المزيد من الأخبار






الحرية لتاء التأنيث


الحرية لتاء التأنيث
إيمان الزكريتي

نمقت الرجل لسلطته المستبدة ونرجو منه أن يعلي من شأن المراة فيضعها في إطار منصة المعترف بهم أو العائدون من ديار المنفى ، لكن ما نجد منه الجدوى فنرجسيته تهوى حب الرجل لنفسه فقط فيتسلط على الكون برمته وما سنقول عنها الحياة هاته التي هي من نفس جنسنا فثارت علينا و زلزلت من حالنا و فرضت عقوبة النفي على كياننا إلى جزيرة الخفاء حتى لا يسمع صوت الأنثى فينتهي صداها داخل مجتمع عقيم لا يعيش فيه الا الرجال حتى وضع الوجود إكليل السلطة ذاك على رأس الرجل فأصبح سلطان كونه و إمبراطور أرضه فحتى لو افترضنا أن الرجل رضي أن يقسم المجتمع مع المسماة بالمراة فتصبح بذلك نصف المجتمع لكن هذا ما لا تهواه نفس الرجل فالمرأة أخذها أخذة عيشته الراضية بحيث يكون هو المنزل و هي الأثاث يغيره متى ما أراد ذلك أو بالأحرى يلقي به في مستودع للنفايات و انطلاقا من هذا يعتبر الرجل نغسه امبراطور في تلك المملكة ذي البوابة الذهبية يدقها فقط الرجال و تزحف من تحتها النساء يعلو منبرها بحذائه السلطوي ذاك يأمر و ينهى ملك حاشيته الرجال و جواريه النساء ينهاهن إلى ذلك المنفى الطبيعي الذي خلقت من أجله طبعا على حسب إفادته، فتخدمه و تطهو من أجله و تشقى من أجل راحته فقط داخل مخبئها ذلك المكان المخفي.

فقد كانت أو مازالت المرأة أداة يمارس عليها رغباته الحيوانية في الليل ذو الظلمة و السواد حيث لا يرى فيه و لا يسمع فيه أي شيء.فيتخذ من جسد تلك المرأة آنية يستغلها في إشباع رغباته ثم ينهض في سبيل حاله مخلفا آنية صدئة أو بالأحرى مستعملة. ثم تعلو صباحه إشراقة سلطته المستبدة فينهض بهندامه السلطوي فيبدأ يومه بفكرة إزاحة المرأة عن ساحة معركته التي يسعى من خلالها أن يمجد إسمه "الرجل" في تاريخ تحقيق المجد للعالم و أنه من دونه ما كانت للحياة سيرورة فأمسى يحرر كتبا من سلسلة الهيمنة يطغى عليها طابع الرجولة قاصدا من خلالها نصائحا خالدة و قدوة مخلدة للجيل القادم من الرجال الذين بايعتهم على الخلافة تلك المرأة المنجبة أو بمصطلح أسمى ألة الانجاب تلك فهذا فقط ما يقتصر عليه دورها الإجتماعي فحتى لو إفترضنا أن هذا الرجل إرتضى أن يتخلى عن أنفته الرجولية و رفع من مقامها في بؤرة المجتمع فوكلها مهمة جديدة ألا و هي الأعمال الشاقة التي هي من اختصاص الرجال فإذا اعترضت يقال عليها أن هي من طالبت بالمساواة بين الرجل و المرأة إذا من الواجب أيضا ان تقوم بكل شيء من اختصاص الرجال على غرار ذلك يحرمها من حقوقها الطبيعية كالدراسة بحجة أن هذا لا ينسجم مع قيم الأنوثة أو مثلا ذلك القول الشهير إتمام دراسة الفتاة يمس من شرف العائلة وهذا ما تذكره أعراف مجتمعاتنا التقليدية التي تضع للمرأة قيودا على حرياتها و حقوقها و تطبق عليها علاقة التمييز بحيث أن المرأة يكون مستقبلها الزواج أو الأنثى تستحق أن تكون في عصمة رجل فيلبسها ذاك التاج الألماسي و يحبها و يرفع من شأنها بحيث تكون زوجة له و شرفه من شرفها أي لم يعد يستغل جسدهافقط كما كان قبل حينها سيلقبها بتوأم روحه ،لكن ألن يغمرها الشك حول هذا اللقب لما لا يقول توأمي و كفى أو مثلا توأم كياني.

أو مثلا نصفي الأخر بل قال توأم روحي تلك الروح الخفية ذلك الشيء الغير الملموس المدفون في تلك المقابر (الأجساد) تلك الروح هي كل شيء بل و هي التي تحيي الجسد لكن غير معترف بها على منصة الوجود فالرجل مهما اعترف بالمرأة و أقر بكيانهادائما ما سيأخذبه إلىالوراء و يتقدم بهندامه المستبد إلى الأمام حتى تقاليد بعض الأمم تقضي ألا ينحني الرجل للمرأة ولو قليلا فشعب الهند عندما يتزوجون تقضي مراسم زفافهم أن يلبس الزوج زوجته إكليلا من الورد فإذا بها تنحني كي يلبسها إياها لكن حينما يحين دوره يتذكر سلطويته فيتعالى عن ذلك ولا يرضى بالانحناء زاعما أنه إذا انحنى للعروس لحظة وضع الأكاليل فسيعيش حياته ذليلا منحنيا لها فتكون هي بمثابة الآمر و الناهي وهذا ما ينبذه الرجل في قاموسه الذي قد أعطاه إسم (السلطة) وهي بمثابة النصيحة التي يسعى الرجل أن يقدمها لأتباعه من الرجال كي يعملوا بها فالرجل بطبعه يهوى الهيمنة التي يسعى إلى تحقيقها و يناضل من أجلها فيضع المرأة في الهامش الذي يضم فقط رقم الصفر فمن هنا تتحقق العلاقة التي تقول أنه مهما كان الشيء ذو قيمة إذا ضرب في الصفر ستتحطم قيمة الأكبر فيصير ذليلا يسوده الفشل فيكون ذو قيمة منعدمة صفرا على الهامش هذا هو حال المرأة التي يهيمن عليها الرجل فيضعها في الهامش مهما حققت من أمرها تظل لا قيمة لها فهمه الوحيد ان ينفيها في منفى لا يسمع فيه صوتها بحجة أن صوت المرأة حرمة أو أن سماعه ينقض وضوء سادة الرجال فالرجل بطبعه يخشى أن تخرج المرأة من قوقعتها السوداء تلك فتظهر بجانبه و تتساوى بقربه فلا يلفت هو أية أنظار إليه لهذا يحرمها من الخروج بحجة ان المراة خلقت لتخدم زوجها و انه برضاه هو تتحقق للمرأة مكانتها فهو دائما يسعى إلى تحقيق مهمته تلك وهي أن يسلب المرأة هويتها

ويضعها موضعا تطأه الأرجل عقبة يقف عليها و يشمخ بكيانه صادحا "الرجل انا و سيرورة العالم تكون فقط بي أنا " طبيعة الرجل تقضي هذا أنه صوت عال علو السماء يصدح بكينونته المستبدة. طبعا الغير العادلة وأنه أيضا على بساط الأرض يكون تلك البوابة الذهبية المرصعة بحجر الألماس اللامع أي أنثى تهوى أن تدق ابوابه فيتكبر عليهن هو و يختار من بينهن أي الإناث أجمل و يختار طبقا لمعاييره النفسية فهو يخال نفسه ذلك القمر الساطع في سواد الليل و ظلمته و أنه لولاه لا يستقيم ضياء الليل قاصدا بهذا أن الحياة برمتها لا تستقيم إلا بكيانه لكن حبيبي الرجل ألم يراودك أن في سماء الدجى أيضا نجوم متلئلئة فلولاها ما ارتشف الليل زينته تلك و ما استوحى هيبته الرائعة تلك و ما أخذ بجمالها في شتى القصائد و ما استمد منها العشاق إلهام تغزله

و بهذا نعي أن الحياة ما أنصفت المرأة و ما عظمت من دورها بل و أهانتها و حطت من شأنها فإذا أردنا تأريخ هذا المرض العربي فسيرجع بنا الزمن الى ارتباط أصل اضطهاد النساء بالانتقال من المجتمع ما قبل الطبقي الى المجتمع الطبقي و تمثل السيرورة الدقيقة التي جرى بها الانتقال المعقد موضوعا دائما للأبحاث و النقاشات حتى بين الموافقين على رؤية مادية للتاريخ ف و كيفما كان الأمر فإن الملامح الأساسية لبروز اضطهاد النساء واضحة و ساطعة في الأفق فهي لا تخفى فمهما حاولت السحاب أن تضلل الشمس عن ناطحات السحاب تلك تبقى ثغرات لن تستطيع لها سبيلا من شدة السطوع فهذا هو حال المرأة فحتى لو استطاع الرجل ان يفند المجتمع إياها و دورها داخل المجتمع هي ترفض الإعتراف بمحكمته و تفرض نفسها فهو لن يستطيع و على الإطلاق أن يمنع من حال المرأة وجودا فهي بأدائها دورها المتشارك مع الرجل ستنفي عن المجتمع صفة العقم و يمسي قابلا على الإنجاب و العطاء

وهي دائما ما تناضل من أجل أن تحتل مكانتها فقط لا أن تسيطر أو تستولي على شيء ليس لها و هذا بعد ان أفاقت من قوقعتها القديمة وها هو دهر مضى على مظلمتها تلك أطلال وهي نساء قد ظلت ما مضت و تاء تأنيث تقر بوجود المرأءة على وجه الأرض رغما عن حكم صدر عن كيانها إعدام في زنزانة المجتمع بجريمة لا عفو يطبق عليها مبنية للمجهول كانت كتمثال تمارس عليه جميع أنواع التدليس و العنف و الظلم في مجتمع عقيم لا يعرف للعدالة مفهوما لحجة حملها لتاء التأنيث تلك،انت ياأيها الرجل لا تتسلط على نصف مجتمعك و ترمقني بنظرة التسلط و كأنني ظلمتك بكلماتي .خلقت أنثى و أصبحت امرأة و من هنا أعلن انتصارها ليست مباغتة لك و انما هي حققت نفسها من نفسها ، فما رجولتك إلا سلطة تترجى منها قبول طغيانك عليها أو توقف هناك ألم تلاحظ ان كيانها يصدح بحريتها من سجون اعتقالاتك .

لا تستعرض عضلاتك التي هي سلاحك و ثاني كلمة ينطق بها لسانك أنظر جيدا عقلها لم يعد فريستك بل أصبح قدرتها على فرض سلطتها هنا. زمنك ولى وأمست هي قيودا لراحتيك و هكذا يكون خطاب كل امرأة استيقظ وعيها منبها بقدرتها الخارقة على فعل أي شيء يعيد الحياة الى كيانها و كما قد ارتأت أيضا الخريطة الأرضية ان تغير من ظروفها السابقة و رفعت ستار الإضطهاد على المرأة فأزاحته عنها حتى تركته باصما على كيان الرجال و هذا ما أبانه المجتمع ^الماترياشي ^الذي تحكمه الإناث فمن هنا نلحظ اختلال معادلة الرجل و المرأة لإختلاف نظرة الشعوب أو لإنعكاس النظرة الدونية على خالقها (الرجل) استطاعت هاته المراة أن تجعل من كنز المجتمعات الخوالي عبدا تحت قدميها فتضع من التهميش عنوانا له و تجعل من الإضطهاد بصمة على كيانه الغير المعترف به . فقد شائت ان تبني حائطا يسد شرارات سلطة الرجل المستبدة .بدأت من ذلك الصفر على الهامش الذي قيمها إياها الرجل فحققت نصرها و فرضت نفسها و ثارت على كيانه منقلبة على سلطته فإذا بميزان المجتمع تختل موازينه فنجد أن كفة المرأة ما عادت مثقلة بالعنف والظلم فقد ثارت و حطت بمثاقيلها تلك على عاتق الرجل فامسى ظالمنا مظلومهم في قبيلة "موسو " الصينية حيث و انطلاقا مما سبق نجد أن للرجال دور ثانوي بل و مؤجل

لكن طبعا ما كان على المرأة أن ترد المثل بمثله كما فعلت النساء في القبيلة المذكورة.بل يجب أن تطبق العدالة بشكل قطعي و هي تقتضي أن لا يقف الرجل عقبة في طريق تحقيقها لنجاحها الذاتي و أن يتساوا داخل المجتمع بل و أن تكون النساء جزءا مهما فيه و تشغر جميع المناصب كما الرجال فهي لا يصعب عليها شيء ولن يقف في طريقها شيء بل من الواجب أن يكون الرجل سندا لها ليس عائقا في طريقها نحن نعلم أن الرجل قوام على الأنثى فمثلا إذا استدعت الحاجة أن يحمل الرجل ما قد ثقل على الأنثى فوجب عليه ذلك احتراما لكونها من الجنس اللطيف لا ان يتعامل مع كونها جنس يتقاسم معه ناموس المجتمع فهي قد تخطت محطة الصفر الذي وضعت فيها منذ زمن و ناضلت من اجل استرجاع حقوقها حتى وكلت لها كل الواجبات كالرجل تماما فقد جاءت مدونة الأسرة بتصحيح يقتضي ان تتحمل المرأة هي الأخرى جزءا من المسؤولية في الانفاق على المساكنة الزوجية كما زوجها و بالأخير يتساوى الرجل و المرأة فهذه الأخيرة أصبحت تحتل المناصب العليا كالرجل تماما

و أخيرا أقسطت بعض المجتمعات ليس جلها و اعترفت بالمرأة كيانا يجاور الرجل و رفعت من شأنها امرأة و أما و أختا و زوجة و قبل كل شيء ما رفضتها وجودا.



1.أرسلت من قبل sifao في 26/10/2017 20:07
الحق يُنتزع ولا يُعطى ، اذا كان تحرر المرأة يتوقف على رغبة الرجل فما عليها الا ان تنتظر قرونا اخرى من الشد والجذب بين الرجال انفسهم وفي معزل عن رأيها ، على المرأة ان تبادر الى مزاحمة الرجل وتسجل حضورها القوي في كل المجالالت التي كانت حكرا على الرجال ، وقبل كل هذا عليها ان توجه سهام نقدها الى الشرائع التي تثبخس وجودها وتختزله في ذلك الاناء الذي تحدثت عنه المرأة ليست نعمة انعم بها الله على الرجل كما يريد تجار الدين ان يبلغوه لعامة الناس كلما اتيحت لهم الفرصة ، وليست مصدر فتنة ولا شيطانة ولا ناقصة عقل ودين وانما كائنا مكتملا لا يميزها عن الرجل سوى اعضاءها التناسلية ، وليست هناك اية دراسة علمية تثبت ان الرجل قوام على المرأة كما يشاع في ثقافة القطيع ، المندرسشة والتاعليم هو بداية الطريق والعمل هو نهايته ، متى استطاعت المرأة ان تؤمن لنفسها قوتها ستستطيع ان تؤمن حقوقها ولا تنتظر احدا ان يتصدق عليها بشيء ....تحياتي

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح