المزيد من الأخبار






شاهدوا روبورتاجا بثّته القنوات الإسبانية عن التهريب المعيشي بمليلية


شاهدوا روبورتاجا بثّته القنوات الإسبانية عن التهريب المعيشي بمليلية
ناظورسيتي | صحف

10 آلاف امرأة يمتهنّ التهريب بين “مضايقات” الأمن واستغلال التجّار

في روبورتاج اعدته القناة الاسبانية ”تيفي اونو ” سلطت الضوء على ظاهرة التهريب “الكونتراباندو” بالمعبر الحدودي لمليلية و قد استقت الصحفية في عمل ميداني شهادات صادمة للمتاعب التي تواجه “الكونترابانديون” الذين يشتغلون في جو من الاهانة في ظروف اقل ما يمكن ان يقال عنها انها غير انسانية .

ويتعرض التجار “المهرّبون” إلى مضايقات من طرف رجال الأمن في الجانبين، واللافت أن آلاف النساء قد امتهنّ نقل البضائع من مليلية إلى المدن المغربية المجاورة، على الرغم مما يواجهن من متاعب ومشقة. ويستغل التجار الكبار فقر أولئك لجني أرباح طائلة مقابل دراهم معدودة تتقاضاها المهربة أو ما يطلق عليهن محليا اسم “الحمالة”.

تنتظر النسوة في طابور طويل لايكاد ينتهي، وعلى أكتافهن أكياس ضخمة يصل وزن الكيس الواحد إلى 70 كيلوغراماً أحياناً. ومن بين «الحمالات» الواقفات في الطابور نجد سيدة تبدو عليها علامات التعب والإرهاق، بسبب الحمولة والحرّ الشديد، تراقب بعينيها حركة السير. وعلى الرغم من الظروف الصعبة تبدو السيدة فاطمة، الأم لثلاثة أطفال، صبورة ومتأنية تمشي بخطى ثقيلة في اتجاه نقطة العبور. وتمتد سلسلة بشرية بالقرب من سور إسمنتي على مسافة كيلومترين أو أكثر، ويوجد ضمن المنتظرات نساء تقدمت بهن السن ومسنات فقدن بصرهن، إلا أن لقمة العيش أجبرت كل هؤلاء على الوقوف لساعات في انتظار السماح لهن بالعبور إلى الشطر المغربي.

تقوم الحمّالات بنقل سلع مختلفة إلى أسواق الناظور و النواحي وتدخل نحو 10 آلاف سيدة مغربية إلى مليلية كل يوم.

في كل صباح تفتح المخازن ”الماسي” كما يحلو لهم تسميته في ”باريو” لتستقبل الحمالات، وقد أعد كل تاجر في السوق كيساً وضع فيه كل ما طلبته زبونته. وتتم المعاملة التجارية بين الحمالة والتاجر بسرعة ثم تعود بعدها بالحمولة إلى “الكابوس اليومي”، وتنتظر ساعات لتعبر إلى الجانب الآخر، و يؤدي الازدحام في النقطة الحدودية في كثير من الاحيان الى حوادث مميتة

اجر زهيد و معاناة سيزيفية

تجد الحمالات السلع جاهزة أمام المخازن والمحال عند وصولهن سوق مليلية، ويقوم الرجال العاملون هناك بمساعدتهن في ترتيب الأكياس ثم ربطها بإحكام فوق ظهورهن التي اعتادت حمل الأثقال. وتحاول النسوة أن لا تضيعن الوقت لأن كل تأخير في الوصول إلى الحدود سيزيد من المعاناة والانتظار ساعات إضافية. ويتكرر المشهد كل يوم، وتناقلت الأنباء أن هناك تجاوزات كثيرة تحدث على الحدود، من طرف الشرطة الإسبانية التي يقال إنها تبتز الحمالات من أجل تسهيل إجراءات العبور. وطالبت منظمات حقوقية في المغرب بإجراء تحقيق في سوء المعاملة التي تتعرض إليها هؤلاء النساء في أقلية مليلية. وتتحمل الحمالات عناءً كبيراً من أجل أجر زهيد لايتجاوز خمسة يورو لكل رحلة، إلا أن المحترفات منهن وأكثرهن تحملاً تقوم بأربع رحلات يومياً، الأمر الذي يعتبر شاقاً للغاية خصوصاً لبعض السيدات اللواتي تجاوزت سنهن الـ50 عاماً.

ولاينتهي عناء الحمالات في سبتة، حيث تواجهن صعوبة في الدخول إلى المغرب من دون دفع مبلغ من المال أو «بقشيش» لمصلحة ضباط الجمارك المغاربة. والمفارقة في الموضوع أن معبر «فرخانة» ، الذي تستخدمه النساء، ليس معبراً رسمياً. إضافة إلى أن البضاعة التي يتم حملها مهرّبة.

ورغم ذلك فالعملية تتم تحت أعين السلطات الإسبانية والمغربية. الزائر للمكان يلاحظ ضعف الإمكانات وقلة التجهيزات لاستقبال أعداد كبيرة من الناس، فضلاً عن غياب الخدمات الأساسية بما في ذلك التجهيزات الطبية.

تهريب السلع

تحافظ الشرطة الإسبانية على انسابية سير العابرين إلى المغرب، ولاتخضع الأكياس المحملة بالبضائع المختلفة للتفتيش. وعادة ما تحوي هذه الأكياس الضخمة أحذية وقمصاناً وحفاضات للأطفال ومساحيق الغسيل ، وأحياناً نجد أجهزة إلكترونية مثل الهواتف النقالة والمسجلات الرقمية. ويقول مراقبون إن هذه التجارة التقليدية بين إسبانيا والمغرب تعتبر أمراً طبيعياً في ظل الوضعية القانونية الخاصة لمليلية. وقد سمحت لها هذه الوضعية، شأنها شأن منطقة سبتة التي تحتلها اسبانيا كذلك، بأن تنشئ سوقاً حرة في المنطقتين يتم من خلالها استيراد المنتجات الأوروبية دون ضرائب.

أصبحت مدينة مليلية، مركزاً لتجارة البضائع الرخيصة، يتم من خلاله تهريب المنتجات الأوروبية والألبسة المستعملة إلى السوق المغربية الواسعة. ويستغل تجار هذه المهنة، في غياب مراقبة الدولة، حاجة شريحة واسعة من الناس لبيع السلع التي يهربونها. ويقول المستشار الاقتصادي في الحكومة المحلية بمدينة مليلية، بما أن الرباط لاتعترف بكون مليلية مدينة إسبانية، فإنها ترفض إضفاء طابع رسمي على المبادلات التجارية. وهذا مايفسر الوضع الراهن للتجارة غير الشرعية بين الطرفين».

فان كانت المعاناة جزء من روتينهم اليومي الا ان نشاط التهريب الذي يزاولونه يبقى مصدر عيشهم الوحيد فهم مخيرون بين الاهانة التي يتعرضون اليها على يد الغوارديا سيفيل الاسبانية و الديوانة و البوليس و المخازنية المغاربة و بين بطالة قاتلة لا تغني و الا تسمن من جوع.. لكن كل ما يتمنوه هؤلاء النسوة و الرجال الذين يمتهنون التهريب ان لا يزاول أبنائهم نفس النشاط فهم يستفيقون كل صباح باكر على امل ان تتغير الامور في بلدهم فيكفل لهم شغلا يغنيهم عما يتعرضون له من اهانة و معاناة مستمرة.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح