المزيد من الأخبار






من السياسة إلى الكتابة.. أبو طالب يستكشف فصلا جديدا من حياته


من السياسة إلى الكتابة.. أبو طالب يستكشف فصلا جديدا من حياته
ناظورسيتي: متابعة

بعيدا عن أضواء السياسة وضجيج العمل الإداري، يعيش أحمد أبو طالب، العمدة السابق لمدينة روتردام الهولندية، فصلا جديدا من حياته. فبعد أكثر من خمسة عشر عاما قضاها في قيادة المدينة، قرر أبو طالب الانسحاب من الحياة العامة منذ ثمانية أشهر ليعيد ترتيب أولوياته.

بينما كان يستعد لهذه المرحلة الجديدة، فجع أبو طالب بفقدان والده، الذي ووري الثرى في هولندا، ليصبح أول أفراد العائلة الذين يدفنون خارج المغرب. وبرغم ألم الفقدان، وجد العمدة السابق عزاءه في مرافقة والدته إلى المغرب لتلقي التعازي وتجديد الروابط مع العائلة الممتدة.


خلال زيارته المتكررة للمغرب، اختار أبو طالب تحويل إحدى المنازل العائلية القديمة إلى ملاذ هادئ، حيث يقضي أوقاتا يكتب فيها ويستريح. كما لبى وصية والده الراحل بترميم المنزل العائلي القديم وإعادة الحياة إليه، حيث تم تجهيز المكان بالمرافق الأساسية وزُرعت عشرات أشجار الزيتون حوله.

ولم تقف أنشطته عند هذا الحد، فقد ساهم أبو طالب أيضا في إعادة بناء مسجد تعلم فيه أصول القرآن الكريم في طفولته. ويصف هذا المشروع بأنه تجربة مؤثرة، تعيد إليه ذكريات الدراسة في هذا المكان الذي تحول الآن إلى تحفة معمارية.

التزام أبو طالب بالخدمة لم ينتهِ بانتهاء منصبه السياسي، فقد انخرط مع مؤسسة تعمل على بناء الآبار وتوزيع المساعدات في المناطق الجبلية بالمغرب، حيث يتم إيصال الطعام والملابس للأطفال في ظروف الشتاء القاسية.

عاد أبو طالب إلى هولندا ليواصل مشروعا شخصيا آخر: تأليف كتاب يروي فيه قصة حياته. ويتناول الكتاب ملامح من طفولته في المغرب، مسيرته السياسية، حياته الأسرية، وبعض المواقف الطريفة التي شكلت شخصيته. وبرغم انتهاء فترة عمدة روتردام، يؤكد أبو طالب أن المدينة ستظل موطنه، مشيرا إلى أنه في مرحلة "إجازة استكشافية" يستكشف خلالها آفاقاً جديدة دون أن يحدد وجهته المقبلة.

رحلة أبو طالب من السياسة إلى التأمل والعمل الخيري تظهر جانبا جديدا لرجل استطاع الجمع بين النجاح المهني والعودة إلى الجذور بروح مفعمة بالعطاء.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح