المزيد من الأخبار






فيلم "المنطقة البينية" يكشف جحيم حياة ومعاناة المهاجرين الأفارقة بجبل "كوَروكَو" نواحي الناظور


فيلم "المنطقة البينية" يكشف جحيم حياة ومعاناة المهاجرين الأفارقة بجبل "كوَروكَو" نواحي الناظور
ناظورسيتي: م.ز/م. بنعمر/ ح. أعكاو

فيلم "المنطقة البينيّة"، بما يحيل عليه من إيحاءات وما ينم عنه من دلالات، هو واحد من الـأفلام المبرمجة ضمن لائحة الأفلام التي تعرض ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور.

الفيلم المذكور، يحكي وينقل بالصوت والصورة واقع حياة المعاناة التي يعيشها المهاجرون الأفارقة المتحدون من دول جنوب الصحراء، والذين يتخذون من غابة "كوروكَو" المجاورة لضواحي بني انصار ومليلية وفرخانة ملجأً لهم، حيث توجد الأسلاك الشائكة الفاصلة المحيطة بمدينة مليلية، وحيث يضيع في غالب الأحيان الحلم الموعود.

ذات الفيلم، الذي تبلغ مدته حوالي 70 دقيقة، هو من إنجاز وإخراج وتصوير المخرج الاسترالي، دافيد فيدال، يقدم نظرة حميمية وإنسانية عن الحياة اليومية لهؤلاء النازحزن والمهاجرون، ومعاناتهم من العنف وقسوة المعاملة والظروف المزرية في ظل تعامل السلطات المغربية والإسبانية.

ينطلق الفيلم بتأكيد هدف وجود هؤلاء بـ "المنطقة البينية" أو "الخطوط البينية"، وهو الهدف المتمثل في الولوج إلى مليلية والعبور نحو الضفة الأخرى، حيث يبقى هو الحلم والمبتغى لمهاجرون دفعتهم ظروف الحرب والمجاعة والفقر والنزاعات نحو مغادرة بلدانهم الأصلية، وقطع آلآف الكيلومترات في ظروف جد صعبة سعيا للوصول إلى الـ "هناك". وفي شهادة لأحد المهاجرون المتحدون من إحدى دول جنوب الصحراء الكبرى، أكد أن مجرد العبور من الجزائر نحو وجدة فقد يتطاب على الأقل 4 أيام من الانتظار والمغامرة والمعاناة. فضلاً عن المعاناة والمخاطر التي يهددهم على طول المسالك التي يأتون عبرها ويقطعون مسافات طويلة.

ومن الصور الأخرى التي ينقلها فيلم "دافيد فيدالي"، ظروف العيش في غابة "كوروكو" في ظل قساوة المناخ والظروف الطبيعية، لاسيما خلال فصل الشتاء، وما يصاحبها من معاناة أخرى مع السلطات خلال حملات التمشيط. فضلا عن المعاناة التي يتعرضون لها على مستوى ظروف العلاج والتطبيب أمام المخاطر التي يلتقونها أثناء محاولة اجتياز الأسلاك الشائكة المحيطة بمدينة مليليّة، وفي ظل عدم احترام الكثير من حقوق المهاجرين الذين يسعون نحو تحقيق حياة أفضل.

"ألغوا الحدود"، هو الشعار الذي يتنصر له الفيلم. وكم من حلم ضاع على أعتاب هذه "الحدود". أحلام هي ذاتها التي يحملها مهاجر شاب ينحدر من الكاميرون ويعيش واقع المعاناة اليومية في أدغال "كوروكو"، وهو الذي يتحدث عن أصدقائه الذين تمكنوا من تحقيق حلم العبور نحو الضفة الأخرى وصاروا الآن لاعبين في أندية أوروبية وتغيرت حياتهم وظروفهم.

يبقى الجانب المؤثر في هذا الواقع الذي ينقله فيلم "المنطقة البينيّة"، هي صور المعاناة التي تلاقيها المرأة المهاجرة من خلال حالة سيدة تنحدر من إحدى بلدان غرب إفريقيا في ظل صعوبة الحياة اليومية، وهي أم لـ 4 أطفال صغار، واحد منهم ازداد هنا، حيث تطالب أسرته بمنحه أوراق الإقامة لكونه ولد على التراب المغربي، وهي السيدة التي تقيم بـ "كوروكو" منذ سنة 2011.

أما اللافت في الواقع الذي سيلط عليه الفيلم المذكور الضوء، فيتلعق بالطقوس التي تقام قبيل الاستعداد لتنفيذ محاولة اقتحام السياج قصد الوصول على مليلية، وهي الطقوس المتمثلة في إعداد أطباق الكسكس وتناولها جماعة، يليها طقوس أخرى ترتبط بالثقافة الزنجية وإفريقيا السمراء.






































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح