريته كيفما كان نوعه، جنسه ، لونه، عرقه ، دينه و مستواه الإجتماعي و الثقافي(فقير -غني او مسؤول - مواطن عادي، مثقف -غير مثقف) ... فالحق في العيش الكريم و الحرية والعدالة الإجتماعية ليس فيهم حل وسط.

فنجاح الإحتجاج من عدمه رهان محلي ريفي ح إستجاب لمطالب إجتماعية تهم المناطقة التي عرفت خمولا و هدنة لمدة وجيزة إستطاعت خلالها مراجعة الذات و الوقوف على مدى قوة التظامن الذي كان يعرفه الأجداد في وقت سابق، وتجسد ذلك في المسيرات والمظاهرات السلمية التي كانت كافية لإعطاء دروس للحفاظ على ممتلاكات العام و الخاص على حد السواء و كسب تضامن وطني و دولي، مما فند كل الأكاذيب و الإدعاءات التي أشيعت على المنطقة من طرف منافقين الذين يتاجرون بالدين وبعض كتائب الأحزاب و المخابرات.

عدم تسيس الأشكال الإحتجاجية و جعلها معركة ذات صبغة إجتماعية و ليس سياسية يساعد على إستمرار الإحتجاجات بالريف وباقي مناطق المغرب ،كما أنه كشف القناع على الوجوه السياسية المعروفة بالإنتهازية أثناء الحملات الإنتخابات الجماعية والجهوية و البرلمانية،و تزكي أطروحة التيىتقول أن الهيئة المنتخبة لا تمثل الشعب بسبب مقاطعة صناديق الإقتراع، وهذا ساهم بشكل مباشر في وعي سكان المنطقة بأهمية التضامن في الإحتجاجات فتحقيقت مطالب إجتماعية بدون اللجوء إلى الإنتهازيين المنتخبيين، وأثبتت ذلك التجاريب السابقة سواء في مجال الشغل أو في الخدمات الإدارية و الصحية أو في القرارات التعسفية المجحفة في حق أبناء الريف الصادرة عن الجهات المسؤولة.

كل هذا ساهم في تلاحم أبناء المنطقة في عديد من المعارك الإجتماعية و الإنسانية و الوطنية سواء ناتجة عن الكوارث الطبيعية كالزلازل و الفيضانات أو الهجمات التي عرفتها المنطقة من طرف النظام في وقت سابق، أو مواجهة الإستعمار الإسباني و البرتغالي، وبهذا يبقى الريف مدرسة للإخلاص و الوفاء لدماء مجاهدي المنطقة، أو في تعاملات اليومية للسكان، و يبقى عبرة في التحدي و الصمود إلى غاية تحقيق المطالب الإجتماعية و السياسية و الثقافية و اللغوية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح