المزيد من الأخبار






الباعة المتجولون ام المستقرون؟


الباعة المتجولون ام المستقرون؟
شعرت بفرح كبير يتخلله بعض الحزن عندما فاضت عيناي وانا اقرا شكاية اخرى عبر محطتكم المحترمة nadorcity موجهة الى رئيس البلدية وكل المسؤولين على القطاع الاجتماعي والسكن والباعة المستقرين بدون رخصة في شارع الغابون. تنضاف هذه الشكاية الى سجل الشكايات المنسية في ارشيف المقر البلدي. هذا الفرح ياتي بعد شعوري بعودة الثقة في النفس لان احساسي يقول ان هناك رجالا ونساء يحسون بنفس الشعور الذي احسست به عندما كتبت شكاية بخط يدي تعبيرا عن هم نبض ولا يزال ينبض من صميم القلب لما الت اليه الحالة في شارع الغابون وزنقة 101 والساحة المناوءة لهما باولاد ابراهيم بالناظور.

لقد توجهت بهذ ه الشكاية الى كل من رئيس المقاطعة، ورئيس البلدية ورئيس المجلس الاقليمي، وباشا المدينة وكذا السيد عامل اقليم الناظور وذالك بتاريخ 15 غشط 2013 بعد محاولاتي مرارا اللقاء بعامل المدينة او رئيس البلدية او باشا المدينة او حتى رئيس المقاطعة. لم استطع اللقاء باي احد منهم وذالك لكثرة الاشغال التي املتها الملفات والشكايات العالقة والتي تنتظر القرار الحاسم او مجرد النظر فيها او قراءتها ولو سطحيا. تلك المحاولات التي ضحيت فيها بايام عطلتي التي كانت من المفروض ان تكون استراحة وراحة واستجماما بعد عام كامل من الجد والعمل في هولندا. اتيت لاشم واستنشق رائحة الجو الهادىء في اولاد ابراهيم وعلى جانب شارع الغابون وزنقة 101 ثم لتبيان ايجابيات الشارع والساحة لابناءي فاذا بي استنشق روائح السردين ولحوم اسماك مختلفة ومتنوعة تحت اشعة الشمس الساطعة. رائحة كريهة تتخللها بعض كلمات الفحش التي يخجل قلمي عن كتابتها. اما روائح مخلفات الازبال فحدث ولا حرج. فاضت عيناي دموعا لان امي الحنون تسكن هناك على تلك الضفة وتشم تلك الرائحة الكريهة وتسمع تلك الكلمات الملوثة. مرضت امي باعصاب وحساسية تلك الروائح والكلمات الغير اللائقة. فهاجرت امي كما هاجرنا لكن هجرة امي هي من نوع اخر انها هجرة داخلية للهروب من تلك المخلفات التي لا تستطيع مقاومتها لبضعة ايام او شهور وتعود الى بيتها المالوف للمقاومة من جديد. اصبحت امي تعيش حالة نفسية واجتماعية غير مستقرة. لقد التجانا الى الطرق القانونية ايمانا منا ان الباعة المستقرين هؤلاء لهم حق الشغل ونحن لدينا حق في السكن والحياة. لاننا نؤدي الضراءب على اساس سكن لاءق ومحيط هادىء في بيت قبالة ساحة عمومية. كنا نعتقد ان تلك الساحة ستصبح يوما ساحة خضراء يلتقي فيها اطفالنا وتكون قنطرة وصل بين اطفالنا في الخارج واطفال الحي في اولاد ابراهيم للتواصل والاستفادة والافادة. لكن الساحة اصبحت وكرا للحمير ودواب اخرى للنوم ليلا بعد يوم شاق ونهار ملوث بالرواءح والكلام اللامسؤول...

ضحيت بعطلتي الصيفية الثانية فذهبت الى الشرطة الادارية وسالت عن شكايتي فكان جوابهم غير كافي ولامسؤول وهم جالسون على كراسي لا يستحقونها يتشمسون وكانهم في عطلة صيفية. فذهبت الى باشا المدينة، وجدت باشا اخر غير الذي كنت قد عرفته من ذي قبل. باشا المدينة شاب ومنفتح فاستقبلني في مكتبه وحكيت حكايتي من الاول الى الامر فقال لي:(...ان هذه الظاهرة تشبه السرطان كلما قضينا عليها هنا الا وانتشرت وتوسعت هناك... ) فهاتف بعض رجال قوات المساعدة وارسلنم معي فتم فك الحصار بالقوة على شارع الغابون ليوم بل لساعات محدودة. اما الساحة فبقيت على حالها. وفي اليوم الموالي اصبح شارع الغابون وزنقة 101 والساحة على حالتهم المعروفة.

جمعت احذيتي وحقاءبي وتوجهت واسرتي الى بلدي الثاني هولندا فاستنشقت هواء من نوع اخر ورائحة عطر اخرى. لكن رغم ذالك فاضت عيناي ثانية لاني فكرت في امي التي لم تعد تستطيع المقاومة، مقاومة تلك الرائحة الخبيثة وشعرت بالحزن لعدم استقرارها النفسي والاجتماعي كنتيجة للحالة المزرية التي اصبحت عليها الساحة ومحيطها. فتذكرت تلك الساحة كذالك اياما كنت العب فيها كرة القدم مع أصدقائنا.
راى ابني دموعي تسيل فقال لي: ... ياابي في المغرب( الروينة في الكوزينة ... ) فتالمت كثيرا لاني شخصيا تربيت على يد اب وطني يحب الوطن فغرس في جوفي تلك الروح الوطنية وانا لازلت احب وطني رغم كل العواصف، تالمت لاني لم اجد اجوبة مقنعة لاواجه بها ابني حتى اغرس فيه تلك الروح الوطنية التي كان يتسم بها جده.

فهل من مسؤول يسمع ويقرا ويقرر ما فيه مصلحة المجتمع والفرد حتى يمسح دموع كل سكان الحي؟ ام ان المسؤولية ذابت ولم تعد اولويات الاولويات.

تحياتي...
خالد الحسناوي من هولندا والساكن كذالك في شارع الغابون
ضمن مقالي هذا شكاية وامضاءات بعض سكان الحي وصورتان...
















تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح