المزيد من الأخبار






علاش السلطة دايرة عين ميكة ولا تتدخل في قضية هجرة الشباب الناظوري عبر تركيا؟


علاش السلطة دايرة عين ميكة ولا تتدخل في قضية هجرة الشباب الناظوري عبر تركيا؟
ناظورسيتي: رمسيس بولعيون

لا حديث اليوم في الناظور والنواحي، سوى عن الهجرة الجماعية للشباب نحو تركيا من أجل الوصول إلى القارة العجوز، ومنذ ظهور هذا المنفذ الذي خصص للاجئين السورين، حتى تحول جل الشباب الناظوري إلى سوريين ولاجئين، وقد أظهرت الفيديوهات المنتشرة في شبكات التواصل الإجتماعي عن العدد الهائل للشباب الذي يغادر المغرب، وتتداول الصحافة المحلية أرقام مفزعة عن عدد المغادرين التي تشير المعطيات أنه وصل إلى 15 ألف شخص، ما يجعلنا نطرح العديد من علامات الإستفهام حول العديد من المواضيع، ولعل أهم تساءل يطرح الناظوريون هو لماذا لا تتدخل السلطة في قضية هجرة الشباب الناظوري عبر تركيا، لتمنعهم من هذا النزوح الجماعي؟.


لا وجود لسند قانوني لمنع الشباب للذهاب إلى تركيا

أغلب الشباب الذين يقومون بالهجرة عبر تركيا، يقتنون تذاكر للرحلات سياحية، وذلك عبر وكلات سفر مختصة في ذلك، ما يعني أن السلطات ليس لها الحق في التدخل لمنعهم من السفر، وهذا ما يؤكده طارق البوعيادي الناشط الجمعوي والباحث في القانون بالقول "فيما يتعلق بالمنع فالسلطات المغربية لا يحق لها منع هجرة الشباب نحو اوربا (المانيا بالخصوص)عبر تركيا لغياب السند القانوني لذلك، بحيث ان الشباب يسافر نحو تركيا بطرق مشروعة".
هذا المبرر عن عدم تدخل السلطات هو بالفعل منطقي، لكن هناك من يؤكد على أن السلطات المغربية تعرف جيدا كيف بإمكانها أن تحد من هذه الظاهرة، وفي هذا الصدد يقول أحد أعوان السلطة الذي لم يرغب في ذكر إسمه، "أن مصلحة جوازات السفر بعمالة الناظور، تلقت عدد كبير من طلبات الجوازات تعدت الرقم الإعتيادي"، مضيفا أن أغلب هؤلاء شباب، ما يجعلنا نربطه مباشرة بهذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة بشكل كبير وسط الشباب الناظوري.

طارق العيادي ورغم تأكيده عن غياب السند القانوني لمنع الشباب من أجل الذهاب الى تركيا قال "ضاهرة هجرة الشباب الناضوري نحو اوربا يجد سنده الموضوعي في تهمييش منطقة الريف وتهجير شبابه منذ سنوات طوال وهذا الصمت للسلطات المغربية جد عادي فهو ينم عن فشلها الذريع في السياسات التنموية والسياسات الموجهة لفائدة الشباب وعلى الدولة المغربية ان تتسلح بالجرأة لتقييم سياستها وتدارك المطبات التي سقطت فيها وفتح نقاش عمومي في الموضوع عبر اشراك الفئات المستهدفة وهي الشباب"


اللي نقص كا ينقص هموا

"عدد الناظوريين اللذين هاجروا إلى تركيا تجاوز 15000 شخص يعني ،نقص 15000 منصب شغل 15000 شحن هاتف نقال 15000 خبزة في الوجبة الواحدة إذن هذه مصلحة للدولة، أضف لذلك مداخيل جوازات السفر والتنقل وغيرها كولهوم ربح ، ثم إنهم سيجلبون العملة الصعبة يوما ما، والدولة المغربية تنتظر دعما اخر من الإتحاد الأروبي لإيقاف هذا النزيف على غرار ما يقدمه الإتحاد من أجل الحد من هجرة الأفارقة, والله أعلم "، هكذا أجابنا الممثل جواد شهباري عن سؤال لماذا لا تتدخل السلطة للحد من هجرة الشباب الى تركيا، ورأيه هذا يتقاسمه معه العديد من الناظوريين، حيث يعتقدون أن السلطة والدولة لا مصلحة لها في منع الشباب من المغادرة، بل العكس هو الصحيح، بمنطلق اللي نقص كا ينقص هموا، خصوصا أن المنطقة أصبحت تعيش في الأونة الأخيرة ركودا اقتصاديا كبيرا، ونقص في فرص العمل حيث أن إحتراق سوبير مارشي أثر كثيرا على إقتصاد المدينة وأصبح جل الشباب يعاني من البطالة.

ويقول بعض المتتبعون أن هؤلاء الشباب المهاجرين، وإن تمكنوا من الإستقرار في الدول الأوربية فسينقذون عائلات كثيرة وسيساهمون في إدخال العملة الصعبة للمغرب، وقد شبهوا هذه الهجرة بما حدث في سنوات الثمانينات والتسعينات حيث عرف الناظور نفس هذا التدفق إلى الدول الأوربية.


الهجرة قدر محتوم على أبناء المنقطة

جواد الغليض الفاعل السياسي بالريف وفي حديثه لناظورسيتي عن أسباب الهجرة قال "ان سياسة التهميش الممنهجة ضد الريف ومدينة الناظور، على وجه الخصوص مند عقود من الزمن من طرف السلطات المركزية بالرباط جعت من الشباب الناظوري الذي يواجه دائما مستقبلا مجهولا في وسط غير مؤهل ومنطقة محرومة من التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخالية من مؤسسات تستوعب الشباب المعطل ، كان دائما المواطن الوحيد بالمغرب وهو المواطن الناظوري الذي يفضل قوارب الموت او الزواج المختلط، واخيرا الهجرة عبر تركيا حلا لا مفر منه للانعتاق من الواقع المر، الذي فرضته عليه الدولة بل هذه الاخيرة استحسنت خروج الآلاف من الشباب الناظوري من الوطن الى اروبا عبر تركيا، كنوع من التخلص واللامبالاة كأن الناظوريون لا يحملون البطاقة الوطنية فعوض استنفار اجهزتها لحل والبحث عن سبب نزوح تلك الوفود المهولة بقيت صامتة، مضيفا "فلا يعقل ان تصرف الدولة الملاليير على مجموعة من المدن المغربية مستثنية فقط مدينة الناظور وباقي مدن الريف كنوع من الانتقام التاريخي للمنطقة وموت سريري للأجيال المتعاقبة فالريفيون اصبحوا في اروبا شعب الاكثر تواجدا بالقارة العجوز فأين هي المصالحة التي يتحدثون عليها وأين هي التنمية وأين هي تلك البرامج الكرتونية"


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح