المزيد من الأخبار






أمين حاجيتو إبن أزغنغان الذي أوصله إكتشاف علاج جديد للسرطان بأمريكا للحصول على وسام ملكي


أمين حاجيتو إبن أزغنغان الذي أوصله إكتشاف علاج جديد للسرطان بأمريكا للحصول على وسام ملكي
ناظورسيتي: بولعيون رمسيس

لم يرن الهاتف إلا مرتين ليجيب بعد ذلك الدكتور أمين حاجيتو على مكالمتي، بلطف شديد رحب بي وسألني هل أود الحديث بالدارجة أو الأمازيغية، واخترنا هذه الأخيرة كلغة للتواصل. لم أكن أعتقد أنه يتحدثها بطلاقة كأنه يعيش هنا، وليس ببريطانيا حيث يدرس بإحدى أكبر الجامعات في العالم، لمست في مكالمتي الهاتفية التي دامت ما يقارب الساعة مع الدكتور أمين حاجيتو أن طموحه ليس له حدود، ورغم كل ما وصل إليه لا يزال يطمح للأفضل وللأحسن، وأكثر من هذا فرغم مكانته العلمية في العالم إلا أنه شديد التواضع والبساطة، لا يمكن للمرء أن لا يعجب بمسار هذا الدكتور الذي انطلق من الصفر ليصل إلى أعلى المستويات التي جعلته رائدا في ميدان البيولوجيا.



من أزغنغان إلى بلجيكا رحلة طالب مجد

يحكي الدكتور أمين حاجيتو الذي ولد سنة 1970 ببلدية أزغنغان بإقليم الناظور، أنه درس بذات البلدة قبل أن ينتقل إلى بن طيب، وفرضت عليه ظروف اشتغال والده الذي كان موظفا الانتقال لإحدى المناطق القريبة من فاس، حيث درس الإعدادي والثانوي بصفرو، وكان من بين المتفوقين في الإقليم وحصل على معدلات عالية، بعد ذلك تابع دراسته الجامعية بمدينة فاس بكلية االعلوم، ليحصل على الإجازة في شعبة الجيولوجيا والبيولوجيا، يقول الدكتور أمين "أنه كان يقطن بالحي الجامعي واستفادة من المنحة خلال 4 سنوات وهذا ما جعله يتابع دراسته"، حصوله على المرتبة الأولى في شعبته مكنه من الحصول على منحة المتفوقين ليتجه بعد ذلك للدراسة بفرنسا ومباشرة بعد ذلك إلى جامعة لييج ببلجيكا التي حصل فيها على الماجستير في شعبة "الكمياء الحيوية" وفي هذا الصدد يضيف حاجيتو أنه لولا المنحة التي تقدر ب 200 أورو لما تمكن للحصول على الماجستير وحصوله على المرتبة الأولى في بلجيكا، حيث تهافت عليه مجموعة من المدرسين بذات الجامعة لكي يشرفوا على دكتوراه، ومن بين الأحداث التي يتذكرها أنه كان سببا في منح المنحة البلجيكية لمجموعة من الطلبة المغاربة، حيث أنها كانت تعطى فقط للطلبة الحاصلين على الجنسية البلجيكية، لكن تفوقه جعل المسؤولين بالجامعة يعيدون النظر في هذا الأمر، وقد ناقش أمين حاجيتو الدكتورة التي أعدها حول "الكمياء الحيوية والبحث ضد السرطان"، لتمنحه مباشرة بعد ذلك الجامعة الجنسية البلجيكية وإشتغل بها كأستاذ مساعد.

الانتقام من السرطان

من بين الصدف أن أب أمين حاجيتو توفي بالسرطان، وهذا ما جعله يحول اهتمامه إلى البحث لإيجاد علاج لهذا المرض الذي فتك بوالده وبمجموعة من المغاربة، وقد شارك الدكتور أمين حاجيتو في مسابقة ذائعة الصيت بأوروبا تهتم بالاكتشافات الجديدة لمعالجة السرطان، ليفوز بها في سن الـ 32 سنة كأصغر مشارك، هذا ما أعطاه شهرة وسط المهتمين والخبراء في أوروبا، طموحه لإخراج اختراعه للوجود جعله يتجه إلى تيكساس الأمريكية وبالضبط لأكبر مختبر يهتم بعلاج السرطان "أم دي أندرسون"، والذي كان يوفر إمكانيات مهمة للباحثين القادمين من أنحاء العالم، حيث أكد الدكتور أمين أنه صادف مجموعة من الباحثين من دول مختلفة والذين درسوا في جامعات كبرى مثل هارفال وستامفورد، وهذا ما جعله يتنافس معهم هو ابن أزغنغان، حتى نجح في اكتشاف واختراع جديد لم يستطيعوا على الوصول إليه رغم كل إمكانياتهم، وبدون شك أن كل خطوة كان يقوم بها كانت صورة والده الذي فتك به السرطان تظهر أمامه، وتحفزه للانتقام من هذا المرض الذي سرق منه أغلى الناس.


حاجيتو مخترع علاج السرطان الذي أدهش الجميع


بعد سنوات من البحث والعمل الشاق كان يربط فيها أمين حاجيتو الليل بالنهار، تمكن من اختراع طريقة جديدة لعلاج السرطان. تعتمد على استعمال "فيروس بكتيري" قابل للتعديل جينيا وتحويله إلى جزيئة علاجية.

وأوضح الدكتور أمين حاجيتو, أن هذه الجزيئة أو الصنف الجديد من "الفيروسات الهجينة" التي تم اكتشافها بعد ثلاث سنوات من البحث, لها خصوصية تتمثل في كونها تتجه مباشرة, بمجرد حقنها في دم فأر, نحو الورم السرطاني دون أن تؤثر على الأنسجة السليمة.

وأبرز أن "ميزة هذا الابتكار تتمثل في قابليته للرصد وقدرته على إعطاء صورة للورم السرطاني التي تظهر أن الجزيئة العلاجية قد بلغته مع الحفاظ على الخلايا السليمة، وذلك خلافا للطرق الأخرى لعلاج السرطان".

وأشار أن هذا الابتكار الهام الذي تم تجريبه بنجاح على فئران مصابة بالسرطان قد حظي بتنويه الأوساط العلمية الدولية، بعد نشره لأول مرة في مجلة "سيل"، وهي دورية متخصصة في الإعلان عن الاكتشافات "المتميزة في التاريخ الإنساني للعلم وفي مجال علم الاحياء".

وقال "لقد توصلت برسائل من الأوساط العلمية العالمية، وحتى من باحثين في بلجيكا حيث درست هناك طيلة ست سنوات لإعداد دكتوراه الدولة والقيام بأبحاث حول سرطان الثدي", مشيرا إلى أن "الجميع يسعى للحصول على هذه الجزئية العلاجية لتجريبها على السرطان البشري".

وأشار إلى أن تجريب هذا العلاج الجديد من قبل معهد آخر للبحث على كلاب مصابة بالسرطان, أعطى, نتائج إيجابية خلفت "ارتياح الجميع, والأمل معقود الآن لتجريبه على الإنسان". وقد أكد الدكتور أمين أن عمله خلال السنتين القادمتين سيقتصر على العمل من أجل إخراج هذا الدواء للوجود.

الوسام الملكي تحفيز قوي لمواصلة العمل

"شرف كبير بالنسبة لي بأن أحظى بوسام ملكي وشعوري لا يوصف في تلك اللحظة" هكذا علق الدكتور أمين حاجيتو على توشيحه بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، بالقصر الملكي يوم الخميس 30 يوليوز بمناسبة الذكرى 16 لعيد العشر، وأضاف الدكتور حاجيتو أن هذا الوسام الملكي جعلني متحفزا أكثر لمواصلة العمل، والإسراع في إخراج هذا الاختراع حتى يستفيد منه الإنسان، وقد أكد لنا أمين حاجيتو أنه مباشرة بعد توشيحه بالوسام قام بالاتصال مع فريق عمله بلندن، يخبرهم الاستعداد للاستمرار في العمل.

ويحكي لنا أمين حاجيتو أنه طلب من جلالة الملك الدعاء معه، وقد لبى الملك طلب الدكتور أمين حاجيتو الذي يقول " هذا أكبر تحفيز تلقيته ودفعة قوية لإنطلاقة جديدة.

بالعمل والجد يصل الإنسان لهدفه

طول الدردشة التي جمعتني بالدكتور أمين حاجيتو، كان يركز على شيء واحد هو أنه من كان يريد الوصول لهدفه، عليه العمل بجد وبتفانٍ وعدم انتظار المساعدة من أي أحد، قائلا أننا في المغرب نملك حظا كبيرا متمثلا في كون التعليم العالي بالمجان، وهذا لا يوجد في الدول الأوربية ولا الأمريكية، حيث يدفع الطالب مبالغ ضخمة حتى يتمكن من متابعة دراسته، مضيفا أن الشهادات المغربية المحصل عليها من الجامعات معترف بها دوليا، وأبرز الدكتور حاجيتو على أن على الشباب عليهم أن يعرفوا قيمة الجامعة المغربية ويركزوا في دراستهم أكثر من أي شيء أخر، وأن يستغلوا أوقات فراغهم.

الدكتور أمين حاجيتو والذي يشتغل حاليا كبروفيسور ببريطانيا ويدير مختبرا في علم الفيروسات بـ" إمبريال كوليج"، عبر عن استعداده لمساعدة الشباب المغربي الراغبين في البحث العلمي وفي الميدان الذي يشتغل به، بمرزا أن بابه سيكون مفتوحا للطلبة المغاربة.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح