المزيد من الأخبار






قطاع الصيد في تمسمان.. مشكلات متعددة وحلول مقترحة للنهوض به


‎عبدالله أجعون

‎يُعتبر الصيد التقليدي بتمسمان من بين أكثر القطاعات أهميةً، حيث يوفر فرص عمل للسكان بعد قطاع الفلاحة المعيشية، إلا أن هذا القطاع يُعاني، كما تعاني قبيلة تمسمان، من التهميش والإقصاء.فيما يتعلق بالتنمية والبِنْيةُ التحتية، وتتنوع مشاكل وصعوبات هذا القطاع بشكل لا يُحصى مما أدى إلى هجرة هذه المهنة نهائيًا. لذا، سنحاول في هذه المقالة مناقشة المشاكل والعقبات التي تواجه هذه المهنة وتقديم بعض الحلول لتخفيف معاناة الصيادين التقليديين.

‎قبيلة تمسمان لها حصة الأسد من المساحة البحرية في إقليم الدريوش، حيث تمتد مساحة البحر بعشرات الكيلومترات من حدود قبيلة أيت سعيد إلى حدود قبيلة أيت ورياغل، وتعتبر جميع هذه الشواطئ تابعة لتمسمان.


مشاكل هذا القطاع:

‎* غياب الموانئ: على الرغم من أن قبيلة تمسمان تمتلك أكبر مساحة من الشواطئ في إقليم الدريوش، إلا أنها لا تملك أي ميناء للقوارب التقليدية، حيث يتم جر القوارب جميعها إلى البر باستخدام طرق بدائية.

‎* غياب وسائل إخراج المراكب: يتم إخراج المراكب بطرق بدائية للغاية في كل الأماكن التي تجتمع فيها القوارب التقليدية، حيث يستخدمون ما يعرف بـ "laklou" الذي يعتمد على العمل اليدوي، على الرغم من التطور الذي حدث في هذه الآلات.

‎* غياب الدعم في المحروقات: لا يستفيد أصحاب قوارب الصيد التقليدية من أي دعم في شراء البنزين، على الرغم من تخصيص ميزانية سنوية لقطاع الصيد البحري في المغرب تتجاوز 280 مليون درهم.

‎* الصيد بتقنية الجر: على الرغم من وجود قانون ينظم الصيد بتقنية الجر، إلا أنه لا يُحترم لأسباب معروفة لدى الجميع، حيث تتجه بعض المراكب إلى بحر تمسمان حيث تغيب المراقبة، وتقوم بالجر على بعد أمتار قليلة من شاطئ البحر مما يؤدي إلى انخفاض الثروة السمكية المتواجدة هناك.

‎* استخدام الديناميت: يقتل استخدام الديناميت جميع الأسماك، خاصة الصغيرة جدًا التي لا يمكن اصطيادها بواسطة الشباك، ويعد استخدام الديناميت من قبل بواخر صيد السردين من المناطق المجاورة كسيدي أحساين والناظور من بين الأسباب الرئيسية لانخفاض أعداد الأسماك، حيث لوحظ مؤخرًا استخدام هذه المادة بشكل مكثف لقتل الأسماك قبل صيدها لتسهيل عملية رفعها بالشباك.
‎كل هذه المشاكل كان البحارة صامدين في وجهها، إلا أن قرارًا صدر مؤخرًا كان ضربة قاضية أدت لركود هذا القطاع وشلّت حركته، حيث كان قرار هدم مستودعات قوارب الصيد التقليدي بالمنطقة المسمار الأخير في جسم هذا القطاع، وإن لم تتحرك الجهات الوصية لتقديم يد المساعدة وتوفير حلول منطقية لهذا القطاع سيصبح في خبر كان.

‎بعض الحلول التي نراها ستنعش هذا القطاع وتحييه من جديد.

‎لا يمكن لهذا القطاع أن ينتعش إلا بالقضاء على المشاكل التي يعاني منها وقد ذكرناها سابقًا، فتطبيق قانون الصيد على المراكب الكبيرة هو النقطة التي ستحافظ على الثروة السمكية وتعيد للبحر حياته الطبيعية ويستفيد منه البحارة التقليديون الذين يعتمدون في الصيد على الصنارة والخيط ولا يملكون وسائل ولوجستيك مثل أصحاب القوارب الكبيرة. كذلك، تنظيم ودعم هذا القطاع هما أحد مفاتيح إحياء هذا القطاع، فالتنظيم سيسهل عملية الدعم لأصحاب مراكب الصيد التقليدي، ويجب أن يكون الدعم عبارة عن:

‎* دعم في المحروقات.

‎* دعم في شراء معدات لإخراج القوارب وإدخالها للبحر (تراكتورات أو محركات لإخراج القوارب من البحر).

‎* دعم للممارسين لهذه المهنة لأنهم يجلسون أكثر مما يعملون بسبب تقلبات الأحوال الجوية وندرة الأسماك وتطبيق الراحة البيولوجية على نوعية من الأسماك.
‎كما أن تشيد مناطق التفريغ "مراسي صغيرة" يعتبر حلاً جوهريًا وعمودًا فقريًا لهذا القطاع، إن وجد وقف القطاع على رجليه من جديد وأنعش اقتصاد المنطقة.

‎ في ظل ما يعيشه القطاع وانتظار بعض الخطوات من الجهات المختصة يبقى البحار أكبر الضحايا، لأنه محروم من أبسط حقوقه وأسباب العيش الكريم فهو لا يحق له الاستفادة من أي دعم تقرره الدولة للمواطنين رغم عيشه تحت عتبة الفقر.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح