المزيد من الأخبار






الراخا من الناظور: المخطط التعريبي الذي أفسد هوّية الأمازيغ هو المسؤول عن إلتحاق المغاربة بداعش


الراخا من الناظور: المخطط التعريبي الذي أفسد هوّية الأمازيغ هو المسؤول عن إلتحاق المغاربة بداعش
تحرير: بدر أعراب
تصوير: محمد مقرش

الراخا: الهندسة المعمارية بغرناطة صممها وبناها الأمازيغ بأيديهم ونسبها العرب لأنفسهم قبل مصادرة تاريخهم وطمس هويتهم وإضاعة تراثهم وثقافتهم

دعا مؤطرو أشغال الندوة المنظمة من طرف جمعية أمزيان بتنسيق مع التجمع العالمي الأمازيغي وجريدة العالم الأمازيغي، تحت عنوان "المبادرة الوطنية من أجل التفعيل الشعبي لرسمية الأمازيغية"، زوال أمس السبت بقاعة المركب الثقافي بالناظور، عموم الموطنين والمواطنات إلى العمل على تحقيق التفعيل الشعبي لرسمية الأمازيغية، موازاة مع ما لم يحققه التفعيل الرسمي للدولة في هذا الصدد منذ 4 سنوات من إقرار رسميتها دستوريا.

وحسب مؤطري الندوة التي أدارتها أمينة بن الشيخ مديرة جريدة العالم الأمازيغي، فإنّ المسألة الأمازيغية المُتطرق إليها ضمن الإشكالية المركزية المطروحة، لن يتأتّى تفعيلها على هذا المستوى، إلاّ عن طريق الممارسة الفعلية الحقّة، مشيرين إلى أنّ الأساليب على الصعيد العملي عديدة، منها لتقريب الصورة إضطلاع كلّ مواطنٍ بمهمّة إنطلاقاً من موقعه الإعتباري، من قبيل قيام ربّ محلٍ تجاري أو عيادة طبّية أو مقهًى بتقديم لافتة إشهارية بحروف تيفيناغ بدلا عن نظيرتها العربية على سبيل العدّ وليس الحصر، على فرض أنّ ذلك من شأنه التعجيل بصدور قانون التنظيم في هذا الإطار.

وذهب رشيد الراخا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، في سياق مداخلته، إلى اِعتبار مسألة التفعيل الشعبي لرسمية الأمازيغية، بمثابة الركيزة الأساسية التي ينبني عليها مستقبل المغرب الذي وصف فيه العرب بالغزّاة الذين نهجوا سياسة الرومان في مسلسل تعريبهم للسكان الأصليين، شارحاً كيف أقدم العرب على حرق كتب التاريخ المؤلفة على يد المؤرخين الأمازيغ القدامى، وهمّشوا ترّاث أصحاب الأرض الحقيقيين إلى يوم الناس هذا، وأتلفوا ملامح حضارة شمال أفريقيا الموسومة بالرّقي والمعمار والفنّ، مستدلاً على ذلك بالهندسة المعمارية القائمة بين أرجاء مدينة غرناطة والعائدة للأمازيغ قبل أن ينسبها العرب إلى أنفسهم، وهو ما لم ينصفه التاريخ، يردف الراخا.

وربط المتحدّث موضوع إلتحاق المغاربة بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام المسمّاة إختصاراً بـ"داعش"، بالمخطط التعريبي الذي اِستهدف الشعب الأمازيغي على حد تعبيره، حيث قال أنّ إضاعة وإفساد الهويّة لدى المغربي الذي هو في الأصل أمازيغي قحّ وإن يلهج لسانه بعامية الدارجة، ما حذا به للإنضمام إلى "داعش"، مضيفاً أن أغلب المغاربة الملتحقين بالتنظيم الإرهابي ضَائِعُو الهوّية، لأنّهم لم يغترفوها من الدولة لا عن طريق مناهج التعليم ولا من خلال مظاهر الحياة اليومية داخل نسق المجتمع، محذّراً في الوقت نفسه المغاربة من هذا المعطى الذي وصفه بالخطير، قبل أن يدعو الباحثين في علوم السوسيولوجيا إلى الإعتكاف على دراسته وتفكيكه.

واستعرض الأستاذ الجامعي الحسان حجيج رئيس جمعية سكان جبال العالم، جرداً تاريخياً لكرونولوجية الحملات الإستعمارية التي عرفت أحداث وقائعها بلدان شمال أفريقيا وعلى وجهٍ أخص المغرب الذي اعتبر شعبه قبل سنة 1912 أي قبل حلول الكيانات الإستعمارية، شعبا أمازيغيا، بينما مع دخول ماكينات الإحتلال غداة سنة 1912، أدّى ذلك تحديداً إلى سلخ الشعب الأمازيغي عن هويّته الأصلية، فيما جاء بعد ذلك إجهاز الإيديولوجية العربية على ما تبّقى منها إبّان ما يُعرف بعهد "السيبة" الذي عاش فيه الأمازيغ تجاذباً هوياتياً بين عدة أقطاب، حاول فيه المستعمِران الفرنسي والإسباني فرض هيمنة حضارية وثقافية، في مقابل محاولة إخضاع البلاد تحت هيمنة نظام السلطان ذات الطبيعة العروبية بتعبير حجيج.

ويرى حجيج أنّ المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يجب عدم تحميله ما لا طاقة له فيه بخصوص المسألة الأمازيغية، قائلا أنّ مهمّة المعهد تنحصر أساسا في مجرد تكليفه من أجل الوصول إلى صياغة مَعْيَرَة اللّغة الأمازيغية، وهو العمل الذي أداه المعهد بكفاءة عالية بالنظر إلى أطره المتخصصين في علم اللّسانيات الذين قاموا بمجهودات جبارة من أجل مَعْيَرة لغة تيفيناغ وفق دراسات علمية حتى صارت تيفيناغ واقعاً بموجب قوّة الدستور، مردفاً أنّ اللغة المعيارية ليست موّجهة إلى الجيل الراهن الذي قد تستعصي عليه عملية تعلّمها وتداولها على مستوى الممارسة، وإنما هي موجهة بالضرورة إلى الأجيال اللاحقة من منطلق قابلية التحصيل ذات الطبيعة السلسة لدى الناشئة.

اِنتقد محمد ميرة بوصفه رئيس جمعية إلماس الثقافية، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشدّة، حيث اتهمه بعرقلة تطور مشروع الأمازيغية إنْ على سائر أصعدته بما في ذلك اللغوية والثقافية، لاعتبارات عدّة يجمل أهمها في كون أطر المعهد ليسوا ذا كفاءة عالية مقارنةً مع من وصفهم بصفوة المشتغلين في حقول الأمازيغية خارج إطار المؤسسة، إلى جانب أنّ المعهد عمل أيضاً على تفرقة الأطياف الأمازيغية بالمغرب أكثر ممّا صبّ في اتجاه توحيدهم.

واستدّل ميرة على تجليات هذه التفرقة بين الأطياف الأمازيغية التي يقف وراءَها المعهد المعني الذي اتهمه أيضاً بنصب نفسه المتحكم في توجيه دفة مسار القضية، بإقرار نخبته صيغة لغة يستعصي فهمها في واقع الأمر لا سواء بالنسبة للريفي أو السوسي أو الشّلح، في إشارة منه إلى تيفيناغ، مستطرداً أنّ القاموس اللغوي بما فيه جملة من الحروف لدى الريفي ليست هي نفسها ما في الحقيبة اللغوية لدى السوسي أو الشلح، معلّلا مداخلته بطرح سؤال إستنكاري كيف "نقتل" ثلاث لغات هي في متناول الجميع، من أجل إحياء لغة لم نمسك زمامها بعد؟! ليختم ميرة بالقول أنه لو جرى اعتماد الحرف اللاتيني كان للغة الأمازيغية أن تستغل عالمية الحرف للإنتشار بأقصى سرعة، على أساس ما تخوّله المسألة من فهم وقراءة لا يتسنى لتيفيناغ الإجادة بها على الأقل آنيا.

ناظورسيتي واكبت أشغال الندوة وأعدت لكم هذا التقرير المصور:





































































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح